العودة   منتديات عتيبه > الأقسام العامة > المنتدى العام

المنتدى العام المواضيع العامة والمنقولات والحوادث اليومية وأخر المستجدات العربية والدولية

 
كاتب الموضوع فلان_999 مشاركات 5 المشاهدات 1642  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
قديم 10-04-2006, 11:52 PM   #1
معلومات العضو
عضو مميز

رقم العضوية : 4672
تاريخ التسجيل: Sep 2006
مجموع المشاركات : 416
قوة التقييم : 19
فلان_999 is on a distinguished road
Lightbulb ترك الأبناء في الشوارع الى الصباح

احبتي في الله

هذا موضوع يتكلم عن السهر وما ادراك ما السهر والذي بلينا به في هذا الزمان وبخاصة في رمضان وفي الإجازات يتحول الليل إلى نهار والنهار إلى ليل فتضيع الصلوات ويضيع الأبناء في الشوارع ...

كتب هذا الموضوع فضيلة الشيخ / محمد بن عبد الله الهبدان حفظه الله ورعاه

فأحببت ان يطلع عليه احبتي في الله لعل الله ان ينفع به


الموضوع عبارة عن كتيب تم نشره مؤخرا





نص الموضوع



مقدمة

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد :

فإن من الظواهر التي بدت في الأمة وظهرت وانتشرت ..حتى تغيرت مفاهيم كثير من الناس ..صغاراً وكبارا ..ذكورا وإناثا ..تجاه من تلبس بهذه الظاهرة..إنها ظاهرة السهر إلى ساعات متأخرة أو إلى قبيل الفجر ..خاصة في أوقات الإجازات ..فترى الناس في الليل قياما ..وفي النهار نياما !! ويعدون ذلك تقدما ورقيا ..أما الذين ينامون بعد صلاة العشاء فهؤلاء كما يقول بعضهم ( كالدجاج ) نسأل الله تعالى السلامة والعافية ..فأصبحت سنة نبينا صلى الله عليه وسلم تشبه بمثل هذا التشبيه القذر الذي يخشى على قائلها !! إذا لم يتدارك نفسه ويعود إلى رشده .

فهذه كلمات يسيرات ..وعبارات سريعات ..حول هذه الظاهرة الخطيرة لمعرفة الأسباب والعلاج ..فنسأل الله تعالى التوفيق والسداد .






لماذا الحديث عن السهر ؟






1ـ لما فيه من الأضرار والأخطار على الفرد والجماعة .

2 ـ لتصور بعض الشباب ـ حتى وصل الأمر إلى صغار السن ـ أن السهر فخر ورقي فيتفاخر أمام زملائه بأنه قد سهر إلى الساعة الثانية ليلا !! والآخر يقول بل سهرت إلى الساعة الثالثة !! وهكذا يستمر وضع الشاب على هذا المنوال حتى يصبح ليله نهارا ..ونهاره ليلا !!

3 ـ لما حصل فيه من التفريط في رعاية الأسرة والأولاد فيأتي الولي وهم نائمون ويخرجون من بيته وهو نائم فمتى يحصل اللقاء ؟

4 ـ ضياع كثير من الطاقات ، وإهدار الكثير من القدرات في مثل هذا المرض .

لذا كان لابد من علاج هذا الموضوع وطرحه بموضوعية وإنصاف وبدون شطط وإجحاف .



أسباب السهر



1 ـ المصالح الدنيوية كالتجارة أو المناوبات في العمل أو الاختبارات للطلاب .

2 ـ المشاكل الصحية له أو لأفراد أسرته .

3 ـ المشاكل العائلية أو الدراسية أو غيرها .

4 ـ المناسبات العائلية أو الزيارات الأخوية .

5 ـ متابعة القنوات الفضائية .

6 ـ مصالح شرعية كحماية ثغور المسلمين ، وطلب العلم ونحو ذلك .

7 ـ النوم في النهار كثيراً .

8 ـ السفر .

9 ـ الإجازات الصيفية .

10 ـ غفلة وقلة عناية الكثير من أولياء الأمور بالسؤال عن حال أبنائهم وفيما هم فيه من حال .

11 ـ مجالسة رفقاء السوء الذين هم فتيل الشر والمقود إلى طريق الانحراف فكل قرين إلى قرينه ينسب .

12 ـ العمل على الشبكة العالمية والتي تسمى بالإنترنت .

13 ـ ارتفاع حرارة الجو .

14 ـ محاكاة الناس وتقليد الأصدقاء .



أقسام السهر



السهر على ثلاثة أقسام



القسم الأول : السهر في طاعة الله ..



أخي القارئ الكريم ..قبل الخوض في هذا النوع من السهر لابد أن تعلم قضيتين :

الأولى : إذا ترتب على هذا السهر ضياع واجب كتفويت صلاة الفجر مثلا فإنه يأثم الإنسان على فعله وستعرف في ثنايا البحث الأدلة على ذلك .

الثانية : قد يُلَبس الشيطان على كثير من الصالحين أن سهرهم من أجل طاعة الله تعالى فيسهر لمعالجة قضية من القضايا أو بحث مسألة علمية مع إخوانه وخلانه فيمتد بهم الحديث من موضوع إلى موضوع والحديث كما يقال ذو شجون ..فتذهب الساعات تلو الساعات وهم منهمكون في حديثهم ولو أنصفوا أنفسهم لعلموا أن هذا الموضوع أو تلك المسألة لا تحتاج كل ذلك الوقت ..وذاك السهر فلماذا نخادع أنفسنا ونضيع أوقاتنا ونهمل أسرنا في أمر لا طائل من جرائه ؟!!

وإليك ـ أخي القارئ ـ أنواع السهر في طاعة الله تعالى :

1 ـ السهر لمتابعة مصالح المسلمين :

كمن يسهر في متابعة المنكرات على مختلف أنواعها وصورها أو متابعة الشباب في أماكن تواجدهم ، لما روى الترمذي من حديث عمر : " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسمر هو وأبو بكر في الأمر من أمور المسلمين وأنا معهما "() .


2 ـ السهر في طلب العلم :


قال الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ ( باب السمر في الفقه والخير بعد العشاء ) ثم أورد حديث قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ انْتَظَرْنَا الْحَسَنَ وَرَاثَ() عَلَيْنَا حَتَّى قَرُبْنَا مِنْ وَقْتِ قِيَامِهِ فَجَاءَ فَقَالَ دَعَانَا جِيرَانُنَا هَؤُلَاءِ ثُمَّ قَالَ : قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ :" انْتَظَرْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ حَتَّى كَانَ شَطْرُ اللَّيْلِ يَبْلُغُهُ فَجَاءَ فَصَلَّى لَنَا ثُمَّ خَطَبَنَا فَقَالَ : " أَلَا إِنَّ النَّاسَ قَدْ صَلَّوْا ثُمَّ رَقَدُوا وَإِنَّكُمْ لَمْ تَزَالُوا فِي صَلَاةٍ مَا انْتَظَرْتُمُ الصَّلَاةَ " قَالَ الْحَسَنُ : وَإِنَّ الْقَوْمَ لَا يَزَالُونَ بِخَيْرٍ مَا انْتَظَرُوا الْخَيْرَ (). وعن عَبْدَاللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ : صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْعِشَاءِ فِي آخِرِ حَيَاتِهِ فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : " أَرَأَيْتَكُمْ لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ فَإِنَّ رَأْسَ مِائَةٍ لَا يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ الْيَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَحَدٌ فَوَهِلَ النَّاسُ فِي مَقَالَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَا يَتَحَدَّثُونَ مِنْ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ عَنْ مِائَةِ سَنَةٍ وَإِنَّمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ الْيَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ " يُرِيدُ بِذَلِكَ أَنَّهَا تَخْرِمُ ذَلِكَ الْقَرْنَ .() وَلَا تَسْأَمَنَّ الْعِلْمَ وَاسْهَرْ لَنَيْلِهِ بِلَا ضَجَرِ تَحْمَدْ سُرَى اللَّيْلِ فِي غَدِ


وهكذا كان أسلافنا الأوائل ..يحيون ليلهم في مدارسة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فضيل ابن غزوان : كنا نجلس أنا ومغيرة ـ وعدد ناسا ـ نتذاكر الفقه فربما لم نقم حتى نسمع النداء بصلاة الفجر . وقال علي بن الحسن بن شقيق : قمت مع عبدالله بن المبارك في ليلة باردة ، ليخرج من المسجد ، فذاكرني عند الباب بحديث وذاكرته ، فما زال يذاكرني حتى جاء المؤذن فأذن للفجر !! وكان وكيع بن الجراح إذا صلى العتمة ينصرف معه أحمد بن حنبل ، فيقف على الباب فيذاكره وكيع ..فلم يزل قائما حتى جاءت الجارية فقالت : قد طلع الكوكب !! () .


3 ـ السمر مع الضيف :


قال البخاري ـ رحمه الله ـ ( باب السمر مع الضيف والأهل ) ثم أورد حديث عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّ أَصْحَابَ الصُّفَّةِ كَانُوا أُنَاسًا فُقَرَاءَ وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ اثْنَيْنِ فَلْيَذْهَبْ بِثَالِثٍ وَإِنْ أَرْبَعٌ فَخَامِسٌ أَوْ سَادِسٌ وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ جَاءَ بِثَلَاثَةٍ فَانْطَلَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَشَرَةٍ قَالَ فَهُوَ أَنَا وَأَبِي وَأُمِّي فَلَا أَدْرِي قَالَ وَامْرَأَتِي وَخَادِمٌ بَيْنَنَا وَبَيْنَ بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ تَعَشَّى عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ لَبِثَ حَيْثُ صُلِّيَتِ الْعِشَاءُ ثُمَّ رَجَعَ فَلَبِثَ حَتَّى تَعَشَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ بَعْدَ مَا مَضَى مِنَ اللَّيْلِ مَا شَاءَ اللَّهُ قَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ وَمَا حَبَسَكَ عَنْ أَضْيَافِكَ أَوْ قَالَتْ ضَيْفِكَ قَالَ أَوَمَا عَشَّيْتِيهِمْ قَالَتْ أَبَوْا حَتَّى تَجِيءَ قَدْ عُرِضُوا فَأَبَوْا قَالَ فَذَهَبْتُ أَنَا فَاخْتَبَأْتُ فَقَالَ يَا غُنْثَرُ فَجَدَّعَ وَسَبَّ وَقَالَ كُلُوا لَا هَنِيئًا فَقَالَ وَاللَّهِ لَا أَطْعَمُهُ أَبَدًا وَايْمُ اللَّهِ مَا كُنَّا نَأْخُذُ مِنْ لُقْمَةٍ إِلَّا رَبَا مِنْ أَسْفَلِهَا أَكْثَرُ مِنْهَا قَالَ يَعْنِي حَتَّى شَبِعُوا وَصَارَتْ أَكْثَرَ مِمَّا كَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ فَنَظَرَ إِلَيْهَا أَبُو بَكْرٍ فَإِذَا هِيَ كَمَا هِيَ أَوْ أَكْثَرُ مِنْهَا فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ يَا أُخْتَ بَنِي فِرَاسٍ مَا هَذَا قَالَتْ لَا وَقُرَّةِ عَيْنِي لَهِيَ الْآنَ أَكْثَرُ مِنْهَا قَبْلَ ذَلِكَ بِثَلَاثِ مَرَّاتٍ فَأَكَلَ مِنْهَا أَبُو بَكْرٍ وَقَالَ إِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ يَعْنِي يَمِينَهُ ثُمَّ أَكَلَ مِنْهَا لُقْمَةً ثُمَّ حَمَلَهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَصْبَحَتْ عِنْدَهُ وَكَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمٍ عَقْدٌ فَمَضَى الْأَجَلُ فَفَرَّقَنَا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا مَعَ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ أُنَاسٌ اللَّهُ أَعْلَمُ كَمْ مَعَ كُلِّ رَجُلٍ فَأَكَلُوا مِنْهَا أَجْمَعُونَ أَوْ كَمَا قَالَ .() قال الحافظ ابن حجر : ووجه الاستدلال من حديث عبدالرحمن ابن أبي بكر ..اشتغال أبي بكر بعد صلاة العشاء بمجيئه إلى بيته ومراجعته لخبر الأضياف واشتغاله بما دار بينهم (). 4 ـ


السهر للمرابطة في الثغور :


عن أبي رَيْحَانَةَ قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :" حُرِّمَتِ النَّارُ عَلَى عَيْنٍ سَهِرَتْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ " رواه أحمد () .ومن ذلك ما فعله عبَّاد بن بشرٍ رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قفلَ عائدا من غزوة ذاتِ الرقاع نزل بالمسلمين في شعب من الشعاب ليقضوا ليلتهم فيه .

وكان أحد المسلمين قد سبى ـ في أثناء الغزوة ـ امرأة من نساء المشركين في غيبة زوجها ، فلما حضر الزوج ـ ولم يجد امرأته ـ أقسم بالات والعزى ليلحقن بمحمد وأصحابه وألا يعود إلا إذا أراق منهم دما .

ما كاد المسلمون ينيخون رواحلهم في الشعب حتى قال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم : " من يحرسنا في ليلتنا هذه ؟ " فقام إليه عبّاد بن بشر ، وعمار بن ياسر وقالا : نحن يا رسول الله ، وقد كان النبي آخى بينهما حين قدم المهاجرون على المدينة .

فلما خرجا إلى فم الشعب قال عباد بن بشر لأخيه عمار بن ياسر : أي شطري الليل تؤثر أن أتنام فيه : أوله أم آخره ؟ فقال عمار : بل أنام في أوله ، واضطجع غير بعيد عنه.

فتوجه عباد إلى القبلة ودخل في الصلاة ، وطفق يقرأ من سورة الكهف بصوته الشجي ،وفيما هو سابح في هذا النور الإلهي ؛ أقبل الرجل يحث الخطى فلما رأى عباداً من بعيد منتصبا على فم الشعب عرف أن النبي وصحبه بداخله وأنه حارس القوم ؛فوتر قوسه ، وتناول سهما من كنانته ورماه به فوضعه فيه . فانتزعه عباد من جسده ومضى متدفقا في تلاوته غارقا في صلاته ..فرماه الرجل بآخر فوضعه فيه ؛ فانتزعه كما انتزع سابقه ، فرماه بثالث ، فانتزعه كما انتزع سابقيه ، وزحف حتى غدا قريبا من صاحبه وأيقظه قائلا انهض فقد أثخنتني الجراح . فلما رآهما الرجل ولى هاربا ..

وحانت التفافة من عمار إلى عباد فرأى الدماء تنزف غزيرة من جراحه الثلاثة فقال له : يا سبحان الله هلا أيقظتني عند أول سهم رماك به ؟! فقال عبّاد : كنت في سورة أقرأها فلم أُحب أن أقطعها حتى أفرغ منها ، وأيم الله لولا خوفي من أُضيع ثغراً أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظه لكان قطع نفسي أحب إليّ من قطعها .



القسم الثاني : السهر في مباح .



كمن يسهر في حراسة أو طبيب مناوب أو سفر لمباح أو يحادث أهله وزوجه لما أخرجه البخاري في التفسير وغيره من طريق كريب عن ابن عباس قال : بت في بيت ميمونة فتحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أهله ساعة ثم رقد .. الحديث ، فدل ذلك على جواز الحديث مع الأهل لمعاشرتهم بالمعروف .



القسم الثالث : السهر في معصية الله



كالسهر في لعب الورق والبلوت ، أو السهر في الضرب على العود والمرواس ، أو على متابعة القنوات الفضائية ، أو معاكسة النساء في الأسواق أو عبر الهاتف أو السهر في المقاهي سواء كانت الإنترنت أو مقاهي الشيشة ونحو ذلك .
```


آثار السهر وأضراره



أخي القارئ الكريم ..إن للسهر أضرارا وله آثاره المدمرة على الفرد والأسرة ..بل على المجتمع ككل ..ولذلك استخدم التعذيب بالسهر في العصور الوسطى لإجبار السجناء على الاعتراف ، وقد أسرت الصين أثناء الحرب الكورية مجموعة من الطيارين الأمريكيين وأخضعتهم للحرمان من النوم كنوع من غسيل المخ حتى انهارت مقاومتهم .

ولذا سأذكر لك بعض آثاره حتى تدرك فداحة المصيبة وعظيم الخطيئة ، فمن أضراره :

أولاً : مخالفة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالنهي عن الحديث بعد العشاء لغير فائدة :

عَنْ أَبِي بَرْزَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كَانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَ الْعِشَاءِ وَالْحَدِيثَ بَعْدَهَا " () وعن عبد الله بن مسعود قال : جدب إلينا رسول الله r السمر بعد العشاء قال خالد معنى جدب إلينا يقول عابه ذمه() .
والحديث بعدها يعني في الأمر المباح أما إذا كان الحديث في محرم فلا يجوز سواء كان بعد العشاء أو قبلها أو في أي وقت من ليل أو نهار وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يضرب الناس على ذلك ـ أي السهر ـ ويقول : أسمراً أول الليل ونوماً آخره ؟ ()

ثانياً ـ إضاعة صلاة الفجر وتفويتها :

وقد أفاد كثير من الشباب بذلك فيقول أحدهم : دائما ننصرف قبيل الفجر فننام ولا نصليها !!! ويحدث هذا أيضا في قصور الأفراح للنساء فتعود المرأة لبيتها في ساعة متأخرة من الليل وهي مرهقة متعبة ثم تلقي بنفسها في فراشها ولا تشعر بنفسها إلا والساعة قد بلغت العاشرة أو الحادية عشرة !!

حتى من قام الليل أو طلب العلم إذا خشي فوات هذه الصلاة فإنه لا يصح له ذلك وقد أنكر عمر بن الخطاب على الذي أحيا الليل بالصلاة ثم غلبت عليه عينه ونام عن الصلاة المكتوبة كما في الموطأ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقَدَ سُلَيْمَانَ بْنَ أَبِي حَثْمَةَ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ وَأَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ غَدَا إِلَى السُّوقِ وَمَسْكَنُ سُلَيْمَانَ بَيْنَ السُّوقِ وَالْمَسْجِدِ النَّبَوِيِّ فَمَرَّ عَلَى الشِّفَاءِ أُمِّ سُلَيْمَانَ فَقَالَ لَهَا لَمْ أَرَ سُلَيْمَانَ فِي الصُّبْحِ فَقَالَتْ إِنَّهُ بَاتَ يُصَلِّي فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ فَقَالَ عُمَرُ : لَأَنْ أَشْهَدَ صَلَاةَ الصُّبْحِ فِي الْجَمَاعَةِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقُومَ لَيْلَةً () .

هذا يقال في من قام الليل فكيف بمن أسهر ليله على الأغاني والمعازف ؟كيف بمن أسهر ليله على الأفلام والمسلسلات ؟! كيف بمن أسهر ليله في تصيد بنات المسلمين عبر الهاتف أو في الأسواق ؟!!

وقد جاء الوعيد الشديد للذي ينام عن الصلاة المكتوبة ففي البخاري عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرُّؤْيَا قَالَ : " أَمَّا الَّذِي يُثْلَغُ ()رَأْسُهُ بِالْحَجَرِ فَإِنَّهُ يَأْخُذُ الْقُرْآنَ فَيَرْفِضُهُ وَيَنَامُ عَنِ الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ "() وهذه الصلاة هي الفارقة بين أهل الإيمان وأهل النفاق كما في صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ أَثْقَلَ الصَّلَاةِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلَاةُ الْعِشَاءِ وَصَلَاةُ الْفَجْرِ وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا .." () .وقد يقول قائل : أليس النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " مَنْ نَسِيَ صَلَاةً أَوْ نَامَ عَنْهَا فَكَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا "() وعند الترمذي عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ ذَكَرُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَوْمَهُمْ عَنِ الصَّلَاةِ فَقَالَ: " إِنَّهُ لَيْسَ فِي النَّوْمِ تَفْرِيطٌ إِنَّمَا التَّفْرِيطُ فِي الْيَقَظَةِ فَإِذَا نَسِيَ أَحَدُكُمْ صَلَاةً أَوْ نَامَ عَنْهَا فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا " ()

والجواب عن ذلك أن يقال :

1 ـ هل يا ترى يعذر من ينام كل يوم عن الحضور لوظيفته ؟!!ويتسامح معه ..ويتغاض عنه أم أنه يحاسب على هذا التفريط والإضاعة ؟ إذن فشتان بين من تغلبه عينه في الشهر مرة لمرض أو تعب أو أرق أو نحو ذلك ؟!! وبين من اعتاد النوم عن الصلاة كل يوم !!

2 ـ أن مراد النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه في حق من فعل الأسباب من وضع منبه ونوم مبكر ..ولكن غلبت عليه عينه فنام ..فهنا نقول لا حرج وصلها إذا ذكرتها كما حصل للنبي صلى الله عليه وسلم في إحدى غزواته روى البخاري في صحيحه عن أَبِي قَتَادَةَ قَالَ سِرْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ لَوْ عَرَّسْتَ بِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَخَافُ أَنْ تَنَامُوا عَنِ الصَّلَاةِ قَالَ بِلَالٌ أَنَا أُوقِظُكُمْ فَاضْطَجَعُوا وَأَسْنَدَ بِلَالٌ ظَهْرَهُ إِلَى رَاحِلَتِهِ فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ فَنَامَ فَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ طَلَعَ حَاجِبُ الشَّمْسِ فَقَالَ يَا بِلَالُ أَيْنَ مَا قُلْتَ قَالَ مَا أُلْقِيَتْ عَلَيَّ نَوْمَةٌ مِثْلُهَا قَطُّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ قَبَضَ أَرْوَاحَكُمْ حِينَ شَاءَ وَرَدَّهَا عَلَيْكُمْ حِينَ شَاءَ يَا بِلَالُ قُمْ فَأَذِّنْ بِالنَّاسِ بِالصَّلَاةِ فَتَوَضَّأَ فَلَمَّا ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ وَابْيَاضَّتْ قَامَ فَصَلَّى "() والشاهد من الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن ينام أمر بلال أن يوقظه للصلاة ففعل السبب ولكن غلبت عليه عينه فما قام إلا وقد طلعت الشمس .
ففرق بين من يسهر في آخر الليل ولم يفعل الأسباب الشرعية للاستيقاظ وبين من حصل له ظرف طارئ للسهر ولكن فعل الأسباب فوضع الساعة أو الجوال أو غيرها من الأسباب والله أعلم .


ثالثاً ـ إهـمال المنـزل وأهله :


يجلس الشاب في المقهى أو على الأرصفة أو في الاستراحات أو في غيرها ..ويتلذذ بالسمر مع أصحابه إما بمشاهدة القنوات الفضائية أو بلعب البلوت أو بلعب الكرة ..وينسى نفسه و أهله ووالديه وقضاء حوائجهما ، وتزداد المصيبة إذا كان صاحب أسرة فهو مشغول عن متابعة أولاده ورعايتهم والنظر في مصالحهم وقضاء حوائجهم ومتابعة دروسهم ..أما الزوجة فهي آخر ما يفكر فيها فتجلس المسكينة إلى ساعة متأخرة من الليل واضعة يدها على خدها تنتظر زوجها الذي لم تكن في باله ، ولم ترد في خياله ..وهذا كله من التفريط الذي يحاسب عليه العبد يوم القيامة روى البخاري وغيره عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِي اللَّه عَنْهمَا أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ " الحديث ()فأعد للسؤال جوابا وللجواب صوابا

كما أن الاستمرار على هذه العادة قد يؤدي إلى الانفصال بين الزوجين لأن المرأة مع كثرة الضغوط التي تواجهها والمصاعب التي تقابلها من جراء تخليك عن المنـزل والأولاد يؤدي إلى انفجارها بكثرة المشاكل أو بطلب الفراق والطلاق !! ثم لك بعد ذلك أن تفكر في المفاسد المترتبة على الطلاق خاصة إذا كان بينكما أولاد ..وإذا أردت أن تعلم بعض هذه المفاسد فما عليك إلا أن تقوم بزيارة واحدة إلى دور الرعاية الاجتماعية وتسأل المختصين عن السبب الرئيس في حضور هؤلاء الشباب إلى هذا المكان وأنت خصيم نفسك ؟!! فقد أعطاك الله عقلا وفضلك به على سائر المخلوقات فهل ستُعمل عقلك ؟ وتحرك فكرك ؟ وتراجع نفسك ؟ أسألك الله تعالى ذلك وأن يوفقك للخير والهداية.


رابعاً ـ التفريط في الأداء الوظيفي أو الحضور المدرسي :


فإذا كان الشاب يسهر إلى ساعات متأخرة من الليل فهل يمكن لهذا الشاب أن يحضر لمدرسته مبكرا ؟! وهل يمكن لهذا الموظف أن يأتي لعمله في الوقت المحدد ؟ وإذا أتى على سبيل الافتراض في الوقت المحدد ، فهل سيكون حضوره له فعاليته ونشاطه المطلوب ؟ أما يكون على حالة يرثى لها ؟!! فيكون وجوده كعدمه !! فجسم الإنسان لابد أن يأخذ قسطا من الراحة حتى يستعيد قدراته ونشاطاته الفكرية والبدنية ؛ وبدون هذه الراحة سيظل طيلة يومه متعبا قلقلا .


خامساً ـ السهر مخالفة للسنة الإلهية :


يقول الله تعالى : [ وهو الذي جعل لكم الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا ] ويقول سبحانه : [ الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا ] فالله تعالى جعل الليل سكنا ولباسا يغشى العالم فتسكن فيه الحركات ، وتأوي الحيوانات إلى بيوتها ، والطير إلى أوكارها ، وتستجم فيه النفوس وتستريح من كدِّ السعي والتعب ، حتى إذا أخذت منه النفوس راحتها وسباتها وتطلعت إلى معايشها وتصرفها ، جاء فالق الإصباح ـ سبحانه وتعالى ـ بالنهار ..فانتشر الحيوان وتصرف في معاشه ومصالحه وخرجت الطيور من أوكارها ()

فلماذا أنت أيها المسلم تخالف هذه السنة الربانية والحكمة الإلهية ؟!

سادساً ـ السهر وأضراره على صحة الإنسان :



وأضرار السهر متنوعة فمنها :


1 ـ سوء التغذية :
يقول الدكتور محمد الفراج : ( فمع تغير مواعيد النوم يصحو الإنسان مبكرا أو متأخرا ، وتتغير مواعيد وجباته الغذائية ، خاصة لدى صغار السن والشباب ، وهذا بدوره يؤدي إلى البنية الهزيلة ، وضعف المقاومة ويعرض الجسم لمختلف الأمراض بسهولة . )

2 ـ أضرار نفسية :


يقول الدكتور طارق الحبيب : إذا استمر ـ أي على السهر ـ وأصبح عادة لديه فقد يصبح ذلك التأثير دائما وتصطبغ به شخصية الفرد وسلوكياته فيبدو متعكر المزاج ، سريع الاستثارة بعض الشيء غير قادر على تحمل المهام التي تتطلب الجهد والتركيز .

ويقول الدكتور محمد الصغير : كثيرا ما يراجع العيادة النفسية أشخاص لديهم مشكلات نفسية وبدنية ناتجة عن اضطرابات في النوم وأهم ذلك :

ـ الكآبة والحزن ـ تعكر المزاج وسرعة الانفعال ـ القلق والتوتر ـ ضعف التركيز ـ سرعة النسيان ـ الكسل ـ الفتور ـ سرعة الاجهاد . )

ويقول الدكتور محمد عاطف : (أما ما يخص الناحية النفيسة فإن الإنسان يصاب بالهذيان والتشتت الذهني وقد سجلت بعض الحالات التي أصيب أصحابها بالجنون من كثرة السهر ليلا وعزا أسباب ذلك إلى تأثير الموصلات العصيبة الكيميائية بالمخ مثل مادة السيروتونين وحامض البيوتريك ) .

3 ـ أضراره على ذاكرة الإنسان و الجهاز العصبي :

يقول الدكتور فهد الخضيري : ( أكدت الدراسات والبحوث أن السهر من أقوى العوامل المؤثرة على الجهاز المناعي والمثبطة لنشاط ذاكرة الجسم المناعية وحركة خلايا الجهاز المناعي . وقد ثبت أيضا : أن السهر يعوق طرفيات الجهاز العصبي وخلايا الإحساس من أداء عملها بشكل فعال وللسهر تأثير سلبي حاد على الجهاز العصبي والمخ ويتسبب السهر في فقدان التركيز وضعف الذاكرة وبطء الاستجابة العصبية …وينصح من يريد الإبداع والإنتاج وزيادة القدرة العقلية والجسدية بالنوم مبكرا بعد العشاء بساعة والاستيقاظ مبكرا لكي تنتظم حياته وتستقر صحته )

وفي بريطانيا أكد د . جيمس هور ـ مدير معامل أبحاث النوم بجامعة لوبرا ببيرطانيا أن عدم النوم ولو لليلة واحدة يضيع على الإنسان مقدرة الابتكار والإتيان بأفكار جديدة ، وقد توصل إلى هذه النتيجة بعد تجربة أجراها على طلاب جامعيين بعد أن قضوا ليلة لم يذوقوا فيها طعم النوم ، وجرى توجيه أسئلة إليهم ، فكانت إجاباتهم عنها تفتقر إلى الفورية والنشاط الذهني )

4 ـ أضراره في نمو الإنسان وتكامل بنيته :

يقول الدكتور محمد عاطف : ( لقد أثبتت الأبحاث العلمية ذلك وأوضحت أن الكثير من الهرمونات التي تفرزها ساعات النوم ومنها على سيبل المثال لا الحصر هرمون النمو وهو مسؤول عن إكساب الجسم المزيد من القوة العضلية والقوة الذهنية ، ومع طول السهر يحرم الإنسان من إفراز الهرمونات بالصورة الطبيعية ، ولوحظ كذلك زيادة إفراز هرمون الميلاتونين أثناء النوم ليلاً وهو المسؤول عن إعطاء الجسم المزيد من الحيوية والنشاط وإكسابه المزيد من المناعة ضد الإصابة بالأمراض المختلفة بما فيها الأورام الخبيثة ولذلك نلاحظ أن الذين يدمنون سهر الليالي يعانون من الكسل والهزل وضعف البنية الجسدية )

وفي تقرير آخر ذكر أن سهر الأطفال يؤدي إلى ( التأخير في نموهم أو حتى توقفه ، وذلك لعدم إفراز هرمون النمو بكمية كافية ، وهذه الهرمونات تنشط البروتينات التي تساعد على بناء خلايا الجسم التي يموت منها عشرات الآلاف يوميا وتقوي العظام وتعطي الطاقة للعضلات ، كما أن هرمون النوم الذي تقوم بإفرازه الغدة النخامية ، ينظم نشاط الهرمونات التي تساعد على التئام كسور العظام وتقلل نسبة الكوليسترول في الدم ، إضافة إلى أن المعادن التي يحتاج إليها الجسم لا تثبت إلا ليلا ، وثبت علميا أن النوم مهم جدا لنضج مخ الطفل ، كما أن النوم يمنزلة المأوى والهرب من المشكلات ويساعدنا على مواجهة ضغوط الحياة .

هذه الحقائق دعت فريقا من الباحثين وعلماء النفس بجامعة فلوريدا الأمريكية إلى دعوة الآباء والأمهات والمعلمين إلى ضرورة تعليم الأطفال نظام النوم منذ الصغر بنفس طريقة تلقينهم آداب المائدة والمحادثة ، وركزت الدراسة التي قاموا بها على أن التعب العادي الناتج عن اللعب أو النـزهة يساعد على النوم ، في حين أن المجهود العضلي الزائد والألعاب العنيفة من شأنها أن تقلق راحة الطفل ونومه ، كما أن الأحداث المحيطة بالطفل لها تأثير مباشر على نومه كالمناقشات العائلية والأفلام والمسلسلات المثيرة والعنيفة ،وأكدت الدراسة أن ارتباط نوم الطفل بنوم والدته يكون مبعث قلق واضطراب دائم له ، وبالتالي يجب تعويد الطفل أن ينام في فراشه بمفرده وعدم جعل فراشه في حجرة والديه .

وأجريت دراسة على ألف طفل في نيويورك ، من أولئك الأطفال الذين يشخص الأطباء حالتهم على أنها نوع من الضعف الذهني ، وهم في الواقع أصحاء نفسيا وذهنيا ، ولكنهم يعانون اضطراباُ في النوم يشتت أذهانهم وقدراتهم على التركيز والتذكر والتعليم .

وأظهرت الدراسة أن 40% من الأطفال لا يحصلون على قسط كاف من النوم ، وأن 17% يشكون دائما من الإرهاق ، وأكثر من 11 % يشكون من صعوبات في النوم )

5 ـ أضراره على العين : يقول الدكتور محمد عاطف عن تأثير العينين من السهر: من الإضرار إصابة العين باحمرار ونقص في حدة الأبصار وذلك بسبب نقص إفراز مادة أرووبسين التي تفرز بكثرة أثناء النوم ليلا )
6 ـ يفوت نوم الليل المفيد :


هل تعلم أخي القارئ أن سهرك بالليل معناه تفويت لجسمك من الاستفادة من نوم الليل الذي أثبت الطب الحديث فائدته وأن نوم النهار لا يغني عنه وأن قليلا من نوم الليل يكفي عن كثير من نوم النهار .. يقول الدكتور فهد الخضيري : ( هناك دراسات أثبتت أن نوم الإنسان هو الطريقة المثلى لإعطاء الجسم كفايته من الراحة وإعادة الحيوية والنشاط لأعضاء الجسم الأخرى ..أما الذين يسهرون في الليل وينامون في النهار فإنهم يفتقدون لتلك العملية الحيوية المهمة للجسم لأن نوم النهار لا يعوض ولا يعتبر بديلا عن نوم الليل وذلك بسبب اختلاف الجاذبية وطبيعة السكون وعوامل فيزيائية كثيرة وصدق الله العظيم حينما قال : ] وجعلنا الليل لباسا . وجعلنا النهار معاشا ولا يمكن تغيير هذه الطبيعية الفيزيائية ولا تغيير طباع الإنسان لكي يتعايش معها . فالليل هو السكن وهو وقت الراحة وقد ذكر الله في قوله : ] والصبح إذا تنفس ما أثبته العلم الحديث من وجود غاز الأوزون ( يمم ) المليء بالأوكسجين الثلاثي الذي يعين جسم الإنسان على الصفاء والتركيز والقدرة العقلية على التفكير والإبداع والإنتاج ، وهذا الغاز يتركز وجوده مع انبلاج الصبح أثناء شروق الشمس والذين يسهرون في الليل يفتقدونه ولا يستطيعون الاستفادة منه لأنهم سينامون قبل آوانه ، وإذا سهروا حتى إلى ما بعد الفجر فإن الجسم سيكون مرهقا ومجهدا بعوامل أخرى لا تمكنه من الاستفادة من هذا الغاز . ) ويقول الدكتور محمد عاطف : ( ولا شك أن النوم ليلا له فوائده ،ومن تلك الفوائد :

إبطاء عمل الجهاز العصبي السمبثاوي ، وهذا يؤدي بدوره إلى مزيد من الراحة لجميع أجهزة الجسم وخصوصا القلب والجهاز التنفسي وهذه فائدة المحروم منها المدمن على سهر الليالي فيصابون بأمراض القلب المختلفة والتواترات والقلق الدائم ) .


سابعاً : السهر سبب من أسباب الحوادث :



أعرب خبراء بريطانيون عن قلقهم من أن السهر وقلة النوم مشكلة كانت سببا في كثرة الحوادث العالمية كانفجار تشيرنوبل ،وكارثة مكوك الفضاء الأمريكي تشالينجر وغيرها من الحوادث ، وضع فيها اللوم على العمال الذين غلبهم النعاس ، أو الذين يشكون من التعب الشديد ولم يتمكنوا من القيام بعملهم على أكمل وجه ، كما أثبتت دراسة أمريكية أن 90% من الحوادث الصناعية و (200) ألف حادث مروري كل عام سببها قلة النوم !! .




ثامناً : السهر نزيف اقتصادي


فعلى سبيل المثال : تصرف الولايات المتحدة الأمريكية 16 بليون دولار للتعامل مع المشاكل الناجمة عن اضطراب النوم ، كما يصرف الأطباء 215 ألف وصفة طبية في بريطانيا كل عام لمرضى يعانون اضطراب النوم فلو حسبنا تكلفة ذلك سواء قيمة الأدوية أو تكلفة العمالة الصحية لوصلت بلايين !! .
```

أقوال من هدي السلف رحمهم الله تعالى


يُرْوَى أَنَّ عُمَرَ رضي الله عنه لَمَّا قَدِمَ الشَّامَ رَأَى مُعَاوِيَةَ حَمَلَ اللَّحْمَ فَقَالَ يَا مُعَاوِيَةُ مَا هَذَا لَعَلَّك تَنَامُ نَوْمَةَ الضُّحَى ؟ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِّمْنِي مِمَّا عَلَّمَك اللَّهُ . فعمر رضي الله تعالى عنه أنكر على معاوية نومة الضحى لأنها سبب من أسباب الترهل .

وَرَأَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ ابْنًا لَهُ نَائِمًا نَوْمَةَ الضُّحَى فَقَالَ لَهُ : قُمْ أَتَنَامُ فِي السَّاعَةِ الَّتِي تُقَسَّمُ فِيهَا الْأَرْزَاقُ ؟

وَذَلِكَ لِأَنَّهُ وَقْتُ طَلَبِ الرِّزْقِ وَالسَّعْيِ فِيهِ شَرْعًا وَعُرْفًا عِنْدَ الْعُقَلَاءِ وَقَدْ قَالَ عليه الصلاة والسلام :" اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا " رواه الترمذي (1212) وقال : هذا حديث حسن .

قَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه : مِنْ الْجَهْلِ النَّوْمُ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ ، وَالضَّحِكُ مِنْ غَيْرِ عَجَبٍ ، وَالْقَائِلَةُ تَزِيدُ فِي الْعَقْلِ ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ : النَّوْمُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ : نَوْمُ خُرْقٍ ، وَنَوْمُ خَلْقٍ ، وَنَوْمُ حُمْقٍ .

فَأَمَّا النَّوْمُ الْخُرْقُ : فَنَوْمَةُ الضُّحَى يَقْضِي النَّاسُ حَوَائِجَهُمْ وَهُوَ نَائِمٌ .

وَأَمَّا النَّوْمُ الْخَلْقُ : فَنَوْمُ الْقَائِلَةِ نِصْفَ النَّهَارِ .

وَأَمَّا نَوْمُ الْحُمْقِ : فَنَوْمٌ حِينَ تَحْضُرُ الصَّلَاةُ .

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُبْرُمَةَ : نَوْمُ نِصْفَ النَّهَارِ يَعْدِلُ شَرْبَةَ دَوَاءٍ يَعْنِي فِي الصَّيْفِ ، قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ : النُّعَاسُ يُذْهِبُ الْعَقْلَ , وَالنَّوْمُ يَزِيدُ فِيهِ . ()

وقال السفاريني : ( لَا يَنْبَغِي مُدَافَعَةُ النَّوْمِ كَثِيرًا ، وَإِدْمَانُ السَّهَرِ ، فَإِنَّ مُدَافَعَةَ النَّوْمِ وَهَجْرَهُ مُورِثٌ لِآفَاتٍ أُخَرَ مِنْ سُوءِ الْمِزَاجِ وَيُبْسِهِ . وَانْحِرَافِ النَّفْسِ ، وَجَفَافِ الرُّطُوبَاتِ الْمُعِينَةِ عَلَى الْفَهْمِ وَالْعَمَلِ ، وَتُورِثُ أَمْرَاضًا مُتْلِفَةً . وَمَا قَامَ الْوُجُودُ إلَّا بِالْعَدْلِ . فَمَنْ اعْتَصَمَ بِهِ فَقَدْ أَخَذَ بِحَظِّهِ مِنْ مَجَامِعِ الْخَيْرِ .)()

```



أحذر ممنوع الاقتراب



كل مكان يعص الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فاحذر من الاقتراب منه والجلوس مع أصحابه يقول الله تعالى : ] وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً منثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد )

فيا من أسرفت على نفسك ـ وكلنا ذلك المسرف ـ أما آن لك أن تختار ما هو أنفع لك ؟ أما أن لك أن ترجع إلى ربك ؟ أما أن لك أن يخشع قلبك ويرجف فؤادك ؟ أما آن أن تعود في ركاب الصالحين ؟ وفي كوكبة المصلحين ؟ بلى قد آن ..بلى قد آن اللهم تاب على التائبين واغفر ذنوب المستغفرين واجعلن من السابقين يا رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

التوقيع : فلان_999


اللهم أجعل قرّة عيني في الصلاه



اللهم أرزقني شكر نعمتك




اللهم أنعم عليّ بخشيتك


اللهم آمين
فلان_999 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سلسة رد الوفــــأء 7 ابناء الشوارع القوبع العضياني منتدى الفكر والكلمة 1 03-15-2007 09:08 PM
خروج الأبناء عن طاعة الوالدين ساحر الكلمه منتدى الفكر والكلمة 10 09-22-2006 11:41 AM
متسولو الشوارع حاجة أم عادة وطمع؟؟ نفيعية بحرينية المنتدى العام 3 06-21-2006 09:01 AM
فنيات التعامل مع الأبناء ....' سلمان الذيابي منتدى الأسرة والمجتمع 7 03-30-2006 10:13 PM
الوصايا العشر للمسلم في تربية الأبناء كونان العتيبي منتدى الأسرة والمجتمع 4 03-04-2006 11:20 AM




Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والتعليقات على الأخبار والردود المطروحة لا تعبّر عن رأي ( منتديات قبيلة عتيبه ) بل تعبّر عن رأي كاتبها