بسم الله الرحمن الرحيم
فتوى رقم : 21685
التاريـخ : 7/9/1421 هـ
بيان اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بشأن تحريم المسلسلات المخالفة للشرع المطهر ومنها مسلسل ( طاش ما طاش ) .
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد :-
فنظراً لكثرة التشكيات والاستفتاءات على مدى ست سنوات متواليات من عام 1416 هـ إلى عام 1421 هـ بشأن مسلسلات ( طاش ما طاش ) لما فيه من مخالفات للشرع المطهر والآداب والقيم ويمكن إجمال ما لاحظه الناصحون والمستفتون على المسلسلات المذكورة على النحو الآتي :
1- السخرية بأهل الخير والصلاح وإلصاق المعايب بهم .
2- خروج المرأة مع الرجال الأجانب وما يتبع ذلك من اختلاط وتبرج وسفور وخضوع بالقول وغير ذلك .
3- العمل على توهين الأخذ بأحكام الشرع المطهر والترغيب فيما نهي عنه كترك الحجاب وإبداء الزينة للأجانب وقيادة المرأة للسيارة والسفر إلى بلاد الكفر وإلى البلاد التي تشتهر بالرذيلة وتحارب الفضيلة .
4- لمزه المتصفين بالغيرة على محارمهم ونسائهم .
5- إثارة الشهوات في مشاهد بشعة تقتل الحياء وتقضي على العفة .
6- القيام بأفعال فيها رعونة وسخرية وخرم مرؤة كالتزيي باللحى المصطنعة ونحوها .
7- تناول عادات بعض البلدان والمناطق ومحاكاة لهجاتهم على وجه التحقير لأهلها وإظهار معايبهم .
وإنه بعد دراسة اللجنة لتلك الإستفتاءات وإطلاعها على رصد موثق لهذا المسلسل فإن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء تبين لعموم المسلمين مايلي :
أولاً : يحرم إنتاج هذه المسلسلات وبيعها وترويجها وعرضها على المسلمين لأمور منها :
1- اشتماله على الاستهزاء ببعض أمور الدين والسخرية ممن يعمل بها . وهذا أمر في غاية الخطورة على من ينتهجها ويخشى عليهم من سوء عاقبتها الوخيمة .
2- اشتماله على مايعارض الشرع المطهر ، وحمل الناس على الخروج على أحكام دينهم وشريعة ربهم وذلك من خلال : ترسيخ العلاقات غير المشروعة بين النساء والرجال الأجانب ، وعيب الغيرة على المحارم ، والتهاون بالحجاب وغير ذلك .
3- اشتماله على الدعاية للبلاد التي تظهر فيها شعائر الكفر ، والبلاد التي اشتهرت بالفساد الأخلاقي .
4- اشتماله على مايثير النعرات والعصبيات الجاهلية عن طريق السخرية بالعادات واللهجات وهذا ينافي مقاصد الشرع المطهر من الحث على المحبة والألفة والإخاء والصفاء بين المسلمين والبعد عن أسباب الشحناء والبغضاء قال الله تعالى : (( إنما المؤمنون إخوة فأصحلوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون . يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الأيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون )) .
5- إفضاؤه إلى نشر الرذيلة ، وطمس معالم الفضيلة ، وإشاعة الفساد ، ومحبة المنكرات والاستئناس بها .
ثانياً : تحرم مشاهدة هذه المسلسلات والجلوس عندها لما فيها من المنكرات وتعدي حدود الله ، قال الله تعالى في وصف عباده المتقين : (( والذين لا يشهدون الزور )) أي : لا يحضرون القول والفعل المحرم وأعياد الكفار ، وقال سبحانه : (( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين )) .
قال أهل العلم : المراد بالخوض في آيات الله : التكلم بما يخالف الحق : من تحسين المقالات الباطلة والدعوة إليها ، ومدح أهلها ، والإعراض عن الحق ، والقدح في أهله . وفي الآية دليل على أن مجالسة أهل المنكر لا تحل . وقال الله جل وعلا : (( وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم )) قال أهل العلم : ويدخل في عموم الآية حضور مجالس المعاصي والفسوق التي يستهان فيها بأوامر الله ونواهيه .
ثالثاً : تحرم الدعاية لهذه المسلسلات وتشجيعها والإعلان عنها بأية وسيلة لأن ذلك من التعاون على الإثم والعدوان وقد نهى الله سبحانه عن ذلك فقال جل وعلا : (( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب )) والواجب هو الإنكار على هؤلاء وبغضهم في الله حتى يتوبوا إلى الله ويقلعوا عن معصيته .
رابعاً : إن تخصيص الكلام في هذا المسلسل ( طاش ما طاش ) لا يعني سلامة غيره من المسلسلات بل الحكم يتعدى إلى كل مسلسل يشتمل على مخالفة للشرع المطهر ، وانتهاك لحرمات الله ، وإفساد للأخلاق ، وقتل للغيرة الدينية ، وتحطيم للمروءة الإنسانية ، ودعوة إلى الانحراف بشتى أنواعه .
خامساً : يجب على أهل الإسلام أن تكون حياتهم جداً لا هزلاً وأن يشتغلوا بما ينفعهم في دينهم ودنياهم ، وأن يجتنبوا كل مافيه إضعاف لدينهم ، وتوهين لقوتهم ، وإهدار لأوقاتهم ، وحط لأقدارهم ، وتمكين لعدوهم منهم .. وإن الحياة لثمينة فليربأ أهل الإسلام عن عمارتها بالباطل وسفاسف الأمور ، وليقوموا بحق الله عليهم من التمسك بهذا الدين ، وحماية حرماته ، وتربية شبابه على الحق والفضيلة وإبعادهم عن العبث والفساد والرذيلة ، والواجب على القائمين بإعداد هذه المسلسلات التوبة إلى الله ، نسأل الله جل وعلا أن يصلح أحوال الجميع وأن يهدينا جميعاً سواء السبيل إنه سميع مجيب وبالله التوفيق …
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس
عبدالعزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ
عضو
صالح بن فوزان الفوزان
عضو
عبد الله بن عبد الرحمن الغديان
عضو
بكر بن عبد الله أبو زيد