ليست عندي إحصائيات دقيقة في الكثير من المجالات لكن حكمي الانطباعي يوحي إلي أننا أسوأ شعوب العالم تعاملا مع التكنولوجيا.
مثــلاً :
في الإنترنت وفي إحصائية عشوائية أكثر من 90% من الداخلين في بلادنا يدخلونه لأجل المحادثة والتشات ومواقع الجنس المحرمة عكس الدول الأخرى التي يدخل أهلها للإنترنت لغرض التعلم أو البحث أو المشاركة الجادة.
في السيارات نحن أعلى نسبة بين دول العالم في حوادث السيارات وعدد القتلى وفي إحصائية لوزارة الداخلية بلغ عدد القتلى في حوادث السيارات في بلادنا رقماً يفوق عدد القتلى في فلسطين نتيجة الاحتلال في الفترة ذاتها ولا يوجد لدينا تطبيق أو حرص على تطبيق قواعد السلامة في القيادة.
الآن ظهر في عالمنا ما يسمى جوال الكاميرا وظهرت معه سلبيات التعامل مع التكنولوجيا فأصبح المراهقون يستخدمونه بطريقة مسيئة للمجتمع بأسره حتى باتت الصورة النمطية عن مجتمعنا أنه مجتمع يبحث عن الفضيحة والرذيلة.
في حادثة نفق السويدي في الرياض وفي قمة المأساة والبحث عن النجاة قام بعض المراهقين بتصوير الفتيات ونشر الصور عبر الإنترنت مما حدا الفتيات إلى أن يتوسلن لأولئك حتى لا ينشروا صورهن وهناك تصوير لسيدات يرقدن على السرير الأبيض في المستشفيات ويقوم بعض الشباب والشابات الساقطين بالتصوير وهم في أوضاع يبحثون فيها عما يلملم جراحهم وبلغت الوقاحة والجرأة حدا فظيعا حين تم تصوير سيدة تتوضأ في حمام بيتها للصلاة ونشرت الصور في المواقع والجوالات وكذلك يتم تصوير النساء داخل الجوامع من قبل بعض الفتيات المراهقات دع حفلات الزواج والمناسبات العامة.
جميع هذه الصور والمقاطع وما هو أفضح منها وأسوأ يتم تناقله عبر وسائل الاتصال وكأنه غنيمة عظيمة وكنز كبير والضحايا هم سيدات المجتمع المحافظات في وقت أصبحت هذه الجوالات في يد كل طائش ومراهق لا يخاف الله.
هل أصبحنا غير آمنين على أنفسنا وخصوصياتنا حتى في بيوتنا والمجتمع النسائي الخالص في هذا الزمن الذي يظلم المرأة ولا ينصفها وفي وسط تفاقم شكوك الزوج واشتداد ظلمه للمرأة حتى يأتي هذا المراهق ليضع حبل المشنقة حول رقبتها؟.
موضوع خطير وشائك ومعقد جدا فمن الملوم : التطور الذي لا نستطيع استغلاله في الخير؟ أم المجتمع الذي يرفض أن يتحول بسلوكه نحو الأفضل أم الأسرة التي تهمل تربية الأبناء ومحاسبتها أم الدولة التي سمحت لمثل هذه الأجهزة بالدخول؟.
وماذا تفعل المرأة التي صورت في غفلة عنها وكيف يتعامل معها المجتمع وخصوصا الزوج؟.
فهـــل أنتم معي بكل ما ذكرت ؟؟؟؟؟؟؟؟