أحبك في غير الله

[شاعر الحرية]

أنت تعلم يا صديقي أنك طرحت موضوع في غاية اﻷهمية وله طابعه الخاص من حيث كونه يحدث في بيئة خليجية

والمسألة بعيده جدا عن مهاوشتك بكل ما تحمله الكلمات من معنى
فهي بالنسبة لنا كمتحاورين تنظيرية صرفة بامتياز و بعيده كل البعد عن شخصك الذي نجله كثيرا وأنت تعلم ذلك
وكم كنت أتمنى أن تطرحها على أنها قضية مجتمعية بعيدة عن شخصك العزيز .. حتى لا تدخلنا في مسألة مهاوشتك عنوة

القضية في نظرنا تبقى في المقام اﻷول ذات بعد شرعي وقانوني وفكري ونفسي واجتماعي
ثم بعد ذلك نرى أن ننظر لها من منظور تربوي وتعليمي و أخلاقي

هكذا هي القضية في نظرنا .. ما ذكر سابقا ليس بدعا من القول
فكتب الفقهاء والقانونيين تعج بمسألة الحديث عن الصائل على النفس والعرض والمال
وتتحدث عن حق الدفاع المشروع ومتى يكون وما هي شروطه وضوابطه ومحدداته ودواعيه

ولكن إن كنت تريد منا جعلها مسألة تخصك لوحدك فهذه مسألة أخرى لها جوابها
ولكني أظنك لا تريدنا أن ننظر لها كذلك

أما إن كنتم تريدونا أن نصبح قضاة ونقيم اﻷحكام على الشخص ونطبقها
فعليكم أن تأتوا لنا بذلك الطالب أو الطرف الغائب عن القضية لنستمع ﻷقواله

فهذا هو عين الحق وعين الصواب ومطلب من مطالب عدالتنا اﻹسلامية الخالدة

فكيف تريدون منا أن نحاكم شخصا غائبا لم نر ماهي أقواله ولم نتح له حق الدفاع الشرعي والذي تكفله له كل الشرائع السماوية والقوانين الوضعية العادلة

إننا ننادي من هنا باسم العدالة والحرية إحضار ذلك الطالب .. لنفهم ملابسات هذه القضية الحامية الوطيس
والتي أرى أن العجرا أو العصا قد أوشكت أن تحضرها وتشرفها بكل تواضع

إن الضرب يا سيداتي وسادتي أمر منافي للرحمة التي جاءت بها شريعتنا الغراء
وهو لا ينتج لنا إلا أمة مستعبدة مكبوتة .. أمة ضعيفة ناقمة على بعضها البعض وحاقدة على بعضها البعض
إن الضرب يا حضرات القراء اﻷعزاء ينافي الكرامة اﻹنسانية كوسيلة للتعلم والتعليم والتربية
إن الضرب أيها اﻷفاضل والفاضلات ضرب(ن) للحكمة وللضمير العالمي الحي
والذي تحلت به اﻹنسانية ونافحت وناضلت من أجله لعصور من الزمن
إنه بكل بساطة ووضوح يظل في نظرنا دليل صارخ على عجز التربوي والمعلم
ودليل على خوائه المعرفي والقيمي والفكري والثقافي والنفسي

صديقي .. أمامك مجموعة من اﻷراء تعبر فيما أعتقد بمصداقية عالية عن توجهات أصحابها وقناعاتهم
فخض غمار ذلك برؤية الفيلسوف والمفكر والمتعلم والمثقف الواعي
و الذي لا يغيب أبدا عن نظره رؤية القضية من كل أبعادها الحضارية

أقول ما تقرأون .. وغفر الله لي ولكم سائر ذنوبنا وخطايانا

♡تحية النقاء لﻷنقياء أينما كانوا♡