الشيخ بندر بن فهد بن ثعلي

[إبن ثعلي]

بندر بن فهد بن ثامر الثعلي
أحد مشاهير القبيلة ووجهائها أهل الفضل والإحسان والديانة وحب الخير ونبذ الكراهية والتعصب.
نسبه:
هو بندر بن فهد بن ثامر بن بخيت بن نجم بن لافي بن مغير بن ثعلي العضياني الروقي العتيبي.
والد بندر هو فهد بن ثامر بن بخيت أحد البواردية الشجعان في زمانه وكان من الرجال المقربين للشيخ والفارس الكبير مارق بن صنيتان الضيط ثم مع بدر بن مارق (شلهوب) ثم مع الشيخ تركي بن مارق. يقول أحد شعراء العضيان:
يا واصل مني لزوم
على فهد سلّم علاه
سلم على مرذي الردوم
اللي ربيع ٍ لقصراه

أما جد بندر لأبيه فهو ثامر بن بخيت من قضاة العرف المعدودين في نجد (وقد اعتزل ثامر القضاء العرفي مبكراً ورعاً وتديناً) كما يعد ثامر بن بخيت من كرماء الروقة وكان يلقب (مثوثي على روس البل) كناية عن ذبحه الإبل لضيوفه. يقول فيه شاعر من جماعة الذويبي بني عمرو من مسروح من قبيلة حرب وقد نزلوا ضيوفاً على الروقة في زمان جدب وقحط:

يوم إنّ ابن ثعلي سرى ما لقى شاه
والذود خمس وطبّ فيهنّ واختار

ذبح لنا حَمراً ردومٍ مثَنْداه
وصارت علينا من ليال أبو سرّار

ولد بندر في نجد وتحديداً في بلدة نفي التابعة حالياً لمحافظة الدوادمي وقد انفصل والداه بعد ولادته فكانت نشأته في السنوات الثلاث الأولى من عمره في كنف خاله/ محمد بن طعيميس القوبع الدماسي العضياني ثم انتقل بعد ذلك ليعيش في كنف والده فهد وأعمامه شارع والغفيلي وعبد الله وقد قضت إرادة الله أن يأخذ الموت والده فهد وهو في السابعة من عمره ثم أعمامه عبد الله والغفيلي وشارع تباعاً وهو لم يبلغ الحلم، فوجد بندر نفسه ممثلاً لأسرة كاملة ومسؤولاً عنها وليس لها من ولدٍ سواه.
وقد عاش تلك المرحلة في الجمانية مع جماعته العضيان الذين بفضل ترابطهم وأخلاقهم خففوا عنه الكثير من ألم اليتم والوحدة والعوز.
انتقل بعد ذلك إلى الرياض بحثاً عن العمل والتحق بجهاز الشرطة هناك وعمره 14 عاماً وكان ضمن حراس قصر الحكم حيث نال شرف العمل عن قرب لدى الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه، الذي كافأه عدة مرات لجهوده وتفانيه. وقد كان للملك المؤسس والرجال المحيطين به عظيم الأثر على شخصية بندر الفتى اليافع، علاوة على مسؤوليته وتحديات الحياة باعتباره العائل الوحيد لزوجة ابيه وأختيه وبقية أفراد عائلة ثامر بن بخيت، فحرص رحمه الله على أن ينهل من علوم الرجال وقد روي أنه يحرص على التعرف إلى وجهاء القبائل والعوائل النجدية الكريمة ممن كانوا يفدون إلى قصر الحكم، كما أنه حظي بفرصة العمل مع عالم الدين الشهير الشيخ عمر بن حسن آل الشيخ رحمه الله والذي كان له الفضل في تعليم بندر العديد من القيم الدينية وتهذيبه ورعايته قبل بلوغ العشرين من عمره.
وفي مطلع الثمانينيات الهجرية من القرن الماضي قرر بندر الانتقال من الرياض إلى المحاني التابعة لمحافظة الطائف وكانت المحاني مقر القبيلة الأصلي، ومنطلقها التاريخي من الحجاز نحو نجد ضمن انتقال القبيلة الكبير إلى نجد من مختلف أنحاء الحجاز، وكان مما دفعه للانتقال للمحاني حبه لأبناء عمومته الثعالية ولتعويض ما كان تعرض له من فقد أسري مرير، كما أنه في تلك الفترة شهدت المنطقة نزاعات مع بعض القبائل المجاورة الأمر الذي عجل بانضمامه لأبناء عمومته للمشاركة في الدفاع عن ممتلكاتهم ومن ثم تسنى له الاستقرار هناك.
أقام بندر بالمحاني حتى وفاته يوم الأربعاء 26 ذي القعدة عام 1420 غرة مارس 2000م. وكان رحمه الله ممن أسسوا الأعمال التجارية بالمنطقة وقد أنجب من الأبناء 14 والبنات 12 وقد عرف عن بندر رحمه الله الأمانة وحسن الديانة والسخاء والشجاعة في الحق وصلة الرحم ونبذه للباطل وأهله.
نسأل الله أن يرحمه رحمةً واسعةً، وأن يسكنه فسيح جناته وأن يبارك في ذريته وأن يجعلهم خير خلف لخير سلف.
..
رثاه ابنه فهد يوم وفاته بهذه الأبيات:

لعلّ قبرٍ فالمحاني لَحَدْناه
.........قدّام شهر الحج يبدي هلاله
قبرٍ على خَطّ الجديده نصبناه
.......جنوب عن ضلع البْحاره قْباله
يسقيه فالكنّه حُقوقٍ نثر ماه
.............فأوسط لياليها تزبَّر خْياله
يروي عظام اللي عِشيّه دفنّاه
........رجلٍ عزيز ومن رجال الشكاله
أبوي ريف الضيف زبن المخلاه
.......ليا شحّ مردِيّ النصيب بْحَلاله
مجالسه منصى الرجّال المسمّاه
.......تقلط على حِيلِه وتشرب دْلاله
وقد بان فعله في ليال المعاناه
..........عزّ الرفيق اللي تردّت حوالِه
وفعله ينومس في نهار الملاقاه
...........قَرًمٍ على ربعه طويلٍ ظلاله
بالصدق والمعروف والعزّ والجاه
..........والمعرفه والمنزله والاصاله
وشجاعةٍ فالحق ما هي مْراياه
.....وبذل وكرم نفسٍ تحبّ الجِماله
وللجار والنايد جزالٍ عطاياه
........ليا صرّ ولْد اللاش عنهم رياله
يبكيه مَن لا ضاقت الحال ينصاه
......ومَن ضكّته سود الليال وعنا له
ينصاه فاللازم ويِرْهِي ويلقاه
......ويلقى على الطاله طوالٍ حْباله
النعم لا حلّت طواريه تزهاه
.....إنصاف والانصاف ساس العداله
قد كان فالدنيا كبارٍ مزاياه
...............ولعلّ فالجنه تْكَرّم سْباله
لعلّ فالجنّه مِقِيلْه ومَمْساَه
......وفي عالي الفردوس تِبْنى حْلاله