[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
الاجواد في نجد والانذال قي القرى^^وكل حجازي مــداه قصيــف
هذه قصه وقصيده لرجل يدعى حمدان وهي قديمه يقال ان ديار نجد قد اصيبت بقحط شديد وجفاف حتى ان الابل والماشيه قد نفقت من اصحابها واصاب الناس مجاعه وبؤس فرحلوا الي قرى الحجاز يلتمسون لقمة العيش التي يقتاتون بها حتى يفرجها الله وكان بينهم ناس من قبيله الدعاجين من برقا من ( عتيبه ) حيث وصلوا الي بلاد حمدان وعشيرته وقد كان معهم بعض الفتيات فتقدم حمدان وهو من اعيان قبيلته يخطب بنت احد الدعاجين فتزوج بها وبقيت معه وقد احبها حبا شديداً .
وبعد ذلك اغاث الله نجداً بالامطار والخيرات فغادروا الي ديارهم وبقيت زوجة حمدان الدعجانيه معه . وبعد مده فكر اهلها ان يرسلوا الي الحجاز من يبحث عن ابنتهم بعد ان طالت غيبتها عنهم
هل هي علي قيد الحياه ام لا ثم ذهب اثنان من اخوانها الي بلاد حمدان في الحجاز فلما وصلوا هناك عرفوا انها تقيم مع زوجها في احدى القرى ولما وصلوا قرب بيت زوجها رأتهم اختهم من سطح الدار وقالت لزوجها ان اخواني قد وصلوا قاصدين منزلنا فسوف انزل افتح لهم الباب , فقال لها لاتفتحين الباب وليس لك اخوان
فهم قد ماتوا كلهم ولم يبقى لك اهل علي ظهر الدنيا . ومنعها من فتح الباب , وقصده من ذلك خوف عليها ان يأخذوها منه وهو يحبها حباً شديدا وحاولت فيه ان يسمح لها بفتح الباب لاخوانها فأصر علي منعها فرجع أخوانها من عند البيت وباتوا في شعيب قريب من القريه وفي آخر تلك الليله خرجت زوجه حمدان من البيت وهو نائم وصارت تبحث عن أخوانها حتى وجدتهم , فأخذوها معهم علي الجيش وذهبوا بها الي نجد حيث يقطنون اهلهم في الباديه واصبح حمدان خالي اليدين ويأسف علي ماحصل منه علي أنسابه الدعاجين وعلي زوجته.
ففكر ان يلحق بهم ولكنه لايستطيع اللحاق بهم لان الديار كانت خوفا ومظامى ومهالك حيث بها السلب والنهب وكذلك لايعرف الطرق الموصله الي ديار انسابه ولكنه قد عرف من زوجته اسماء اهلها واسماء ديارهم التي يقطنونها وبقى بعض الوقت يحاول ان يصبر عنها غير أنه نفذ صبره فشد العزم علي الرحيل لطلب زوجته والبحث عنها مهما كلفه الثمن وشد علي ذلوله واتجه الي ديار انسابه في نجد وعندما أقبل عليهم عرفت زوجته ذلوله وقالت لاأهلها هذا حمدان لقد وصل . وكانت دائماً تقص علي اهلها محاسن حمدان وشجاعته ومكانته بين قومه لانه كان مشهوراً بين قبيلته بالشجاعه والكرم فأستقبله أنسابه وأكرموه كرامةً تليق به وفي صباح اليوم التالي بنوا له بيت خدر من الشعر بجوار بيوتهم وساقوا له ذود من الابل وقطيع من الغنم وجهزوا البيت بجميع لوازمه وقالوا له هذه زوجتك وهذه الابل والغنم والبيت لك اذا كنت ترغب البقاء معنا فأهلا وسهلاً وأذا ترغب تروح لديارك فخذ زوجتك وحلالك وفي امان الله , فبقي حمدان مع أنسابه وفضل الاقامه معهم حيث وجد فيهم النبل والشهامه وحسن الضيافه الذي لم يجدونهاعندما وصلوه .
وكلما غزوا اصطحبوه معهم وصار له حظ جيد وبرزت شجاعته في الكر والفر بين القوم فحبوه وصاروا يقدمونه علي الغزو اللي معه اي انهم يجعلونه عقيداً عليهم لانهم يحبون الرجل الشجاع وصاحب الحظ حسب عوائدهم , واخيراً قرر حمدان البقاء معهم في نجد وعقد علي بيع جميع أملاكه في بلاده وعندما وصل ألي جماعته فرحوا به فرحاً شديدا لانهم كانوا يظنون أنه قد مات ولم يكن علي قيد الحياه وبعد مضى مده قصيره قام يعلن عن بيع بلاده وجميع أملاكه فظنوا أنه مجنون وأن تصرفه غير سليم فسجنوه وكبلوه بالحديد قصدهم المحافظه عليه وعلي أملاكه فلما طال به الحال طلب منهم أن يطلعونه في رأس الجبل لعله يرى نجد وأراضي نجد من قمة الجبل فلبوا له طلبه وظهر مع مجموعة منهم , وعندما جلس في أعلى قمه من الجبل صار يلعب ويردد قصيدته المشهوره وهي كما يلي :ـ
يقول حمدان بــدأ رأس مرقـب *** في مرقب فوق الجبال منيــف
أخيل نجد من علي نايف البلـس *** ديرة رجال يكرمون الضيـــف
وأتابع الونات وأهيض عبرتــي *** والعين تذرف بالدموع ذريـف
علي وليف نازحات منازلـــــه *** داره بعيده والطريق مخيــف
غدا لي مع ذود الدعاجين بكره *** وغدا لي مع مظهورهم وليــف
وليف حليف هايف الخصر هيثــم *** ثمانه من تحت اللثام صفيـف
وليف موالفني وقلبي موالفــه *** كما والف الجمار قلب الليف
الــي ان قــــال :ـ
ألاجوادفي نجدوألانذال في القرى *** وكل حجــازي مداه قصيــــف
صكاكة البيبان من دون ضيفهـم *** وحب الحجينا بالصرام مديـف
يقصد بحب الحجينا الذره وقت حصادها ويلوم نفسه علي ماحصل منه عندما منع زوجته عن فتح الباب لاخوانها وهو رجل بخير وميسر .
يقول راوي القصه أنه عندما انتهى من القصيده وحفظها الجالسين معه كان واضع يده اليمنى علي رقبه واحد من الذين معه ويده اليسرى علي رقبة الثاني ثم قفز بهما من قمة الجبل الي الارض فكانت النهايه له ولهما لاسيما انهما اللذان كانا يقومان بحراسته وسجنه ....
ارجوا ان تنال اعجابكم ... وسلامتكم[/align]