كثيراً ما تقام جسور بين القلوب دون أن يعبر بها أحد الأنام .. والجسر يكون خالي الضفاف من علامات الرضا والاهتمام .. والحكمة ليست في إقامة جسر للتباهي أو الانتظار حتى تكون الأولوية للمقام .. ولكن ما أحلاه إذا هرول الاثنان والتقيا عند عمق الجسر بكل جدواهتمام .. فجسور بعضها شراك وحبال كخيوط العنكبوت تشدها نوازع الضحايا بين الركام .. فذاك قناص بضفة ينتظر وذاك برئ يعبر الجسر بمحبة ثم يوجد نفسه في أرض الخصام .. وحبال الظـن في تلك النوايا هي الأسرار فإن أصدقت كان العبور لأرض المرام .. والضفـاف إذا أمطر الشك فيها فذاك جسر على شفا الانعدام .. أما إذا عبق المحبة فيالضفاف وأخلصت فذاك الجسر في أعلى المقام .. والمقلتين تسع النفوس إذا تسامحت ونادت بالوئــام .. و( إذا ) حرف شك وغل يوجع القلب لأنه مشوب بكثرة الأوهـام .. وجسورالأكاذيب كثيرة ومنصوبة بوديان الغش كالخيام .. العابر منها مخدوع يشرب السراب ولايرتوي من كثرة الأحلام .. والعائد منها حزين يفقد الرفقة ويفقد العـدل بين الأنام .. ينادي وحيداً والجسر ما زال حائلاًَ يحول التواصل بين أحلام وأحلام .. قلوب شرابها الصدود وأحلامها جسور تمنع الوصال بسلام .. فيا لائمي كفاك لوماً فإني مللت الجسور ولم أعبر يوماَ إلى الأمام .. ودعني في ضفافي وحيداً فإني ناصح لك بهذا أروع الكلام .