[align=center]
اهتم الاسلام بالصحبة اهتماما بالغا، لما لها من شأن كبير، وأمر خطير، فأمر بإلتزام الصادقين،
قال سبحانه( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ) التوبة 116.ولقد ضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا المثل في أهمية الصحبة وما لها من تأثير عظيم
على مصير صاحبها فقال/( إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل
المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك،
وإما أن تجد منه ريحا منتنة) متفق عليه عن أبي موسى.
وقال سيدنا عمر رضى الله عنه/ اعتزل عدوك، واحذر صديقك إلا الأمين من القوم، ولا أمين إلا من
خشي الله، فلا تصحب الفاجر فتتعلم من فجوره، ولا تطلعه على سرك، واستشر في أمرك الذين يخافون
الله تعالى.
فالصاحب ما هو إلا معلم لصاحبه من حيث لا يشعر، تنطبع صفاته في نقس صاحبه، وتنتقل أخلاقه الى
أخلاقه، وتسري معاملاته الى معاملاته، بتأثير القرب، وعن طريق الحب، فلا يلبث إلا وهو نسخة عن
صاحبه تتردد على لسانه كلماته، وتظهر في أعماله تصرفاته من حيث لا يدري.
وقال عليّ رضى الله عنه:
[poem=font="Simplified Arabic,5,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وصاحب تقيا عالمـا تنتفـع بـه=فصحبة أهل الخير ترجى وتطلب
وإيـاك والفسـاد لا تصحبنّهـم=فصحبتهم تعـدي وذاك مجـرب
واحذر مؤاخـاة الدنـيء فإنـه=يعدي كما يعدي الصحيح الأجرب
واختر صديقك واصطفيه تفاخرا=إن القرين الى المقـارن ينسـب [/poem]
وإذا كان المرء ينتقي من أطيب الطعام والشراب فأولى به أن ينتقي لروحه وقلبه وأخلاقه من يغذيها
بأحسن الصفات، وأجمل الآداب ، قال صلى الله عليه وسلم( لا تصاحب إلا مؤمنا،ولا يأكل طعامك إلا
تقي). رواه أبو داود .أما عن آداب الصحبة التي يجب على الصديق مراعاتها فهي كمايلي :-
أن تكون الصداقه والأخوة في الله عز وجل.
وليس لغرض الدنيا اوالاغراض الخاصه مثلا
أن يكون الصاحب على خلق ودين
فقد قال صلي الله عليه وسلم{ المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من
يخالل } [أخرجه أحمد وأبو داود وحسنه الألباني].
أن يكون الصديق ذا عقل راجح .
أن يكون صالح ً غير فاسق، متبعاً غير مبتدع.
ومن آداب الصاحب/ أن يستر عيوب صاحبه ولا ينشرها.
أن ينصحه برفق ولين ومودة، ولا يغلظ عليه بالقول.
أن يصبر عليه في النصيحة ولا ييأس من الإصلاح.
أن يصبر على أذى صاحبه.
أن يكون وفياً لصاحبه مهما كانت الظروف.
أن يزوره في الله عز وجل ،وليس لأجل مصلحة دنيوية.
أن يسأل عليه إذا غاب، ويتفقد طلبات عياله إذا سافر.
أن يزوره إذا مرض ، ويسلم عليه إذا لقيه، ويجيبه إذا دعاه، وينصح
له إذا استنصحه، ويشمته إذا عطس، ويتبعه إذا مات.
أن ينشر محاسنه ويذكر فضائله.
أن يحب له الخير كما يحبه لنفسه.
أن يعلمه ما جهله من أمور دينه، ويرشده إلى ما فيه صلاح دينه
ودنياه.
أن يذبّ عنه ويردّ غيبته إذا تُكلم عليه في المجالس.
أن ينصره ظالماً أو مظلوماً. ونصره ظالماً بكفه عن الظلم ومنعه منه.
ألا يبخل عليه إذا احتاج إلى معونته، فالصديق وقت الضيق.
أن يقضي حوائجه ويسعى في مصالحه، ويرضى من بره بالقليل.
أن يؤثره على نفسه ويقدمه على غيره.
أن يشاركه في أفراحه، ويواسيه في أحزانه وأتراحه.
أن يكثر من الدعاء له بظهر الغيب.
أن ينصفه من نفسه عند الاختلاف.
ألا يكثر عليه اللوم والعتاب.
أن يلتمس له المعاذير ولا يلجئه إلى الاعتذار.
[poem=font="Simplified Arabic,5,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وإذا الحبيب أتى ب*** واحد=جاءت محاسنه بألف شفيـع
[/poem]
أن يقبل معاذيره إذا اعتذر.
أن يرحب به عند زيارته، ويبش في وجهه، ويكرمه غاية الإكرام.
أن يقدم له الهدايا، ولا ينساه من معروفه وبره.
أن ينسى زلاته، ويتجاوز عن هفواته.
ألا ينتظر منه مكافأة على حسن صنيعه.
أن يُعلمه بمحبته له كما قال صلي الله عليه وسلم
{ إذا أحب أحدكم اخاه فليُعلمه أنه يحبه }
[أخرجه أحمد وأبو داود وصححه الألباني].ألا يعيّره ب*** فعله، ولا بجرم ارتكبه.
أن يتواضع له ولا يتكبر عليه, قال تعالى ( وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) [الشعراء:215].ألا يسيء به الظن. قال صلي الله عليه وسلم
{ إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث } [رواه مسلم].ألا يفشي له سراً، ولا يخلف معه وعداً، ولا يطيع فيه عدواً.
أن يسارع في تهنئته وتبشيره بالخير.
ألا يحقر شيئاً من معروفه ولو كان قليلاً.
أن يشجعه دائماً على التقدم والنجاح.
والله أعلم. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين[/align]