بسم الله الرحمن الرحيم
سئل سماحة العلامة الإمام فقيه الزمان محمد بن صالح بن عثيمين -رحمَهُ اللهُ- ما نصه :
" ما مدى شرعية ما يسمّونه بالاعتصام في المسـاجــد وهم ـ كما يزعمون ـ يعتمدون
على فتوى لكم في أحوال الجزائر سابقا أنها تجوز إن لم يكن فيها شغب ولا معارضة
بسلاح أو شِبهِه، فما الحكم في نظركم ؟
وما توجيهكم لنا ؟ "
فأجاب -رحمَهُ اللهُ- :
" أما أنا، فما أكثر ما يُكْذَب عليَّ ! وأسأل الله أن يهدي من كذب عليَّ وألاّ يعود لمثلها.
والعجب من قوم يفعلون هذا ولم يتفطَّنوا لما حصل في البلاد الأخرى التي سار شبابها
على مثل هذا المنوال !
ماذا حصل؟
هل أنتجوا شيئاً ؟
بالأمس تقول إذاعة لندن: إن الذين قُتلوا من الجزائريين في خلال ثلاث سنوات
بلغوا أربعين ألفا !
أربعون ألفا !!
عدد كبير خسرهم المسلمون من أجل إحداث مثل هذه الفوضى !
والنار ـ كما تعلمون ـ أوّلها شرارة ثم تكون جحيماً ؛ لأن الناس إذا كره بعضُهم بعضاً
وكرهوا ولاة أمورهم حملوا السلاح ـ ما الذي يمنعهم ـ ؟
فيحصل الشرّ والفوضى
وقد أمر النبيّ عليه الصلاة والسلام من رأى من أميره شيئا يكرهه أن يصبر،
وقال: ( من مات على غير إمام مات ميتة جاهلية ) .
الواجب علينا أن ننصح بقدر المستطاع ، أما أن نظهر المبارزة والاحتجاجات عَلَناً فهذا
خلاف هَدي السلف، وقد علمتم الآن أن هذه الأمور لا تَمُتّ إلى الشريعة بصلة ولا إلى
الإصلاح بصلة، ما هي إلا مضرّة .
الخليفة المأمون قَتل من العلماء الذين لم يقولوا بقوله في خَلْق القرآن ، قتل جمعاً من
العلماء وأجبر الناس على أن يقولوا بهذا القول الباطل ، ما سمعنا عن الإمام أحمد
وغيره من الأئمة أن أحدا منهم اعتصم في أي مسجد أبدا ، ولا سمعنا أنهم كانوا ينشرون
معايبه من أجل أن يَحمل الناسُ عليه الحقد والبغضاء والكراهية
ولا نؤيِّد المظاهرات أو الاعتصامات أو ما أشبه ذلك، لا نؤيِّدها إطلاقا، ويمكن الإصلاح
بدونها ، لكن لا بدّ أن هناك أصابع خفيّة داخلية أو خارجية تحاول بثّ مثل هذه الأمور "
انظر: جريدة ( المسلمون ) عدد (540) ص ( 10 ) ـ الجمعة (11 المحرم 1416هـ).
........
أحبتي :
بادروا إلى نشر هذه الفتوى القيمة فالناس أحوج ما يكون لمثل هذه الفتاوى
التي تبين الطريق المستقيم وتحذر من سلوك المنهج الوخيم .