يا خائنتي يا ذاكرة الرمان !
يا خائنتي :
كوني عصراً نورانيّاً
لا يعرفُ معنى الإنسان
كوني رسماً سرياليّاً
لا يُبْحِرُ عبر الألوان
كوني شكلاً غوغائيّاً يخلو من كلّ الأوزان
كوني شعراً إغريقيّاً
وكوني سحراً فرعونيّاً
كوني ما شئتِ ولكن
كوني أنتِ كطعمٍ من مطرِ النار
و غيمٍ بُركانيٍّ من غضبِ الوردِ ورائحةِ النسيان
يا خائنتي :
أنتِ وجعٌ معجونٌ من فاكهةِ الأحزان
أنتِ حرفٌ أبديٌّ
سيفٌ هنديٌّ
وصفٌ ورديٌّ كالبستان
أنتِ جوهرُ إحساسي
وخُلاصَةُ إيماني من كلّ الأزمان
يا خائنتي :
هيَ أمطارُكِ تقتُلُني من كلّ مكان
وأحاولُ عبثاً أن أنجو
من عِشْقِ الطوفان
هيَ أوقاتُكِ تُحْرِقُ أوقاتي .. لكنّي لا أعلمُ هل أبقى أبداً
مسجوناً في هذا الطغيان ؟
أنتِ وطنٌ يستعمرُ ذهني
يا أنتِ شمسي ومسائي .. يا أنتِ أرضي وسمائي
يا أنتِ روحُ الأوطان
يا خائنتي :
إنّي لا أرغبُ أبداً .. في صحوةِ إحساسِك
هذا عصرُ الحريات !
ولذلك خوني كلماتِك .. هذا عهدُ الإنجازات !
وأضيفيني نبعاً لخيالاتِك .. حتّى لا تكتملُ الإخفاقات
أنتِ امرأةٌ تَكْرَهُ أن تُجْهَل .. وأنا طبعاً كلّ المجهولات !
لا ترتعبي منّي !
أنتِ من أحدث شرخاً
أنتِ من شوّه ذاكرة الغُفران !
لا تبتسمي بعد الآن !
أنتِ من علّمني يوماً
معنى الطاعةِ أو معنى العصيان
أنتِ من يجرحُ فيني
ذاكرة الحُبِّ وذاكرة الرمان
يا خائنتي :
يا غدْراً يسكُنُني بذهول .. يا فجراً ليبراليّاً مغرور
يا أعظمَ امرأةٍ تخدَعُني .. وأنا طبعاً بخديعتها مسرور !
يا أُنثى المبدأُ والمنفى .. يا قَدَراً أنقى من شكل البلّور
كوني خائنتي الأسمى .. فأنا إنسانٌ أعمى
في حُبّكِ كالمضرور !
يا خائنتي :
حُبّكِ يسجنُني عن كل الأشياء وفي كلّ الأشياء
وصدى كلماتكِ يعبثُ في كل الأرجاء
فنسيتُ الشعر .. نسيتُ النثر
نسيتُ خيوط الشمس الذهبيّة .. تتلألأ في مجرى النهر
نسيتُ الأملَ القادم من نور الفجر
نسيتُ خيانتكِ الكُبرى والصُّغرى
ونسيتُ المعنى الأوّل والأسمى من كلِّ الأسماء !
يا خائنتي : يا أحلى من طعمِ التوتِ وأحلى من طعمِ الرمان !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحيّة الورد الطائفي للجميع
سلمان المالكي