نُونْ وَ مَا يَسْطُرُون فصحى, حر, خواطر, نثر, قصة,أمثال وحكم, مقالة

 
كاتب الموضوع عتيبيه مشاركات 0 المشاهدات 1092  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
قديم 12-24-2006, 04:21 AM   #1
معلومات العضو
عضو مميز

الصورة الرمزية عتيبيه
رقم العضوية : 194
تاريخ التسجيل: Oct 2003
مجموع المشاركات : 494
قوة التقييم : 22
عتيبيه is on a distinguished road
Lightbulb (كـــل نصيـــحة ببعـــير)

[align=center]

(كـــل نصيـــحة ببعـــير)



يحكى أن أحدهم ضاقت به سبل العيش ، فسئم الحياة وقرر أن يهيم في ارض الله الواسعة ، فترك بيته وأهله وغادر المنطقة وسار طويلاً حتى وصل إلى بيت أحد الأجواد الذي رحّب به واكرمه ثم سأله عن غايته ، فأخبره بها ، فقال له الرجل المضياف : ما رأيك أن تعمل عندي على أن أعطيك مبلغ وقدره ، ولما كان صاحبنا بحاجة إلى مكان يأوي إليـه ، وإلى عملٍ يعمل فيه وافقه الرأي .وعمل الرجل عند مضيفه أحياناً يرعى الإبل وأحياناً يعدّ القهوة ويقدمها للضيوف ، ودام على ذلك الحال عدة سنوات كان الشيخ يكافئه خلالها ببعض الإبل والماشية .ومضت عدة سنوات اشتاق فيها الرجل لبيته وعائلته وإلى بلاده وإلى رؤية أهله وأبنائه ، فأخبر صاحب البيت عن نيته في العودة إلى بلده ، فعزّ علي الشيخ فراقه لصدقه وأمانته ، وأعطاه الكثير من المواشي وبعض الإبل وودّعه وتمنى له أن يصل إلى أهله وهو بخير وسلامة..وسار الرجل ، وبعد أن قطع مسافة طويلة في الصحراء رأى شيخاً جالساً على الطريق ، ليس عنده شيء سوى خيمه بجانبه، وعندما وصل إليه وسـّـلم عليه ثم سأله ماذا يفعل في هذا المكان الخالي وتحت حرّ الشمس ، فقال له : أنا أعمل في التجارة .فتعجب الرجل !!! وقال له : وما هي تجارتك ، وأين بضاعتك ؟ فقال له الشيخ: أنا أبيع نصائح . فقال الرجل : تبيع نصائح ، وبكم النصيحة ؟! فقال الشيخ : كلّ نصيحة ببعير . ففكرالرجل في النصيحة وفي ثمنها الغالي الذي عمل طويلاً من أجل الحصول عليه ، ولكنه في النهاية قرر أن يشتري نصيحة مهما كلفه الأمر فقال له : اريد نصيحة ، وسأعطيك بعيراً...
فقال له الشيخ :" إذا طلع سهيل لا تأمَن للسيل " ... هذه نصيحه جدتي ايضاً... ففكر الرجل في هذه النصيحة وقال : ما لي ولسهيل في هذه الصحراء الموحشة ، وماذا تنفعني هذه النصيحة في هذا الوقت بالذات وعندما وجد أنها لا تنفعه قال للشيخ : هات لي نصيحة أخرى وسأعطيك بعيراً آخر .فقال له الشيخ : " أبو عيون بُرْق وأسنان فُرْق لا تأمن له " وتأمل صاحبنا هذه النصيحة أيضاً وأدارها في فكره ولم يجد بها أي فائدة ، فقال للشيخ هات النصيحة الثالثة وسأعطيك بعيراً آخر .فقال له : " نام على النَّدَم ولا تنام على الدم " . ولم تكن النصيحة الثالثة بأفضل من السابقات ، فترك الرجل ذلك الشيخ وساق ما معه من مواشٍ وسار في طريقه وظل يسير لعدة أيام نسي خلالها النصائح من كثرة التعب وشدّة الحر.وفي أحد الأيام أدركه المساء فوصل إلى قوم قد نصبوا خيامهم ومضاربهم في قاع وادٍ كبير ، فتعشّى ونام عندهم ، وفي الليل وبينما كان ساهراً يتأمل النجوم شاهد نجم سُهيل ، وعندما رآه الرجل تذكّر النصيحة التي قالها له الشيخ ففرّ مذعوراً ، وأيقظَ صاحب البيت وأخبره بقصة النصيحة ، وطلب منه أن يخبر قومه حتى يخرجوا من قاع ذلك الوادي ، ولكن المضيف سخر منه ومن قلّة عقله ولم يكترث له ولم يأبه لكلامه ، فقال والله لقد اشتريت النصيحة ببعير ولن أنام في قاع هذا الوادي ، فقرر أن يبيت على مكان مرتفع ، فأخذ فراشه ونام على مكان مرتفع بجانب الوادي .وفي أواخر الليل جاء السيل يهدر كالرعد فأخذ البيوت ومن فيها ، ولم يُبقِ سوى بعض المواشي وساق الرجل ما تبقى من المواشي وأضافها إلى مواشيه .
وسار في طريقه عدة أيام حتى وصل في أحد الأيام إلى بيت في الصحراء ، فرحب به صاحب البيت وكان رجلاً نحيفاً خفيف الحركة ، وأخذ يزيد في الترحيب به حتى أوجس منه خيفة ، فنظر إليه وإذا به " ذو عيون بُرْق وأسنان فُرْق " فقال : آه هذا الذي أوصاني عنه الشيخ ، إن به نفس المواصفات لا ينقص منها شيء .وفي الليل تظاهر الرجل بأنه يريد أن يبيت خارج البيت قريباً من مواشيه وأغنامـه ، وأخذ فراشه وجَرَّه في ناحية ، ولكنه وضع حجارة تحت اللحاف ، واتخذ مكاناً غير بعيد يراقب منه حركات مضيفه ، وبعد أن أيقن المضيف أن ضيفه قد نام ،خاصة بعد أن لم يرَ حراكاً له ، أخذ يقترب منه على رؤوس أصابعه حتى وصله ولما لم يسمع منه أية حركة تأكد له أنه نائم بالفعل ، فعاد وأخذ سيفه وتقدم منه ببطء ثم هوى عليه بسيفه بضربه شديدة ، ولكن الضيف كان يقف وراءه فقال له : لقد اشتريت والله النصيحة ببعير ثم ضربه بسيفه فقتلـه ، وساق ماشيته وتابع سيره في الصحراء .
وبعد مسيرة عدة أيام وصل في ساعات الليل إلى منطقة أهله ، فوجد مضارب قومه على حالها ، فترك ماشيته خارج الحيّ ، وسار ناحية بيته وفتح الباب ودخل البيت فوجد زوجته نائمة وبجانبها شاب طويل الشعر ، فاغتاظ لذلك ووضع يده على سيفه وأراد أن يقتل الاثنين معاَ ، وفجأة تذكر النصيحة الثالثة التي تقول " نام على الندم ولا تنام على الدم " ، فبردت أعصابه وهدأ قليلاً فتركهم على حالهم ، وخرج من البيت وعاد إلى أغنامه ونام عندها حتى الصباح.وبعد شروق الشمس ساق أغنامه واقترب من البيت فعرفه الناس ورحبوا به ، واستقبله أهل بيته وقالوا :له لقد تركتنا منذ فترة طويلة ، انظر كيف كبر خلالها ابنك حتى أصبح رجلاً ، ونظر الرجل إلى ابنه وإذا به ذلك الشاب الذي كان ينام بالأمس بجانب زوجته فحمد الله على سلامتهم ، وشكر ربه أن هداه إلى عدم قتلهم وقال بينه وبين نفسه والله إن كل نصيحة أحسن من بعير
.وهكذا فإن النصيحة لا تقدّر بثمن إذا فهمناها وعملنا بها في الوقت المناسب
[/align]

التوقيع : عتيبيه
عتيبيه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
► كـــم هـــو مـــؤلـــم ◄ عازف الكلمات منتدى الفكر والكلمة 27 11-15-2007 10:07 AM
مـــــ.¸.·°·.¦كـــل ودآع ¦.°·.¸ـــع ღالمقاطيღ المنتدى العام 2 09-16-2007 12:20 AM
مـــــــا كـــل عله فادها طب دكتـور ........ كـــم من عليلٍ وصــل خله علاجه بنت الهواجر منتدى الشعر الشعبي المنقول 20 01-04-2007 02:12 PM
للــحــــب قـــلــبــي مـــشــــرع كـــل بــيــبــانـــه نوف منتدى الشعر الشعبي المنقول 5 10-02-2005 09:18 PM




Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والتعليقات على الأخبار والردود المطروحة لا تعبّر عن رأي ( منتديات قبيلة عتيبه ) بل تعبّر عن رأي كاتبها