جزيرة (الابتسامات).

[نفر كويس]

عبدالله البرقاوي- سبق- الرياض: أبهرت جزيرة "موريشيوس"، التي تقع في المحيط الهندي وتبعد عن مدغشقر 860 كيلومتراً، الفريق الإعلامي الخليجي الذي زارها قبل عدة أيام.
جزيرة الأحلام، جزيرة الابتسامات والسكر، وجهة العرسان في شهر العسل، ومنتجع السياح الأوروبيين الهادئ، جمعت ميزات عدة أبرزها الأمن وجمال الطبيعة ما بين خضرة الأرض والشواطئ الزرقاء الجميلة إضافة لاعتدال الأجواء والهدوء.
"سبق" كانت عضواً في الفريق الإعلامي الخليجي خلال الجولة التي استمرت خمسة أيام بدعوة وتنظيم وإشراف من هيئة السياحة في موريشيوس بجهود كبيرة من المستشار السياحي مختار أحمد الذي رافق الفريق طوال الرحلة وعرّف على الجزيرة وبرامجها السياحية وفعالياتها باللغتين العربية والإنجليزية إضافة للترجمة مع السكان الأصليين للجزيرة.
وبدأت الجولات باستقبال حافل من المسؤولين في هيئة السياحة بموريشيوس حيث استقبل الفريق الإعلامي ونقل عبر ثلاث سيارات للصالة التنفيذية بالمطار (صالة يو لونج) ثم لمقر السكن الأول في فندق ومنتجع "لونغ بيتش" على الساحل الشرقي من الجزيرة ويتميز بشاطئه الجميل الممتد لمسافة 700 متر ويطل على عدد من الجزر الصغيرة.
غداء الفريق كان في جزيرة "لومارجيني"، ثم زار الفريق جزيرة "ايل او سرف" التي تعتبر من أجمل الجزر السياحية في موريشيوس وتجول الفريق في الجزيرة وفي ملعب الجولف المميز الذي يتبع لشركة "صن إنترناشونال"، قبل أن يعود الفريق للجولة لمنتجع "لونغ بيتش".
أقدم حديقة وأكبر جامع ونخلة تثمر كل 100 عام
وفي صباح اليوم التالي غادر الفريق المنتجع متوجهاً لشمال موريشيوس وتحديداً للحديقة النباتية "Pamplemousses" وهي من أقدم وأكبر الحدائق النباتية في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية وتضم نحو 500 نوع من النباتات.
وتضم الحديقة الكثير من الأزهار والنباتات الغريبة والنادرة منها زنابق الماء الضخمة "فكتوريا" التي تتخذ عدة ألوان بين يوم وآخر، إضافة لنخلة "تاليبوت" التي تثمر مرة واحدة كل 100 عام.
وفي الحديقة ركن خاص يغرس فيها رؤساء الدول وكبار المسؤولين نباتات تسجل بأسمائهم عند زيارتهم للدولة.
وانتقل الفريق بعد ذلك للعاصمة "بورت لويس" وزار الجامع الكبير والتقى الإمام والخطيب وأدى الصلاة داخل الجامع قبل أن يتوجه للقاء وزير السياحة والترفيه في جزيرة موريشيوس مايكل سيك يوان والذي رحب بالفريق وعقد لقاء مع أعضائه وحوارات صحفية وتلفزيونية.
وزار الفريق بعد ذلك هيئة السياحة في موريشيوس واستمع لشرح من مسؤوليها عن السياحة في الجزيرة ومدى تزايد السياح الخليجين والسعوديين في السنوات الأخيرة.
وقبيل مغيب الشمس، نفذ الفريق رحلة الغروب في "تامرين" التي تعتبر من أفضل الرحلات البحرية لرصد الغروب واستمرت لساعتين.
وفي المساء استضيف الفريق في فندق ومنتجع "سانت ريجيس"، الراقي الذي يميزه موقعه في الجزء الجنوبي الغربي من موريشيوس وعلى الشواطئ الطبيعية بالقرب من موقع التراث العالمي لليونسكو، جبل "لو مورن" الذي يعتبر رمزاً للتضحية.
أرض ملونة تتشكل بـ23 لوناً
وفي اليوم الثالث، أعد فندق "سانت ريجيس" مفاجأة لأعضاء الفريق، بإعداد حفل الإفطار داخل إحدى أفخم فلل المنتجع والمطلة على الشاطئ باستقبال حافل من مدير المنتجع ومنسوبيه.
وبعد الإفطار توجه الفريق لجولة شملت عدة مواقع بينها النهر الأسود والوادي الملون، حيث تمت زيارة منتزه النهر الأسود الذي يعتبر أعلى منطقة في جزيرة موريشيوس ورصد فيها الطائر الأبيض النادر الذي منعت السلطات صيده.
وانتقل الفريق لواحد من أفضل المواقع الطبيعية في العالم، وهو الوادي الملون الذي يتميز بطبيعته الخلابة وتوفر الأرض الملونة النادرة وهي منطقة محددة يتوفر فيها 23 لون من ألوان التربة.
وتنقل الفريق بين شلالات ومواقع الوادي الملون بالدبابات حيث تمت زيارة الشلالات والأرض الملونة ثم شلال العرسان الذي يمتاز بعذوبة المياه وخصوصية المكان حيث يتم حجزه للعرسان الجدد لزيارته زيارات خاصة.
وعاد الفريق بعد الجولات الممتعة لمنتجع "سانت ريجيس" وتناول وجبة العشاء داخل الفندق.
ملاعبة الأسود و"المنزل القديم"
وفي اليوم الرابع زار الفريق منتزه "كازيلا" للطيور والحيوانات حيث تم تأدية عرض التفاعل مع الأسود ومشاهدة السلاحف العملاقة والطيور النادرة قبل أن يتم تناول الغداء داخل مطعم الحديقة.
واتجه الفريق بعد ذلك لزيارة مول يحمل اسم "بجاتيل مول" الذي تتوافر فيها محلات لعدد من الماركات العالمية للملابس والأجهزة إضافة لمحلات متخصصة في المنتجات المحلية.
وزار الفريق بعد ذلك متحف "يوريكا" وهو المنزل القديم الذي شيّد قبل 200 عام ولا زال يحتفظ بتراث أهل الجزيرة ومقتنياته الفاخرة.
ويقع المنزل وسط الجزيرة وتميزه الحديقة الجميلة وإطلالته على الشلالات وتدور حوله الكثير من القصص أبرزها أن صاحبه الموريشيوسي تزوج عدة نساء وخلف 17 ابناً وبنتاً، وبعد وفاته اختلفوا على الإرث وتركوا المنزل جميعهم قبل أن يتحول إلى متحف ورمز للتراث بالجزيرة.
وقبيل المغرب اتجه الفريق لواحد من أفخم الفنادق والمنتجعات في الجزيرة، فندق ومنتجع "الفورسيزون" الذي يتميز بخصوصية الفلل وتوفر مسبح خاص لكل فيلا إضافة لإطلالته على الشاطئ وملاعبه الرياضية ونشاطاته المختلفة.
وأعد مدير الفندق حفل عشاء للفريق الزائر مرحباً بهم ومستعرضاً أهم معالم الفندق وخدماته.
مغامرات في الأجواء وقاع المحيط
وفي اليوم الخامس والأخير للجولة نفذ الفريق جولات غوص تحت الماء ورحلات جوية عبر الطائرة العامودية، حيث نفذ أعضاء الفريق رحلة "البلوسفاري" وهي من أهم النشاطات السياحية في الجزيرة، وتنفذ بطريقتين الأولى عبر غواصة "بلو سفاري" تتسع لثمانية أشخاص وتغوص لمسافة 35 متراً في أعماق المحيط الهندي، ويتم خلالها مشاهدة الأسماك والكائنات البحرية وسفينة قديمة غرقت في المحيط، والطريقة الأخرى عبر غواصة صغيرة "دباب بحري" تتسع لشخصين وتنزل لمسافة أمتار قليلة في قاع المحيط.
وفي آخر الأنشطة نفذ أعضاء الفريق جولات عبر طائرتين عموديتين لمشاهدة الجزيرة من الأعلى ورصد جمالها بالصور والمشاهد التلفزيونية.
رصد للأسعار وميزات جزيرة الأحلام
من خلال الجولة الرائعة لجزيرة موريشيوس، رصدت "سبق" أن الإشكالية الحالية التي تواجه السياح الخليجيين هي تكلفة تذاكر السفر التي لا تتم إلا عن طريق "طيران الإمارات" في وقت أكد فيه وزير السياحة والترفيه بالجزيرة لـ"سبق" محاولات وزارته مع الخطوط السعودية لتسيير رحلة للجزيرة وفتح خط طيران معها.
وبالنسبة لأسعار السكن والتنقل والفعاليات السياحية، تعتبر مناسبة ولا تختلف كثيراً عن أسعارها في دول الخليج العربي، حيث تتوافر فنادق ومنتجعات تناسب وتلائم احتياجات مختلف السياح سواء من حيث توافر الأكل الحلال أو تناسب أسعارها.
وخلال الجولة لوحظ قلة السياح العرب بشكل عام فيما رصدت كثافة السياح الأوروبيين في الجزيرة.
وتتميز جزيرة موريشيوس بالهدوء والأمن وطبيعتها الجميلة التي تجمع بين خضرة الجبال والسهول وجمال الشلالات والشواطئ الزرقاء والجزر العائمة.
ويتحدث سكانها عدة لغات بينها الإنجليزية والفرنسية فيما تشكل نسبة المسلمين فيها 20% من عدد السكان الذي يفوق 1.2 مليون نسمة.
وتشتهر الجزيرة بإنتاج السكر والأناناس وبعض الفواكه الاستوائية ويواجه سكانها السياح بالابتساماتالدائمة حتى اشتهرت باسم جزيرة "الابتسامات والسكر".
وقال المستشار السياحي مختار أحمد إن عدد السياح الخليجيين للجزيرة بدأ يتزايد في الأعوام الماضية خاصة العرسان الجدد مبيناً أن أفضل أوقات السياحة بالجزيرة تكون في أشهر الصيف بدول الخليج التي تعيش فيها الجزيرة فترة الشتاء وتكون أجواؤها هادئة ورائعة إضافة لعروض الفنادق والمنتجعات خلال هذه الفترة.
وعبر الفريق الخليجي الزائر عن إعجابه بالجزيرة وقدم الشكر للمسؤولين على حسن الاستقبال والضيافة.
وترأسه الإعلامي طارق القويفل، وكان يضم الإعلامي علي الغفيلي من "قناة mbc"، والزملاء: عبدالله البرقاوي مدير تحرير صحيفة "سبق"، ومنصور الخميس رئيس قسمَيْ: الثقافة والحياة في جريدة "اليوم"، وبندر الحمدان من صحيفة "الرياض".
وضم الفريق مسؤول حساب "هاشتاق السعودية" فارس الرحيمي، وعلي السعد المدير العام لموقع وشبكة "زاد المسافر"، وعبدالعزيز آل شاكر مؤسِّس موقع "العرب المسافرون"، إضافةً إلى المصوّر الفوتوغرافي سامي الرويسان، ورافق "الفريق" للتعريف بالجزيرة المستشار السياحي مختار أحمد.