ما هو الرزق المعنوي؟
--------------------------------------------------------------------------------
ما هو هذا الرزق؟ نور الإيمان.. التوكل على الله.. الرضى بالله.. الخشية.. الخشوع.. الزهد.. الخوف.. الرجاء.. الفتح.. العلم النافع.. العمل بالعلم النافع.. الإخلاص.. تعليم الناس.. خدمة الدين.. الأخلاق.. هذه أرزاق يكرم الله تعالى بها من يكرم، هذه التي ينبغي أن تنشغلي بطلبها من الله، أما الأخرى فهي تأتي.. تأتي طلبتها أو لم تطلبيها.
ومن أشد أسباب ضعف الأمة اليوم: خوفها من مسألة الرزق، تجد الإنسان أو تجد المجتمع أو تجد البيئة أو تجد البلاد عندها من الخير ومن الرفاهية.. رب الأسرة هذا عنده من المال ما يكفيه مدة حياته وأولاده ومع ذلك خائف: ربما السوق يتغير.. ربما الصفقة تخسر.. ربما يحصل كذا.. من أين جاء هذا؟ عندك أموال تكفيك وتكفي أولادك: عشرين مليون.. ثلاثين مليون.. مائة مليون عندك.. ومع ذلك خائف.. ما السبب؟؟ ضعف الإيمان.. يجبن.. يخاف.. يكذب.. يسرق.. يقع في المصائب كلها، الإنسان إذا ضعف التوكل على الله في قلبه، إذا وقع في ظلمة الشك في موعود الله بالرزق.. يقع في كل ما يخطر على باله وما لا يخطر على باله من السوء، ينافق.. يداهن.. يحقد.. يبغض.. يسرق.. يكذب .. يصاب بالأنانية.. يتحايل.. يتكبر.. يتجبر.. يعجب بنفسه..
المصائب كلها تتفرع من هذا الأمر.. من الشك في موعود الله في الرزق، لكن لو أن القلب مطمئن إلى أن المسألة مقسومة.. لو أخذ فلان عليك الصفقة لن تغضب لأنك تعلم أنه لم يأخذها بجهده هو .. بتصرفه.. سواء كان تصرفه مشروعاً أو غير مشروع.. هو أخذها لأنها مقسومة له.. واسع في غيرها يعطيك الله تعالى.. تكون مطمئن الحال صافي القلب، هذا الذي ينبغي للمؤمن أن يتأمله في فهمه لمعنى مقابلته لعارض خوف الرزق.
وبعد ذلك القضاء والقدر، يخاف الإنسان من المصائب التي تحصل له.. ربما أمرض.. الأمراض منتشرة.. يا لطيف! فلانة مرضت أخاف أن يحصل لي.. أقلق.. أجزع.. يمكن مصيبة تحصل .. البلد الفلانية فيها زلزال.. أوه يمكن يجينا زلزال.. أوه البلد الفلانية فيها.. فيعدم وجود الطمأنينة.
منقول