[size="4"]المسح على رأس الزوجة يقلل معدلات الطلاق العاطفي[/size]
شدد خبيرٌ في العلاقات الأسرية على أهمية التعبير عن العلاقات العاطفية بين الزوجية بلمس اليد والمسح على الرأس، وغيرها من الوسائل الأخرى التي من شأنها تقليل نسبة الطلاق العاطفي التي استشرت في العالم العربي.
وقال المستشار الأسري خليفة المحرزي إن الزوجة تحتاج في اليوم الواحد المسح على رأسها ويديها نحو 13 مرة على الأقل؛ بهدف إشباعها عاطفيّا من قبل الزوج.
وتابع في حلقة يوم الأحد 17 من يناير/كانون الثاني 2010 من برنامج صباح الخير يا عرب أن معظم المشاكل الزوجية التي تنتهي بطلاقٍ قانوني بدأت في الأساس بطلاقٍ عاطفي؛ حيث يعيش الزوجان حالةً من الفتور والملل، سرعان ما تتطور إلى حالةٍ من سوء المعاشرة الزوجية.
وأرجع خبير العلاقات الأسرية تلك الحالة إلى طبيعة المجتمعات الشرقية التي تفرض نمطا سلوكيا في تعبير الرجل والمرأة عن مشاعرهما، حيث تسود ثقافة العيب التي تجعل الرجل -على وجه الخصوص- يضنّ بمشاعر الحب حفاظا على صورته الذهنية أمام زوجته وأولاده.
وأشار إلى أن استمرار تلك الحالة تنتهي بالكبت، وظهور حياة خالية من العواطف، اللهم إلا إذا استعاد الزوج مشاعر الحب والألفة التي حضّ عليها الإسلام، ففي الحديث "إن الرجل إذا نظر إلى امرأته ونظرت إليه نظر الله تعالى إليهما نظرة رحمة، فإذا أخذ بكفّها تساقطت ذنوبهما من خلال أصابعهما".
ولفت خليفة المحرزي إلى أن الرجل لديه دورة عاطفية تماثل الدورة الشهرية عند المرأة، حيث يسعى للتودد دائما إلى زوجته، حتى إذا ما شبع عاطفيّا فإنه يبتعد عنها، ثم يرجع إليها ويتودد مرة ثانية.
الجدير بالذكر أن المستشار الأسري خليفة محمد المحرزي أجرى دراسة ميدانية على مجموعةٍ من الأزواج انتهت إلى تأكيد 88% من أفراد العينة وجود شرخ كبير في الممارسة العاطفية بعد مضي عدة أشهر من الزواج، كما أقرّ حوالي 69% منهم بمرور العلاقة العاطفية بمرحلة موت سريري خلال فترة من مراحل حياتهم، وأكد نسبة 77% منهم الشعورَ بالروتين والملل العاطفي.
وبحسب الدراسة فإن ظاهرة الطلاق العاطفي تتجلى في عدة مؤشرات؛ أهمها: البعد عن الآخر بكلمات تثير العاطفة وعدم تداولها بشكل مستمر، والشعور بالملل نتيجة الروتين اليومي، ونمو مشاعر الإحباط وعدم الرضا التي يشعر بها كل طرف وإيجاد بديل عاطفي آخر وانشغال كل فرد من أفراد الأسرة بأموره الشخصية.
ويؤكد المحرزي بأنه لا يوجد زوجان إلا ولديهما معاناة من هذا المرض المستشري، ولكن الاختلاف يكون بحسب نسبة الجفاف ودرجته وفقا لشدته والمجال الاجتماعي الذي يحدث فيه، فهناك الجفاف العاطفي الخفيف؛ وهو افتقار الفرد لجانب من جوانب العلاقات الاجتماعية بدرجة بسيطة أو متوسطة ينتهي بمبادرة بسيطة من الشريك، أما الأشد فهو الجفاف العاطفي الحاد، ويعني افتقار الفرد الشديد للعلاقات الاجتماعية والتواصل الاجتماعي الإيجابي مع وبين الآخرين.
ويعزو المستشار المحرزي السبب في استفحال هذه الظاهرة إلى الانشغال بالأمور العملية أو الأمور النفسية التي يمر بها الشخص، كالزوجة التي تنشغل بأبنائها أو زياراتها لأهلها ورفيقاتها، والزوج بعمله وأصحابه.. ناهيك عن غياب الثقافية الزوجية؛ حيث يعاني الكثير من الأزواج من الأمية الأسرية، وعدم وجود دورات تربوية.