طيور مهاجرة
مُهاجرةٌ طيورُ الحُبِّ يا قلمي
مُهاجرةٌ إلى أقصى نعيمِ الحُبِّ من ألمي
إلى أقصى خيالِ الحرف .. إلى أقصى معاني الأرض
فتهزمُ في فيافي الشعرِ أشعاري وأخيلتي .. وتهزمُني
وتقطعُ نحو بُغيتها مسافاتي وأفكاري وأوردتي .. فتُعدِمُني
تُجَسِّدُني طيورُ الحُبْ .. تُجَسِّدُني وتُغضِبُني
تجرِّدُني وتُحبطًني .. تُفرِّقُني وتجمعُني ..
لتسألُني .. طيورُ الحُبِّ تسألُني :
متى ضاعت طيورُ الحبِّ يا وطني ؟
متى ضاعت مع التجسيدِ والتجريدِ أحلامي وأسئلتي ؟
متى تاهت متاهاتي وآمالي وأجوبتي ؟
مُهاجرةٌ طيورُ الحُبْ
مُهاجرةٌ على أنقاضِ مملكتي ..
مُهاجرةٌ على أنغامِ تأبيني وترتيلاتِ أضرحتي
على جنحانها جسدي ..
فلا الأوطانُ تجمعُها .. ولا الأحزانُ تمنعُها فترجعُها
هُنا بالذاتِ ألقى أنّهُ ينولد عدمي
وأسألُني : لماذا تُعرّيني طيورُ الحُبِّ من أحلامِ أشرعتي
ومن حرفي ومحبرتي .. ومن زادي وأمتعتي ؟
لماذا تُعرِّيني طيورُ الحبِّ من إيحاءاتِ إيماني وإيقاعاتِ ذاكرتي ؟
مهاجرةٌ على الذكرى طيورُ الحُبْ .. يا وجعي
مهاجرةٌ تُذكِّرُني خيالاتي ومدرستي
مُهاجرةٌ تُذكِّرُني مساءاتي على أطلالِ أوديتي
مُهاجرةُ تُذكِّرُني فضاءاتي بعيداً عن مُخيّلتي
مُهاجرةٌ طيورُ الحُبِّ يا وجعي
سأنزعُ من سماءِ القبرِ أُغنيتي ..
فقولي : كيفَ أنتظرُ ؟
سأنتظرُ ..
سأمحو من مساءِ العشقِ خارطتي ..
فقولي : أينَ أحتضرُ ؟
طيورُ الحب
قولي سوف أحتضرُ ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحيّة الورد الطائفي للجميع
وعيدكم مباركٌ وسعيد
سلمان المالكي