منتدى الفكر والكلمة خلاصة الفكر و الطرح الجاد والنقاشات ووجهات النظر

 
كاتب الموضوع عبدالحق صادق مشاركات 4 المشاهدات 744  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
قديم 06-22-2012, 01:52 PM   #1
معلومات العضو

كـــاتـب قــديـــر

رقم العضوية : 13343
تاريخ التسجيل: May 2008
مجموع المشاركات : 211
قوة التقييم : 18
عبدالحق صادق will become famous soon enoughعبدالحق صادق will become famous soon enough
ألا يوجد في الإسلام سياسة؟؟؟

ألا يوجد في الإسلام سياسة؟؟؟
إذا تأملنا في السيرة العطرة لسيد الساسة محمد عليه الصلاة و السلام نجد انه كان يميل إلى العفو و الصفح و اللين و و حقن الدماء ما استطاع إلى ذلك سبيلا حتى و إن بدا في ظاهر الأمر غبن للمسلمين و هذا يدل على أن السمة العامة لأحكام الإسلام هي الرحمة مع جميع الناس مؤمنهم و كافرهم وعلى القيمة العظيمة التي يوليها الإسلام لحياة الإنسان و كذلك الأمر لعامل الوقت فلكل شئ مقدار و وقت محدد
و إذا نظرنا في واقعنا المعاصر نجد العكس تماما فالعنف و الشدة و التسرع هي السمة الأساسية للتغيير و اخذ الحقوق ابتدءا من مجتمعاتنا و انتهاء بعلاقاتنا مع المجتمعات الأخرى
و من وجهة نظري إن الأعداء يتخذون قراراتهم و سياساتهم على ما يرونه في الشعوب و الحركات و ليس على ما يقوم به و يقوله القادة.
و أصبح من المعروف أن هدف الحكام هو الحفاظ على الكرسي
و من المفروض أن يكون هدف الإسلاميين رضا الله و الإصلاح و البناء للفوز بالجنة
و استنادا إلى الهدف المذكور أعلاه أليس من الأولى للإسلاميين عدم منازعة الحكام على الكرسي و خاصة في الانظمة الملكية لأنها قابلة للاصلاح و إبداء ليونة و اعتدال أكثر مثل بقية الأحزاب من أجل فتح الساحة لهم لعملية الإصلاح و البناء الاجتماعي و غالباً إذا صلح الشعب فسوف يصلح الحكام و إذا شعر الحكام بصدق الإسلاميين في عدم منازعتهم على الكرسي و وجدوا عقلانية و منطقية في مطالبهم و طروحاتهم فأغلب الظن أنهم سوف يشركونهم في الحكم دون طلب منهم.
و هناك مقولات ثورية يتم تداولها و كأنها كلام مقدس و قواعد صحيحة مثل (ما اخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة )
فالعالم الآن يختلف كثيرا عما قبل فهناك مستجدات كثيرة لم تكن موجودة سابقاً فنحن نعيش مجتمع القرية الواحدة لكثرة تشابك العلاقات و المصالح بين الدول .
و هذا يتطلب فهم جديد للواقع و فهم جديد لمعنى القوة و معرفة بلعبة المصالح و السياسة و معرفة بلعبة القوانين
فالقوة أصبح لها أشكال كثيرة غير القوة العسكرية و ربما تفوق القوة العسكرية أحيانا مثل :
قوة الاقتصاد والعلاقات الاقتصادية
و قوة المبادئ و القيم و القوانين و مدى احترامها
و قوة الفهم للعبة المصالح و المعرفة بدهاليز السياسة و المعرفة بتفكير الآخر.
و قوة العلم و المعرفة و الوعي
و قوة البنية التحتية
و قوة تماسك المجتمع الداخلي
و قوة الوحدة و التضامن بين الشعوب و الدول
و لكن هناك أمر ثابت لا يتغير و هو إذا لم تكن محترما فلا تتوقع أن يحترمك الآخرون فالدول التي لا تحترم قوانينها و تتدخل في شؤون الآخرين و ينتشر فيها الفساد و الظلم و ازدواجية المعايير و ينخر عظمها الضعف فلا تتوقع أن ينصفها الآخرون أو القانون الدولي.
و الأهم من ذلك على هذه الدول أن تعلم بان الآخرون يعلمون ما بداخلهم و أن الجزاء من نوع العمل
و الأمر الآخر الثابت هو أن الاتحاد قوة و الفرقة ضعف و الاتحاد لا يحصل إلا إذا كان هناك تجانس
فالخطوة الأولى باتجاه الوحدة و التضامن الفعلي هو السعي لعمل تجانس بين الدول في شتى المجالات على أسس صحيحة و معايير سليمة و عقلانية و متوازنة.
فبالسياسة يمكن أن نحصل على الكثير و يمكن أن نجنب أنفسنا الكثير إذا أتقناها و أحسنا لعبها
و بالمقابل يمكن أن نخسر الكثير إذا لم نفهمها جيداً و كمثال من الواقع يوضح هذا الأمر :
السعودية هدف استراتيجي للأعداء و بفضل الله ثم بفضل تحكميها شرع الله و حنكتها السياسية استطاعت أن تتخلص من كثير مما يخطط و يدبر لها من مكائد.
و إن ما كسبته إيران بالسياسة و ثقة الشيعة المحسوبين عليها بها و التفافهم حولها يفوق ما يمكن أن تكسبه بعشرات الحروب فقد كسبت جهد و تعب و تضحية الشعب العراقي و الأفغاني

و هذه الخسارة الكبيرة للمسلمين و العرب حصلت بسبب عدم الثقة و عدم الالتفاف حول قيادة موحدة و التي نجحت الصهيونية و إيران في نزعها منهم.
و بسبب هذا التحجر و التقوقع و استلام الأمر ممن ليس أهله في قيادة بعض الجماعات .
فنحن تركنا الساحة للصهاينة و إيران يسرحون و يمرحون و نحن جالسون نردد الشعارات و نشتم و نلعن و نعارض و نخون و نتهم كل ما هو سياسي و عقلاني و من المعروف أن نهاية أي حرب هو السياسة و الحوار !!!!
و سرقنا سرقة ضخمة و كبيرة جداً من قبل إيران تحت غطاء الدين و الشعارات المعادية لأمريكا و إسرائيل و لم نعتبر بالماضي ممن تستر بهذه الشعارات !!!!
و الأهم من ذلك أن هذه التصرفات الخاطئة تسببت بمشاكل اجتماعية و نفسية و فكرية و عقائدية كبيرة و خطيرة في تلك المجتمعات التي تعاني من الحروب بسبب شدة و ضيق الحياة عليهم.
فعلى سبيل المثال كعينة ظهرت على السطح و هو ابن القيادي في حماس الذي أعلن ارتداده عن الإسلام و تعاونه مع الاحتلال و هو الذي تربى تربية صالحة في بيت أبيه فما بالكم بعامة الناس الفقراء الضعفاء و الجهال.
فهذا دلالة على وجود خلل كبير و خطير في تلك المجتمعات التي تعاني من الحروب فيجب دراسته بعناية و شفافية و حيادية و وضع الحلول الناجعة له و خير الحلول ما كان من الكتاب و السنة و بفهم العلماء الربانيين.
و كذلك يجب إعادة النظر في كل سياساتنا الداخلية و الخارجية السابقة و طرح البدائل التي تراعي مصالح الناس الدينية و الدنيوية و خاصة الذين في قلب المعمعة و فق دراسة منطقية و عقلانية للظروف الداخلية و الخارجية
و كفانا شعارات و متاجرة بأرواح الناس و ممتلكاتهم و نحن في بر الأمان و الناس في الداخل يحترقون و يدفعون الثمن من دينهم و دنياهم.
فالنصر له شروط و متطلبات و وقت و أي جهد يتجاهل هذه الشروط و المتطلبات ضره اكبر من نفعه .
و من الشروط الأساسية فهم الحياة حسب المنظور الإسلامي توحيد وبناء وليس حسب التصور الغربي صراع
و الالتفاف حول قيادة موحدة واعية و متوازنة و عندها حس بالمسؤولية .

الكاتب :عبدالحق صادق




عبدالحق صادق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع




Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والتعليقات على الأخبار والردود المطروحة لا تعبّر عن رأي ( منتديات قبيلة عتيبه ) بل تعبّر عن رأي كاتبها