العودة   منتديات عتيبه > الأقسام العامة > المنتدى العام

المنتدى العام المواضيع العامة والمنقولات والحوادث اليومية وأخر المستجدات العربية والدولية

 
كاتب الموضوع سلمان المالكي مشاركات 7 المشاهدات 778  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
قديم 11-26-2011, 09:56 PM   #1
معلومات العضو

شـاعـر

الصورة الرمزية سلمان المالكي
رقم العضوية : 23606
تاريخ التسجيل: Oct 2011
مجموع المشاركات : 770
قوة التقييم : 22
سلمان المالكي is a splendid one to beholdسلمان المالكي is a splendid one to beholdسلمان المالكي is a splendid one to beholdسلمان المالكي is a splendid one to beholdسلمان المالكي is a splendid one to beholdسلمان المالكي is a splendid one to beholdسلمان المالكي is a splendid one to behold
Lightbulb أنساقٌ ثقافيّة وتاريخيّة ورؤىً معرفيّة متنوّعة ..!

أنساقٌ ثقافيّة وتاريخيّة ورؤىً معرفيّة متنوّعة ..!


يظلُّ الإنسانُ دائماً إبنُ بيئتهِ مهما حاول الخروج مِن المحيط الثقافي والمعرفي الذي يعيشُ بداخله , فتمتزجُ أفكارهُ وثقافتهُ ورؤيتهُ العامّة والخاصّة بتلك البيئة سلباً أم إيجاباً , وهذا لا يعني أنّ هناكَ مَن إختصّهم الله بقدرات ومواهب وعطاءات في غاية النقاء والصّفاء مِن خلالها يستطيعون أن يقاوموا جاذبيّةِ التقليدِ والمحاكاةِ وأن لا يتلاشوا بعيداً في ثقافة ذلك المحيط الذي يعيشون به , فلهم معاييرهم ومحدّداتهم وشروطهم المعرفيّة والثقافيّة المتميّزة والتي مِن خلالها تتضحُ لهم الرؤية الكليّة والتفصيليّة عن مفاهيم وقيم ومعارف ومفردات ذلك الوسط المعرفي الذي يمارسون فيهِ حياتهم الخاصّة والعامة .

لا أشكُّ أنّ البيئة والأوساط الإجتماعيّة بتنوّعاتها المتعدّدة لها تأثيرها الحقيقي والفعّال في كيان الفرد وفي كيان المجتمع وفي كيان الفكر والثقافة والمعرفة في العموم , فثقافة المجتمع والوسط الذي نعيشُ فيهِ تُحدّد على قدرٍ كبيرٍ مِن الدّقّة والتفصيل والإعتبار المسارات الحقيقيّة للرؤية الشّاملة عن مكانتنا بين الأمم والحضارات والثقافات الأخرى .

ولذلك مِن خلال ما نستقيهِ من معارف وعلوم من هذه الأوساط المتغايرة تكونُ رؤيتُنا هي الحقيقة التي تعكسُ تفاعلُنا مع الوجودِ بأكملهِ وكيفيّةِ التعاطي معه , مهما كانت هذه الحقائق التي نؤمنُ بها صحيحة من عدمه , وهذا يُعطينا عند التحقيق والإدراك مدى أهميّة تصحيح السياسات والمسارات والأنظمة والأعراف والعادات والعلوم المتنوّعة التي تكونُ مُخرجاتها غير منطقيّة وغيرِ صحيحة وتؤثّر في إدراكنا ووعينا الكلي للوجودِ ولما يسيرُ حولنا مِن متغيّرات لا تعدُّ ولا تحصى , وذلكَ حتّى لا نصبحُ حديثاً للركبان وقصَصاً تُحكى للتسلية والتّرفيه مِن الأجيالِ المتعاقبةِ مِن بعدنا .

إنّ الإنغماس في تاريخِ وثقافة ومعارف الزّمان والمكان القديم ــ وهنا أُشير إلى التغيّر الزماني والمكاني وما يحدثهُ مِن تغييرات حقيقيّة وفاعلة على مستويات الفهم والمعارف المتعدّدة والمتغيّرة والمتباينة ــ دليلٌ صارخٌ على وقوف آلة المعرفة والتفكير والفهمِ عند الإنسان عن التقدّم والإستمرار المنطقي والحتمي , ودليلٌ على معارضةِ سُننِ الكون الربّانيّة والشّرعيّة والعقلانيّة في التحوّل المستمر الذي يقودنا بإستمرار إلى غايات تظلُّ دائماً دليلاً على إستيعاب الإنسان لحقيقة ومعنى ( عمارة الأرض ) على الوجه الذي يرضي الخالقِ عنّا , ويظلُّ هذا الإنغماس الغير عقلاني يُعطينا مؤشّرات صحيحة وموضوعيّة على أنّنا إرتضينا أن نعيش بمعارف وثقافات ذلك الزّمن الذي كانت ثقافتهُ تُحاكي متغيّرات عصرهِ وحقيقةِ أحداثهِ التّاريخيّة والمعرفيّة التي لم نعشّها أبداً .

وحسْبُنا من هذا التعاطي الغير موضوعي وهذه الطريقة الغير منطقيّة في التفكير أنّها سبَبُ تعطُّل الكثير مِن مواردنا ومقدّراتِنا الطبيعيّة والبشريّة وتُعَدُّ في نظري إشكاليّة حقيقيّة في تجميدِ أدوات العقلِ والفهمِ عن التغيير والإرتقاء في سلّمِ الحضارةِ التي ننشدها جميعاً والتي نهدفُ بجديّةٍ إلى تحقيقها والوصولِ إليها جاهدين ومثابرين .

وستبقى في نظري هذه الطريقة في التعامل مع الوجود طريقة تُجانب الصواب والحكمة والمنطق في إدارتنا لذواتنا وتعامِلنا مع الأشياءِ ومع الآخرين ومع الأحداث في العموم والغالب , لأنّ معارف وأعراف وعادات ذلك الزمان والمكان كانت نابعةً من واقعِ وأحداثِ ذلك الزمان والمكان , وحتّى عند قراءتنا لأنفسنا وقراءتنا للآخرين إذا تعاملنا بهذه المعايير الغير صحّيّة فإنّنا نجني على ذواتنا وعلى الآخرين دونَ مواربةً أو شك , ونقودُ أنفُسَنا إلى مسارات ونهايات مجهولة وخطيرة في نفسِ الوقت , ولذلك أطرحُ التّساؤل الآتي والمهم :

كيف نستطيع أن نهتدي إلى ثقافة ومعارفِ وأدواتِ الفهمِ وعلومِ الزمّان أو المكان الذي نعيش في ظلِّهِ الآن دونَ أن نُحدث صداماً معرفياً وثقافياً وتاريخياً مع أزمنةِ مَن إلتزمنا بثقافتهم ومعارفهم وتاريخِهم مِن قبلنا ؟

لأنّنا بحاجّة ماسّة وأكيدة وشديدة لأن نتعامل مع الوجود والأحداث والمتغيّرات مِن حولنا بمعايير هذه الثقافة وهذه المعارف , أو سنكونُ كتبْنا على أنفسِنا بالموتِ ونحنُ أحياء , وهنا يقودُني الحديث إلى إنجازات كثيرة في تاريخ حضارتنا العربيّة والإسلاميّة كانت وما زالت محطُّ الأنظارِ والعقول المستنيرة من عهدها إلى عهدنا , لأنّني لستُ ضدّ الإستفادة من منجزاتنا الحضاريّة القديمة ولكنّي ضد تكرير وإستنساخ نفس التجارب والمعارف والأحداث التي أفرزت تلك المنجزات التاريخيّة الكبرى في حياتنا , فنجدُ على سبيلِ المثال العهد العبّاسي خيرُ دليلٍ وخيرِ برهانٍِ على إنجازات تفوقُ الخيال والإبداعِ في كلِّ الجوانب المعرفيّة والثقافيّة المختلفة .. فما الذي كانَ يختلفُ يا تُرى ؟
رُغمَ بدائيّة ذلك العصرِ عند المقارنة بمنجزات العصور اللاحقة إلى وقتنا المعاصر !!

أجدُ أسئلة كثيرة تحتاجُ فعلاً إلى كثيرٍ مِن التّأمُّلِ والسّبرِ في أغوارها وفكِّ طلاسمها ..!

حتّى على مستوى المذاهبِ الإسلاميّة , نجدُ العصور الإسلاميّةِ الثلاثةِ الأولى وما تلاها ـــ على مستوى التّشريعِ الإسلامي ـــ كانت مُنجزاتها المعرفيّة والعلميّة والفكريّة والفقهيّة والفلسفيّة والأدبيّة على مستوىً بلغَ معياراً يفوق الخيال ويفوق التصوّر والإدراك , رُغمَ تقاربِ الزّمانِ والمكانِ بين تلك المذاهب السنيّة , وفي ظنّي أنيّ سأُرجعُ ذلك التميّز والإبداع المنقطع النّظير إلى قيمة الإعتدادِ بالذّاتِ بعد توفيقِ الله وهدايتهِ , وإلى قيمةِ الشجاعة الفكريّة والدينيّة والأدبيّة التي كان يتحلا بها رجالات ونساء تلك العصور الزّاهرة والزّاخرة بالإنتاجات الإبداعيّة في مجالاتٍ لا تعدُّ ولا تُحصى , كما أُرجعُ ذلك إلى طموحاتِ وهممِ أفرادِ تلك المجتمعات على المستوى العام والخاص ــ حُكّاماً ومحكومين ــ ومقدارُ ما تتحلّى بهِ الأجواءِ العلميّةِ والدينيّةِ والفكريّةِ والأدبيّةِ فيها مِن حرّيَّةٍ مُمَارسةٍ بشكلٍ حقيقي وطبيعي وفعّال .

أعتقدُ أنّهُ آن الآوان لأن نعيد قراءة أنفُسِنا بالشكلِ الذي يعكسُ قدراتنا الحقيقية على تطويرِ ذواتنا ومجتمعاتنا وتطويرِ وتحسينِ أدواتنا الثقافيّة والفكريّة والمعرفيّة والإبداعيّة , وكذلك تغيير واقع حياتنا وتصوراتنا لما يدورُ مِن حولنا , كما آن الوقت لأن نُدرك أنّ العقل والفكر والمنطق والإرادة الحُرّة وقيمةِ الحُريّة الصّادقة ــ بعد توفيقِ الله وإلهامه ــ هي أدواتُ ومفاتيحُ ذلك الإبداعِ وتلك الأحلام الورديّة وتلك الحضارةِ المنشودةِ التي تداعبُنا بين الفينةِ والأخرى .

.....................

تحيّةُ الوردِ الطائفي للجميع
شاعر الحرب

آخر تعديل بواسطة سلمان المالكي ، 11-26-2011 الساعة 10:04 PM
سلمان المالكي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع




Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والتعليقات على الأخبار والردود المطروحة لا تعبّر عن رأي ( منتديات قبيلة عتيبه ) بل تعبّر عن رأي كاتبها