لقد سبق نقاش هذا الامر واشرنا فيه الى ان """
زواج المسيار زواجٌ بدعيٌّ-- من البدعة-- فلم يكن موجودا على وقت التشريع الاسلامي عند نزول القرآن الكريم و حياً على نبينا صلى الله عليه و سلم. و من نافلة القول أن يتأكد المسلم أن أكمل الهدي وأفضل الشرع هو ما جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد" [متفق عليه]. وفي رواية لمسلم: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)). وقد قال الله سبحانه:{اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً}(المائدة آية رقم3 )
و نظام الزواج موجود في القرآن و السنة و هو النظام المكتمل و المتكامل الشروط و اضح الجوانب ناصع كالشمس في رابعة النهار. أنه نظام له أسسه و بنيانه في المنظومة الأسرية و إن أي خلل في هذا النظام معناه تدميره كاملاً.
و زواج المسيار يخل بالنظام الزواجي العام بل هو مدعاة لنقض جذوره و تفتيته و من ثم محو نظام الزواج بالكامل. إن زواج المسيار سرطان النظام الأسري لأنه سوف يقضي عليه في النهاية، وينهي النظام الزواجي لإحلال، في مكانه زواج المسيار و من ثم زواج الصديق و ربما إنتهى الى عدم الزواج البتة.
إن العالم اليوم في أمس الحاجة الى دعم و تكريس النظام الزواجي الحقيقي و ليس الزواج المسياري أو الصداقي و إلى وضع قوانينه موضع التنفيذ. و أرى أن وجود أنظمة زواجية غير الزواج الأصلي هو مدعاة لتحليل المحرم بطرق شرعيه، و هذا ما سوف تؤول اليه أنظمة زواج المسيار، أو أنظمة زواج الصداقات ( و أعني ما يسمى بزواج البوي فريند). سهلوا الزواج و اجعلوه متاحاً للجميع و لا تجعلوه مسياراً فينحدر الزواج من عالي مبانيه الشريفة لقاع الرذيلة و ساعدوا على أن تعيش البشرية بعيدة عن منحدرات و منعطفات الأنظمة الرجعية..هذا و الله من وراء القصد والهادي الى سواء السبيل...