[align=center]
عصر المظاهر والماديات ماذا فعل بنا:
تطغى النظرة المادية على العالم اليوم والتسابق على المظاهر يبرز بشكل لم يكن معهوداً عدا عن غزو التقليعات الغربية لحياتنا من كل جانب فنلاحظ شيوع الأزياء الغريبةوصور مستهجنة من القزع في قصات الشعر ومظاهر الإحتفالات وغيرها ولعل الآراء التالية تؤكد أن تسرب الحضارة والتوجهات الغربية والمادية قد طالت الجميع بمافيهم الكبار والصغار أما الضحية فهي فقدان الهوية والتقاليد والإثقال على النفس مادياً ومعنوياً لمجاراة المجتمع...وفي سؤال وجهته الأستاذة مها فتيحي لمجموعة من الفتيات قائلة(هل تعتقدون أن النفاق الإجتماعي والتفاخر والمظاهر والماديات خطأ أم جزء هام من حياتنا؟؟)
وكانت الإجابة(خطأ،لكنه ليس خطأنا بل توجه المجتمع بأكمله)...وتوضح ر.س،24سنة قائلة(هذا هو توجه المجتمع بشكل عام ونظرة الكبار قبل أن تكون نظرتنا فالجميع يقيم الآخرين تقييم مادي والمقتدر والغير مقتدر يحاول أن يتفاخر ويهتم بالمظاهر الجوفاء ومن جانب آخر أصبح هناك تبعية لمجتمعاتنا في كل شيء للغرب بداية بالملبس والمظهر ونهايةً بالثقافات وأساليب الحياة فكيف يلوم الكبار الصغار في هذه الجوانب وهم القدوة منساقين لها؟)
وتستطرد الأستاذه مها فتيحي تعليقها(العادات والتقاليد تربط الإنسان بمجتمعه وبالنسبة للملبس مثلاً صحيح أنه حرية شخصية لكن لابد أن يحكمها احترامنا لذاتنا و يجب أن تدرك الفتاة أن ماترتديه يعكس شخصيتها وحقيقتها وأما المظاهر التي شاعت بالإحتفالات الصاخبة ذات الطالع الغربي والنظرة المادية الجوفاء فهو دور العقول الواعية لتحاول تغييرها ولو ببدايات فردية المهم أن يكون لدينا القناعة والعزيمة لعمل ذلك)
وتحكي الطالبة الجامعية دلال.ف تجربتها بعدم مجاراة الإسراف والمبالغة في الإحتفالات فتقول(أعلم أن الإسراف والمظهر قشور لا يجب أن نركز عليها لكن ماذا نفعل إن كنا نجد أنفسنا مجبرين عليها بسبب ضغوط الآخرين وتوجهاتهم التي تدفعنا لمجاراتهم وتجربتي التي أعتقد أنها لم تكن سهلة أبداً لكنها بحمد الله مرت بسلام كانت عند تخرجي من المدرسة واتفاقنا أنا وزميلاتي بأن نحتفل وكان رأي الجميع وقتها أن نحتفل كغيرنا في حفل مكلف ورسمي وفي قاعة احتفالات تتسع لعدد كبير من المدعوات،ورفض أهلي الفكرة والمشاركة بهذه التقليعة الخاطئة وخضت الجزء الأول من الحرب معهم لإقناعهم بطلبي وبما سيتسببه لي رفضهم من احراج مع زميلاتي لكن اقتنعت في النهاية أن وجهة نظرهم هي السليمة وأنه يجب أن أتجه بدلاً من ذلك للقتال على الجبهة الأخرى و اقناع زميلاتي وكان هذا هو الأمر الأكثر صعوبة لكن بعد عناء نجحت واحتفلنا بشكل رائع ومناسب استمتعنا به أضعاف ما استمتع غيرنا ممن أقاموا احتفالات رسمية مكلفة)
أما السيدة هنادي.ص.فتقول(لابد أن يعي الصغار أن هناك مايناسبهم ومالايناسبهم فاليوم أصبحنا في المناسبات نرى ملابس لايصح لفتاة صغيرة السن أن ترتديها،ومحاولات للتشبه بالكبار في تصميمات الملابس والمجوهرات ومبالغة في استخدام الماكياج وهذا لايصح فلكل مرحلة عمرية مظهر يناسبها لابد من الإلتزام به)
أما الشابة بسمة.أ،فتعترض على تركيز الأهل على ملابس الصغار وتقول(لكل زمن وجيل تقليعات خاصة ولايمكن أن نرتدي ما كانت ترتديه جداتنا،لكن كذلك لا يجب المبالغة أو اختيار ما يجعلنا نبدو أكبر سناً ومن وجهة نظري حتى الكبار لايجوز لهم اختيار ملابس ليست مناسبة لأعمارهم)
وأخيراً لابد من كلمة،ألا وهي ترسيخ المفاهيم السليمة منذ الصغر ووضع أسس تربية سليمة دون افراط في الشدة أو تفريط بالإهمال ولا بد من بعض المرونة المطلوبة من الأهل يقابلها سعة أفق وتفهم من الأبناء لتلتقي الأجيال عند نقاط تفاهم مشتركة ويساهم الجميع في بناء مجتمع صحي يقوم على مباديء سليمة[/align]