وصف الفيلسوف البريطاني ثوماس هوبس الحياة بانها "مقرفة وقاسية وقصيرة الامد". الحياة مقرفة وقاسية لانها قصيرة الامد. لا يؤدي الموت الى اعاقة وانهاء المتوفى فحسب بل يؤدي ايضاالى اعاقة اكبر لمن يبقى على قيد الحياة. فموت طفل لن يؤدي الى قلب مجروح فقط بل قد يؤدي الى انفصام عرى عائلة. وموت احد الابوين قد يودي الى تدمير العائلة المحرومة. أما موت باحث طبي فقد يعني آلآلاف من الموتى الذين لولا ذلك لتم علاجهم. موت احد العلماء قد يؤدي الى ارجاع عجلة المعرفة عقودا من الزمن. ماذا سيكون شعورك لو مات اليوم مثل هذا الشخص وكان احد المقربين جدا منك ؟ وكيف سيشعر الآخرين لو انك شخصيا قد انتهيت فجأة؟ ما الفترة الزمنية المتبقية لك ولاصحابك لتبقوا معا؟ سنوات معدودات؟ ساعات قليلة؟ كم من الاشياء تحب ان تراها وان تتعلم عنها وكم من الاشياء كنت ترغب في عملها وانت تعرف جيدا انك لن تتمكن من ذلك -- لانه لم يكن لديك الوقت الكافي لعملها جميعا؟ ترصد الموت وما ينتج عن ذلك من وزر الحزن ووقع الخسارة يجرح الباقين على قيد الحياة اكثر من الذين ياتيهم الاجل.
كل ما لدينا من امر واعد لانهاء مثل تلك الخسارات غير المبررة للحياة البشرية هو الية التجميد. فالية التجميد هي الامر الوحيد الذي يعتبر " التامين على الحياة ": الامل الوحيد العقلاني الذي يضمن انه في حالة مرض طفلك او في حالة ان تدهس رفيقتك بحادث سيارة او ان تتداعى صحة اهلك او ان يحدث لك مكروه فان كل هذا سيمكن تلافيه وبذلك الحفاظ على الحياة التي لا تقدر بثمن. يمكنك انقاذهم جميعا - وانقاذ نفسك - من الالم والحزن الذي يجلبه التقدم بالسن والموت. لن يمكنك فقط انقاذ حياتهم بل ان ذلك سيمكنك من ان تحيا الحياة التي ترغبها ونرغب فيها جميعا -- تعلم اشياء جديدة واتخذ منحى جديد في الحياة وصحح ما ارتكبت من اخطاء وتمتع بفرصة جديدة في الحياة.
آلية التجميد هي العملية الوحيدة التي توفر لك مثل هذه الفرصة. البديل الوحيد عن آلية التجميد هو الموت ولن يكون ذلك ببعيد. ستوفر لك آلية التجميد الوقت اللازم قبل ان ياتيك الموت- سيعطيك تلك الفرصة الثانية وذلك الافق المفتوح. يمكنك تقديمه الى العالم باسره.