السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اصبحت هذه الحياة في عيون الكثير من البشر كـ ثقب إبرة ..
يشعرون بالاختناق مع فُسحة المكان ، ويرتعدون من البرد رغم الدفء المحيط بهم !
من يراهم يظن أنهم قادمين من بعيد .. عليهم وعثاء سفر .. يتأوهون بين الكلمة والأخرى ..
رمتهم أمواج الألم على شواطيء الحرمان بعد أن حطموا مراكب الأمل ليتبعثر ركامها على بحر همومهم ..
إنهم يتلهفون ظمأ ً لتجرع كأس الآلام .. يحلو لهم التأوه والتوجع .. فـ يلعقون أصابع المعاناة كـ جوعى !
يغمسون قلوبهم في أنهار من العذاب .. متلذذين بذلك ..
نراهم يتظللون بجدران وهمية تفصل بينهم وبين الأمل والسعادة ..
تلاحقهم الأحزان .. لكنهم لا يركضون !
ما أكثرهم .. !!
أي قلوب تلك التي تخدش سعادتها بمخالب الجراح والذكرى الأليمة؟
أما آن للقلوب المكلومة أن تفرح ؟
إلى متى ستظل قابعة في غيابة جب الأحزان؟ مستسلمة لها ؟
إنا نكاد نسمع ضوضاء الآلام والجراح في قلوبكم .. فهي لا تتسع لها ..
بربكم ألا ترون أبواب الأمل مفتوحة والسعادة تقف منتظرة قدومكم .. تحلم باحتضانكم ؟
أما اشتاقت نفوسكم لرؤية الإشراق بعد أن أسرتموها في زنزانة البؤس والشقاء ؟
ما أجمل طعم الحياة بنكهة الفرح ..
وما ألذ منظر سماء التفاؤل المليئة بنجوم المحبة والسعادة
كم يبهجنا هطول وابل الآمال على أراضي قلوبنا الجرداء لـ تنتعش من جديد ..
كلنا نتألم .. ونعاني من جراح لا زالت تنزف ..
لكن لن نستسلم .. فأين ثقتنا بالله ؟
لـ نعود إلى كتاب الله ونفتح دفاتر الهادي .. ونبحث عن الدواء ..
قال تعالى : " وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا " [ طه : 124 ]
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : ( من قال إذا أصبح وإذا أمسى : حسبي الله ، لا إله إلا هو ، عليه توكلت ، وهو رب العرش العظيم سبع مرات ، كفاه الله ما أهمه ) رواه أبو داوود .
أيها القابعون هناك في ظلمة الأوهام .. أدركوا أنفسكم قبل أن تشطركم أحزانكم بغتة ..
فـ تتوهون بين الألم والأمل ..
وقبل أن تجتث جراحكم آخر بذرة راحة في صدوركم ..
إنها الحياة .. لا نعيشها إلا مرةً واحدة .. فـ لنعيشها بسعادة ..