منتدى الجزيرة العربية التاريخي خاص بتاريخ وأشعار قبائل الجزيرة العربية من بادية وحاضرة

 
كاتب الموضوع مطرالثبيتي مشاركات 2 المشاهدات 1948  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
قديم 12-18-2013, 05:42 PM   #1
معلومات العضو
عضو مجلس الاداره

الصورة الرمزية مطرالثبيتي
رقم العضوية : 19681
تاريخ التسجيل: Jan 2010
مجموع المشاركات : 898
قوة التقييم : 10
مطرالثبيتي has much to be proud ofمطرالثبيتي has much to be proud ofمطرالثبيتي has much to be proud ofمطرالثبيتي has much to be proud ofمطرالثبيتي has much to be proud ofمطرالثبيتي has much to be proud ofمطرالثبيتي has much to be proud ofمطرالثبيتي has much to be proud ofمطرالثبيتي has much to be proud ofمطرالثبيتي has much to be proud of
يوم الكديد

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يـــــــــــــوم الكــــديــــد
خرج دريد بن الصمة في فوارس بني جشم ، يريد الغارة على بني كنانة فلما كان بواد لبني كنانة رفع له رجل من ناحية الوادي ومعه ظعينة ، فلما نظر إليه قال لفارس من أصحابه : صح به أن خل عن الظعينة وأنج بنفسك ، وهو لا يعرفه – فانتهي إليه الرجل وألح عليه ، فلما أبى ألقى زمام الراحلة وقال للظعينة :
سيري على رسلك سير الآمن x سير رداح ذات جأش ساكن
إن انثنائي دون قرني شائني x أبلي بلائي وأخبري وعايني
ثم حمل على الفارس فصرعه ، وأخذ فرسه فأعطاه الظعينة .
فبعث دريد فارساً آخر لينظر ما صنع صاحبه ، فرآه صريعاً ، فصاح به ، فتصام عنه ، فظن أنه لم يسمع فغشيه ، وألقى زمام الراحلة إلى الظعينة ، ثم حمل على الفارس فصرعه وهو يقول :
خل سبيل الحرة المنيعة x إنك لاق دونها ربيعة
في كفه خطية مطيعه x أولا فخذها طعنة سريعة
فالطعن مني في الوغي شريعه
ثم حمل عليه فصرعه ، فلما أبطأ على دريد بعث فارساً آخر لينظر ما صنعا ، فانتهي إليهما ، فرآهـما صريعين ، ونظر إليه يقود ظعينته ، ويجر رمحه ، فقال له الفارس : خل عن الظعينة فقال لها ربيعة : اقصدي قصد البيوت ، ثم أقبل عليه فقال :
ماذا تريد من شتيم عابس x ألم تر الفارس بعد الفارس
أرداهـما عامل رمح يابس
ثم طعنه فصرعه ، فانكسر رمحه ، ولما أبطأ عن دريد ارتاب ، وظن أنهم قد أخذوا الظعينة وقتلوا الرجل ، فلحق بهم فوجد ربيعة بن مكدم لا رمح معه ، وقد دنا من الحي ، ووجد أصحابه قد قتلوا ، فقال له دريد : أيها الفارس إن مثلك لا يقتل ، وإن الخيل ثائرة بأصحابها ، ولا أرى معك رمحاً ، وأراك حديث السن فدونك هذا الرمح ، فإني راجع إلى أصحابي فمثبطهم عنك .
وأتى دريد أصحابه ، فقال : إن فارس الظعينة قد حماها ، وقتل فرسانكم ، وانتزع رمحي ، ولا طمع لكم فيه ، فانصرف القوم وقال دريد :
ما إن رأيت ولا سمعت بمثله x حامي الظعينة فارساً لم يقتل
أردى فوارس لم يكونوا نهزة x قم استمر كانه لم يفعل
متهللاً تبدو أسرة وجهه x مثل الحسام جلته أيدي الصيقل
يزجي ظعينته ويسحب رمحه x متوجهاً يمناه نحو المنزل
وترى الفوارس من مخافة رمحه x مثل البغاث خشين وقع الأجدل
يا ليت شعري من أبوه وأمه ؟ x يا صاح من يك مثله لم يجهل

وقال ربيعة :
إن كان ينفعك اليقين فسائلي x عني الظعينة يوم وادي الأخرم
إذا هي لأول من أتاها نهبة x لولا طعان ربيعة بن مكدم
إذ قال لي أدنى الفوارس ميتة x خل الظعينة طائعاً لا تندم
فصرف راحلة الظعينة نحوه x عمداً ليعلم بعض ما لم يعلم
وهتكت بالرمح الطويل إهابه x فهوى صريعاً لليدين وللفم
ومنحت آخر بعده جياشة x نجلاء فاغرة كشدق الأضجم
ولقد شفعتهما بآخر ثالث x وأبى الفرار لي الغداة تكرمي

وقام نزاع بين نفر من بني سليم ، ونفر من بني فراس بن مالك بن كنانة فقتلت بنو فراس رجلين من بني سليم ، ثم إنهم ودوهـما ، ثم ضرب الدهر ضربه ، وخرج نبيشة بن حبيب السلمي غازياً ، فلقى ظعناً من بني كنانة بالكديد ، ومعهم قومهم من بني فراس بن مالك بن كنانة ، وفيهم عبد الله بن جذل الطعان والحارث بن مكدم ، وأخوه ربيعة بن مكدم ، فلما رآهم الحارث قال : هؤلاء بنو سليم يطلبون دماءهم ، فقال أخوه ربيعة : أنا أذهب حتى أعلم علم القوم ، فآتيكم بخبرهم ، وتوجه نحوهم .
فلما ولى قال بعض الظعن : هرب ربيعة ! فقالت أخته عزة بنت مكدم : أين تنتهي ترة الفتى ؟ فعطف وقد سمع قول النساء فقال :
لقد علمن أنني غير فرق x لأطعنن طعنة وأعتنق
أصبحهم صاح بمحمر الحدق x عضبا حساماً سنانا يأتلق
ثم أنطلق يعدو به فرسه ، فحمل عليه بعض القوم فاستطرد له في طريق الظعن حتى قتله ، وتبعه نبيشة ثم رماه فلحق بالظعن يستدمي ، حتى انتهى إلى أمه أم سنان فقال: أجعلي على يدي عصابة وهو يرتجز :
شدي على العصب أم سيار x فقد رزيت فارساً كالدينار
يطعن بالرمح أمام الأدبار
فقالت أمه :
إنا بنو ثعلبة بن مالك x مرور أخبار لنا كذلك
من بين مقتول وبين هالك x ولا يكون الرزء إلا كذلك
وشدت عليه عصابة فاستسقاها ماء ، فقالت : إن شربت الماء مت ، فكر راجعاً على القوم ، ينزفه الدم ، حتى أثخن ، فقال للظعن : أوضعن ركابكن حتى ينتهين إلى أدنى البيوت من الحي ، فإني لما بي سوف أقف دونكن لهم على العقبة ، فأعتمد على رمحي فلا يقدمون عليكن لمكاني ، ففعلن ذلك
قال أبو عبيدة : وإنه يومئذ غلام له ذؤابة ، فاعتمد على رمحه وهو واقف لهن على متن فرسه حتى بلغن مأمنهن ، وما يقدم القوم عليه .
ورآه نبيشة بن حبيب فقال : إنه لمائل العنق ، وما أظنه إلا قد مات ، وأمر رجلاً من خزاعة كان معه أن يرمي فرسه ، فرماها فقمصت ، فمال عنها ميتاً .
ثم لحقوا الحارث بن مكدم فقتلوه ، وألقوا على ربيعة أحجاراً فمر به رجل من بني الحارث بن فهر ، فنفرت ناقته من تلك الأحجار التي أهيلت على ربيعة ، فقال يرثيه ، ويعتذر ألا يكون عقر ناثته على قبره ، وحض على قتلته ، وعير من فر وأسلمه من قومه :
نفرت قلوصي من حجارة حرة x بنيت على طلق اليدين وهوب
لا تنفري يا ناق منه فإنه x سباء خمر مسعر لحروب
لولا السفار وبعد خرق مهمه x لتركتها تحبو على العرقوب
فر الفوارس عن ربيعة بعد ما x نجاهم من غمرة المكروب
لا يبعدن ربيعة بن مكدم x وسقى الغوادي قبره بذنوب
وقالت أخته ترثيه :
ما بال عينك منها الدمع مهراق x سحاً فلا عـــــــــازب لا ولا راق
أبكق على هالك أودى فأورثني x بعد التفرق حزنـــاً حره بــــاق
لو كان يرجع ميتاً وجد ذي رحم x أبقى أخي سالماً وجدي وإشفاقي
أو كان يفدى لكان الأهل كلهم x وما أثمر من مال له واقي
لكن سهام المنايا من نصبن له x لم يغنه طب ذي طب ولا راقي
فاذهب فلا يبعدنك الله من رجل x لاقى الذي كل حي مثله لاقي
فسوف أبكيك ما ناحت مطوقة x وما سريت مع الساري على ساق
أبكي لذكرته عبرى مفجعة x ما إن يجف لها من ذكرة ماقي

ثم لم يلبث بعد ذلك بنو مالك بن كنانة رهط ربيعة أن أغاروا على بني جشم رهط دريد ، ففتكوا وأسروا وغنموا ، وأسروا دريد بن الصمة ، فأخفى نسبه .
وبينما هو عندهم إذ جاء نسوة يتهادين إليه ، فصرخت امرأة منهم فقالت : هلكتم وأهلكتم ، ماذا جر علينا قومنا ؟هذا والله الذي أعطى ربيعة رمحه يوم الظعينة ، ثم ألقت عليه ثوبها وقالت : يال فراس ، أنا جارة له منكم ، هذا صاحبنا يوم الوادي ، فسألوه من هو ؟ فقال : أنا دريد بن الصمة ! فمن صاحبي ؟ قالوا: ربيعة بن مكدم ؟ ، قال : فما فعل ؟ قالوا : قتلته بنو سليم ، قال : فمن الظعينة التي كانت معه ؟ قالت المرأة : ريطة بنت جذل ، وأنا هي ، فحبسه الثوم ، وآمروا أنفسهم ، وقالوا : لا ينبغي أن كفر نعمة دريد عندنا ، وقال بعضهم : والله لا يخرج من أيدينا إلا برضا المخارق الذي أسره ، فانبعثت المرأة في الليل فقالت :
سنجزي دريداً عن ربيعة نعمة x وكل فتى يجزي بما كان قدما
فإنه كان خيراً كان خيراً جزاؤه x وإن كان شراً كان شراً مذمماً
سنجزيه نعمى لم تكن بصغيرة x بإعطائه الرمح السديدالمقوما
فقد أدركت كفاه فينا جزاءه x وأهل بأن يجزي الذي كان أنعما
فلا تكفروه حق نعماه فيكم x ولا تركبوا هلك الذي ملأ الفما
فإن كان حياً لم يضق بثوابه x ذراعاً غنياً كان أو كان معدما
ففكوا دريداً من إسار مخارق x ولا تجعلوا البؤسى إلى الشر سلما
فأصبح القوم ، وتعاونوا بينهم وأطلقوه ، وكسته ريطه وجهزته ولحق بقومه ولم يزل كافا عن غزو بني فراس حتى هلك .

المرجع
أيام العرب في الجاهلية
تأليف
محمد أبو الفضل إبراهيم
علي محمد البجاوي

مع تحيات الأستاذ / مطر الثبيتي
والسلام ختام
مطرالثبيتي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع




Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والتعليقات على الأخبار والردود المطروحة لا تعبّر عن رأي ( منتديات قبيلة عتيبه ) بل تعبّر عن رأي كاتبها