لاشك ان كل واحد منا مر بمفردة "العيب" في حياته فعيب" يابابا" للطفل وعيب" ياماما" للطفلة وتنمو هذه المفردة مع الانسان منذ طفولته حتى تصل الى عيب "يا رجل" وعيب "يا امرأة" وأصبحت جزء من ثقافة الإنسان حتى انشغل البعض بعيوب الاخرين عن عيبه وهذا هو العيب العجيب الذي يجب ان نقف عنده فقد كانت العيوب في الماضي كثيرة والانتقادات متعددة الجوانب فعيب تكذب وعيب تخادع وعيب تنافق وعيب تأكل لحوم الاخرين وعيب تأكل في مطعم او تعمل فيه، وعيب تعمل سائق او تعمل في محطة وقود وعيب تعمل في مصنع اوتفتح محل حلاقة و عيب تخرج في التلفاز فالصورة محرمة وعيب تقول الارض تدور، وعيب ابنك او بنتك تدرس في مدارس خاصة (دوافير) وعيب بل محرم ان تحمل جولا مثبت به كميرا وقد وصل بالبعض الى ان الف كتبا في هذا الامر ويحضرني كتاب اسمه "الصواعق الشديدة على اصحاب الطبقة الجديدة" يناقش هذا الكتاب كثير من الامور في المجتمع وخاصة دوران الارض..وغيرها كثير احسب ان كل انسان منا لدية خبرات كثيرة في هذا الجانب
وحيث ان المجتمعات تمر في مسيرتها ببعض التغيرات وقد تنقلب بعض الامور فما كان عيبا بالامس اصبح مقبولا الآن الى حد كبير والمثال الحي ان الدراسة في المدارس الخاصة صارت اكثر جذبا من المدارس الحكومية والحديث بالصورة في التلفاز محط حوارات ساخنة بين الفرد والاعلام اما الجولات الكميراتية فلا اظن ان هناك الآن جوال بدون كميرا والاكل في المطعم تمدنا واكل لحوم البشر تلذذا..
اما العيب العجيب الذي أشرت اليه آنفا فهو انشغال البعض منا بعيوب الاخرين بدلا من عيبه وهو عيب الكذب والخداع والنفاق الذي حاربه الاسلام حربا ضروسا فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم وهو اصدق من قال:"طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الاخرين" فالتفتش عن عيوب الاخرين وتتبعها منهي عنه فمن تتبع عورات الناس تتبع الله عورته يوم القيامة..
لك ايها القاريء الكريم ان تتخيل هذا الموقف وهو ان الله خالق الخلق وعالم اسرارهم وما تخفي صدورهم يتتبع عورة الانسان الذي يتتبع عورة اخيه في الدنيا..الموقف العدل من رب الارباب وهو المحاسبة على كل صغيرة وكبيرة.والعاقل من اشتغل وتدبر وفكر في عيوب نفسه واصلحها بدلا من ذم الاخرين وتتبع زلاتهم مهما كانت فهل نعي هذا العيب العجيب ونصلح الانفس قبل فوات الاوان؟..هذا هو المرتجى وبالله الاعتماد