المــراة عند الأخرين :
الباحث في وضع المرأة قبل الإسلام لن يجد ما يسره إذ يجد نفسه أمام إجماع عالمي على تجريد هذه المخلوقة من جميع الحقوق الإنسانية :
المراة عند الإغريق :
كانت محتقرة مهينة حتى سموها رجساً من عمل الشيطان وكانت عندهم كسقط المتاع وقال فيلسوفهم ( سقراط ) المرآة تشبه شجرة مسمومة حيث يكون ظاهرها جميلاً ، ولكن عندما تأكل منها العصافير تموت حالآ .
المراة عند الرومان :
مما لاقته المرآة في العصور الرومانية تحت شعار هم المعروف ( ليس للمرآة روح )
كانوا يعذبونها بسكب الزيت الحار على بدنها ، وربطها بالأعمدة ، بل كانوا يربطون البريئات بذيول الخيول ، ويسرعون بها إلى أقصى سرعة حتى تموت .
المراة عند الصينيين القدماء :
شبهت المرآة عندهم بالمياه المؤلمة التي تغسل السعادة والمال ، وللصيني الحق أن يبيع زوجته كالجارية ، وللصيني الحق في أن يدفن زوجته حيه .
المراة في قانون حمو رابي :
كانت المراة تحسب في عداد الماشية المملوكة ، ومن قتل بنتاً لرجل كان عليه أن يسلم بنته ليقتلها أو يتملكها .
المراة عند الهنود :
يجب أن تموت يوم موت زوجها وأن تحرق معه وهى حية على موقد واحد . وكانت تقدم قرباناً للآلهة لترضى ، أو تأمر بالمطر أو الرزق ، وفي بعض مناطق الهند القديمة شجرة يجب أن يقدم لها أهل المنطقة فتاة تأكلها كل سنة .
والمراة الهندوسية إذا فقدت زوجها ظلت في حداد بقية حياتها .
المراة عند الفرس :
أبيح الزواج بالأمهات والأخوات والعمات والخالات وبنات الأخ وبنات الأخت ، وكانت تنفى الأنثى في فترة الطمث إلى مكان بعيد خارج المدينة ، ولا يجوز لأحد مخالطتها إلا الخدام الذين يقدمون لها الطعام ، وفضلاً عن هذا كله فقد كانت المرآة الفارسية تحت سلطة الرجل. يحق له أن يحكم عليها بالموت ، أو ينعم عليها بالحياة .
المراة عند اليهود :
اليهود يعتبرون المرآة لعنة الله لأنها أغوت آدم ، وعندما يصيبها الحيض لايجالسونها ولايؤكلونها ، ولاتلمس وعاء حتى لايتنجس . وكان بعضهم ينصب للحائض خيمة، ويضع امامها خبزاً وماءً ، ويجعلها في هذه الخيمة حتى تطهر .
المراة عند الأمم النصرانية :
قرروا أن الزواج دنس يجب الابتعاد عنه وأن العزب أكرم عند الله من المتزوج ، وأعلنوا أنها باب الشيطان وأن العلاقة بالمرآة رجس في ذاتها وأن السمو لايتحقق إلا بالبعد عن الزواج
وقال ( سوستام ) الملقب بالقديس : ( إنها شر لابد منه، وآفة مرغوب فيها ، وخطر على الأسرة والبيت ، ومحبوبة فتاكة ، ومصيبة مطلية مموهة .
وعقد الفرنسيون في عام 586م _ أي قبل زمان شباب رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤتمر للبحث : هل تعد المرآة إنساناً أم غير إنسان ؟ وهل لها روح أم ليس لها روحاً ؟ وإذا
كانت لها روح فهل هي روح حيوانية أم إنسانية ؟ وإذا كانت روحاً إنسانية فهل على مستوى روح الرجل أم أدنى منها؟ وأخيراً : قرروا أنها إنسان، ولكنها خلقت لخدمة الرجل فحسب.
هذه لمحة خاطفة عن حال المرآة في عصر الحضارة المسماة حضارة القرن العشرين ، وماهي بحضارة ، وإنما هي قذارة وفجارة .
المراة في الإسلام :
وتشرق شمس الإسلام على المرآة التي وثب بها الإسلام ، ووثبت به . فالنساء والرجال في الإنسانية سواء .
يقول الله تبارك وتعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير) الحجرات
وهى قد خلقت من الرجل : قال الله تعالى (
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ) النساء
وخلق المراة نعمة عظيمة ينبغي أن يحمد الرجال ربهم عليها ، قال تعالى ( وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً )
وقال عز وجل ( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا )
قال تعالى ( وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً )
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنما النساء شقائق الرجال ) رواه الإمام أحمد
كان آخر ما وصى به . صلى الله عليه وسلم ثلاث كلمات ظل يتكلم بهن حتى تلجلج لسانه . جعل يقول : ( الصلاة الصلاة ، وما ملكت أيمانكم ، لاتكلفوهم مالايطيقون ، الله الله في النساء فإنهن عوانٍ _ أي اسيرات _ في أيديكم .......
ولقد كان للمراة المسلمة دور رائع في بناء الصرح الإسلامي، فهل عرفت الأخت المسلمة في هذا العصر هذه الرسالة أمل أن يكون كذلك .
كتاب عودة الحجاب . ( المراة بين تكريم الإسلام وإهانة الجاهلية) محمد أحمد المقدم