بعيداً عن مشاعري الفياضة التي تشربت حب نادي النصر منذ ثلاثين عاماً أبعث إليكم هذه الرسالة وأستبيحكم العذر أن تكون مفتوحة لجميع عشاق هذا الفريق المغلوب على أمرهم. وليثق جميع اللاعبين بأن جماهير النصر كافة تحترم شخوصهم الكريمة ولا يمكن أن تشكك في إخلاصهم لفريقهم كما أتمنى أن يفسر ما نصبو إليه بعيداً عن مصلحة الفريق وأن يجد منكم القبول والتروي والنظرة الايجابية وحُسن النية. كالعادة خذل أنصاف اللاعبين جماهيرهم الصابرة وخذلوهم، فبدل أن يتلاعب بالكرة والخصوم على أرض ميادين كرة القدم استمروا بالتلاعب بمشاعر جماهيرهم. فقد أثبتت المباريات وآخرها مباراة سطيف بما لا يدع مجالاً للشك أن النصر مريض بمرض مزمن لا تفيد فيه المسكنات والمهدئات، فإذا كان نصف الفريق لا يفقه أساسيات كرة القدم ماذا عساه أن يفعل النصف الآخر. كفى تذرعاً وتحججاً وتهرباً، فلن ولن يفيد ذلك ما دامتم تنتظرون من السلامة أن يصوب كرة دقيقة، ومن الخير تمرير كرة صحيحة ومن بلانكو أن يسلم كرة مفيدة ومن الصقور أن يرد كرة خطرة ومن الشريفي أن ينقذ هدفاً محققاً ومع ذلك تعتبرون الجنوبي عنصراً مؤثراً غائباً عن الفريق!! لا بد أن تبحثوا أسباب فشل دينلسون والذي لا يختلف على موهبته اثنان، وأسباب تدهور مستوى الحارثي وهو من أبرز المواهب السعودية، وأسباب تدني مستوى البيشي، وهو من اللاعبيين المميزين، وأسباب ضياع ماسا ماسو، ولماذا أفل نجم أحمد سعد قبل أن يبزغ، ولماذا تلاشى تميم، ولماذا هرب الحقباني. إلى متى نتجرع الويلات والنكبات ومن المسئول عن ذلك. قد تقولون إنني من يريد أن يزعزع الثقة في هؤلاء اللاعبين أو لأهداف أخرى. ولكي أكون أكثر موضوعية ووضوحاً ومنطقية ألم ندخل عالم الاحتراف منذ زمن. جربوا عرضهم للانتقال لمعرفة حجمهم الطبيعي وتقييمهم الفني الصحيح. هل تعتقدون أن العروض سوف تنهال عليكم من كل صوب؟ أجزم أنه لن يكون كذلك!! فلن يختلفوا عن سابقيهم ممن طالب الكثير بابعادهم وتم ذلك بقرار إداري صرف ولم تدخل فيه الجوانب الفنية.
لماذا المكابرة وإعطاء الفريق أكبر من حجمه ونصف عناصره وبال عليه؟
أدرك تماماً جهود وعمل الإدارة وتضحياتها بالوقت والمال والدور المثالي، ولكن هل يكفي ذلك والفريق بهذه الصورة الهزيلة؟ هل من المعقول أن الإدارة لم تكتشف العلة حتى هذا الوقت؟ وإذا لم يكن كذلك. فالمشكلة وباختصار هي (نصف من يمثل فريق النصر أساسياً لا يصلح اطلاقاً بأن يكون ضمن فريق كرة القدم بالنادي) إذا كانت الإدارة مصرة على وجودهم فعليهم البحث لهم عن لعبة أخرى ربما تتناسب وقدراتهم.
أما الحلول فهي أيضاً بسيطة وتحتاج فقط للاعتراف بحجم المشكلة أولاً ثم وضع القرارات الجريئة ومنها:
1- تسريح هؤلاء اللاعبين وإعطاؤهم حقوقهم المادية وشكرهم على ما قدموه.
2- حل إدارة الكرة وتكليف من يملك الفكر الرياضي السليم والنظرة الثاقبة للاعبين حتى وإن لم يكن لاعب كرة سابقاً مع احترامي وتقديري للكابتن محيسن الجمعان وتاريخه ولكم في الأندية الناجحة المثل الأعلى.
3- تغيير الخطاب الإعلامي والتعاطي بإيجابية مع الآخر والتركيز على الوضع الداخلي والعمل على تطويره والبُعد عن التبريرات غير المنطقية والتي وإن كانت جزءاً بسيطاً من المشكلة فلم ولن تكون هي المشكلة.
4- نسيان الماضي بكل صفحاته وعدم التغني بأمجاد سابقة أو بطرق إدارية نجحت في فترة زمنية معينة لا تتناسب وسير العصر.
5- توثيق ما تحقق من إنجازات لأصحابها وعدم وضعها كمنهجية للتعاطي مع هذه الفترة.
6- فتح صفحة جديدة ناصعة البياض مع جميع محبي النصر مهما اختلفت توجهاتهم بشرط ألا يكون على حساب العمل الإداري والفني الفعلي.
7- التخطيط المستقبلي السليم المبني على إعطاء الفرصة للناشئين والمواهب بغض النظر عن النتائج الوقتية.
وأنتم تدركون جيداً أن النصر بجماهيره العريضة يجب ألا يكون مرتعاً خصباً لأنصاف اللاعبين أو منبراً لتجريح الآخرين. وأذكركم بأن النصر ملكاً عاماً لجماهيره المنتشرة في جميع أنحاء المملكة وما هو إلا أمانة الإدارة. وأخيراً لا يعيب الاستفادة من الأندية الكبيرة الأخرى خاصة الناجحة وطريقة عملها، أقول ذلك وأنتم تلمسون البون الشاسع بين ما وصلت إليه تلك الفرق من ثقل للمنتخبات الوطنية في كفالة الألعاب وما تحققه من بطولات على جميع المستويات والحد لديكم يمثل لعب المعادلة التي أبيتم أن تعترفوا بها.
مطلق الهديرس حائل
جريده الرياض
الأحد 26من ذي القعدة 1427هـ - 17ديسمبر 2006م - العدد 14055