أسئلة في وجه الطفرة
[justify]
يقول الإعلامي الرياضي الأبرز على الساحة السعودية، محمد الدويش، إن ملعب الملك فهد الدولي بمدينة الرياض كان آخر مشروع رياضي حقيقي تم إنجازه من قبل الجهة الرياضية والشبابية المسؤولة. هذه قنبلة تنموية مدهشة، لأن حفل توقيع بناء الملعب كان بالضبط في مثل هذا الشهر قبل ثلاثين عاماً بالتمام والكمال، فماذا تفعل، مثلاً، إدارة المشاريع أو الدائرة الهندسية بالجهة نفسها طوال ثلاثة عقود كاملة؟ مقابل ماذا يستلم هؤلاء رواتبهم ويقبضون انتداباتهم طيلة 360 شهراً متصلة؟ سؤالي المشروع: لماذا لا أشاهد مفردة – الطفرة – إلا على شاشات التلفزيون وأوراق الجرائد؟ لماذا ولد ابني – الأكبر – مازن – بعد عشر سنوات من توقيع آخر مشروع شبابي وها هو يودع هواية الرياضة دون أن يجد له ولأقرانه صالة رياضية أو ساحة شعبية أو حتى ستين متراً مربعاً من كل مساحة الوطن الهائلة ليلعب بأصابعه، لا بقدميه، كرة الطائرة؟ لماذا درست ابنتي الكبرى من الروضة حتى اللحظة تحت رحمة – الهناجر – المستأجرة أو في مطبخ تحول إلى فصل دراسي في عمارة متهالكة مستأجرة؟ لماذا اضطررنا إلى ولادة أطفالنا الأول حتى الخامس الأخير في المشفى الخاص المتهالك نفسه دون أن تضيف المدينة سريراً جديداً في الفترة ما بين العقيقتين؟ لماذا لم تدخل البلدية إلى الحي الذي نسكن به على الإطلاق رغم أنها من اعتمد المخطط منذ 15 سنة فلم ترصف بلاطة واحدة فيما يعتبر اليوم ثلث المدينة؟ لماذا يتحدثون عن 170 ملياراً من الفائض المتوقع بعد شهر ولم نشاهد خراج الأحد عشر شهراً المنصرمة؟ على ماذا ولأجل من يأخذ المعنيون بالمشاريع رواتبهم طوال العام إذا كانوا يعيدون أرصدة مشاريع التصريحات والورق إلى الوزارة المعنية تمهيداً للميزانية القادمة؟ وكل ما قاله الدويش ينطبق على آلاف المسؤولين. ونحن هنا لا نعمم، لأن المسؤولين هم عشرات الآلاف. الفارق أن الدويش تحدث عما يعرف ففتح لمثلي بواعث الأسئلة عن بعض ما أعرف. أعرف كل شيء إلا تفسير المصطلح الرنان: ما هي الطفرة؟
علي سعد الموسى
[/justify]