[align=center]
إن أصابك مرض .. أو نزلت بك ضائقة .. أو حل بك هم أوغم
فتذكر جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين ..
جنة فيها مالا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ..
جنة فيها غرف يُرى ظاهرها من باطنها ، وباطنها من ظاهرها ..
جنة ظلها ممدود .. لمن لا يتعدى الحدود ..
جنة عيشها مقيم .. لمن على أوامر الله يستقيم ..
جنة بساتينها زاهرة .. لمن له عين ساهرة ..
جنة ماؤها مسكوب .. لمن بذكر الله أحيا القلوب ..
إن سألت عن أرضها وتربتها وبلاطها فهو المسك والزعفران ..
وإن سألت عن سقفها فهو عرش الرحمن ..
وإن سألت عن أشجارها فما فيها من شجرة إلا وساقها من ذهب وفضة ..
وإن سألت عن ثمرها فأمثال القلال ، ألين من الزبد وأحلى من العسل ..
وإن سألت عن أنهارها فأنهار من لبن لم يتغير طعمه
وأنهار من خمر لذة للشاربين ، وأنهار من عسل مصفّى ...
وإن سألت عن طعام أهلها ففاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون ..
وإن سألت عن شرابهم فالتسنيم والزنجبيل ..
وإن سألت عن آنيتهم فآنية الذهب والفضة في صفاء القوارير ..
وإن سألت عن ظلها ففيها شجرة واحدة يسير الراكب المُجِدُّ السريع
في ظلها مائة عام لا يقطعها ..
وإن سألت عن غلمانهم فولدان مخلدون كأنهم لؤلؤ مكنون ..
وإن سألت عن عرائسهم وأزواجهم ، فهن الكواعب الأتراب
التي جرى في أعضائهن ماء الشباب ، تجري الشمس
من محاسن وجهها إذا برزت ، ويضيء البرق من بين ثناياها
إذا ابتسمت ..
فإذا كان المصير إلى هذه الدار
وإذا كان هذا هو المآل بعد الصالح من الأعمال
فهل يليق بالنفوس المؤمنة أن يصاحبها الغم والحزن .. [/align]