منتدى الفكر والكلمة خلاصة الفكر و الطرح الجاد والنقاشات ووجهات النظر

 
كاتب الموضوع سلمان المالكي مشاركات 5 المشاهدات 1380  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
قديم 10-11-2011, 12:35 PM   #1
معلومات العضو

شـاعـر

الصورة الرمزية سلمان المالكي
رقم العضوية : 23606
تاريخ التسجيل: Oct 2011
مجموع المشاركات : 770
قوة التقييم : 22
سلمان المالكي is a splendid one to beholdسلمان المالكي is a splendid one to beholdسلمان المالكي is a splendid one to beholdسلمان المالكي is a splendid one to beholdسلمان المالكي is a splendid one to beholdسلمان المالكي is a splendid one to beholdسلمان المالكي is a splendid one to behold
Lightbulb الطبقيّة داخل الخطاب الديني

الطبقية داخل الخطاب الدين


لقد آثرت الحديث عن هذا الموضوع الجدير بالطرح والإهتمام لإعتقادي الجازم واليقيني بما لهذا الخطاب الديني من تأثير داخل الأوساط الإجتماعية والأطياف الفكرية المختلفة ولأن هذا الخطاب الديني له مكانته الجديرة بالإحترام في قلوبنا جميعا بما يحمله من آمال وهموم وتطلعات نحو إصلاح الواقع المعايش
وتطوير الأفراد والمجتمعات والمؤسسات والحياة عموما .

ولأن هذا الخطاب أخذ على عاتقه حمل الرسالة النبوية الخالدة وتبليغها للإنسانية جمعاء ودخل في صراعات مع الخطابات الأخرى التي تكون نسيج وأفكار ومكونات المجتمع المتباينة من خطابات سياسية وقومية وإجتماعية وفكرية ومذهبية وثقافية ترى أن لها الحق أن تشترك في بناء الهوية والمصير للأمة
والضمير الإنساني والحضارة بمفهومها الشامل .

وأنا على يقين أن طرح مثل هذه القضية الهامة والمؤرقة قد يتجاذبه أطراف مختلفة في المنطلقات والعقائد والمشارب ليتأولوه على حسب خلفياتهم الثقافية والمعرفية , فنجد صنف من الناس مدفوعين بحسن النوايا والغيرة على الدين والخوف على هذا الخطاب مع إعطائه صفة القدسية والعصمة قد يرى في طرح مثل هذه القضية تجاسر على الخطاب ودعوة لإقصائه من مشهدنا الفكري والثقافي والمجتمعي فيرفض طرحه جملة وتفصيلا غير مبالي بنتائج تصوراته الخاطئة.
ونرى صنف آخر إنتكست فطرته وخلا من الوازع الديني وامتلأ بالشهوات والهوى قد يرى من طرح هذه القضية فرصة سانحة للهجوم على هذا الخطاب لقتله وإجلائه من الساحة فيرحب أشد الترحيب بطرحه لا لأنه يريد إصلاحه والنظر إليه بعين العدل والعقل والمنطق والحكمة ومعالجته من قصوره وإعادة تألقه ومكانته المرموقة في نفوس الأمة , بل لإجلائه وإبعاده فقط ومحاكمته وتمرير شهواته وغرائزه الحيوانية الساقطة أجلكم الله على المجتمع.

ونرى صنف آخر قد وقع له بعض الإشكاليات والمواقف الخاصة مع هذا الخطاب قد يسعد بطرح هذه القضية لينتقم من هذا الخطاب مدفوعا بلغة الحقد والبغض الشخصي فقط .

ونرى صنف آخر من الناس من داخل هذا الخطاب الديني يؤمن بوجود الخلل في هذا الخطاب ووجود بعض القصور ويرى معالجته وتسديده وترشيده لأن هذا الخلل وهذا القصور لا يخفى على العاقل اللبيب ولكنه لا يحب أبدا طرح هذا الموضوع للنقاش مخافة هذا الإنقسام الموجود والحاصل في الساحة الفكرية ومشهدنا الثقافي دون الأخذ بعين الإعتبار أن هذا الخلل ساهم في صنع مثل هذه الإنقسامات الحادة وكان أحد مرتكزاتها وجزء من أسباب هذه الصراعات وهذا ما لم يفهمه الكثير .

أما العقلاء داخل مجتمعاتنا وهم كثر يرون أن في طرح هذا الموضوع للنقاش والجدل والنقد والتقييم أمر لا محالة منه ولا مفر منه لأن الخطاب الديني وإن لم يكن الخطاب الوحيد المؤثر في الساحة إلا أنه هو جوهر هذه الخطابات وهذه المكونات المتغايرة داخل المجتمع وهو الخطاب المتفرد والمتعمق في ضمير الأمة وروحها وأن في إصلاحه إصلاح لكل المكونات والخطابات الأخرى .

ولكنهم يقيدون ذلك بقيود الموضوعية والتجرد لله والبحث والتحليل العلمي الصادق وإخلاص النية لله وأن يكون الهدف الحقيقي من مناقشته هو إصلاح هذا الخطاب وتجديده وموائمته مع متطلبات الواقع والعصر وتحسين أساليبه وأدواته حتى يكون أكثر تناغما مع الواقع دون إفراط أو تفريط .

وهذا هو عين العقل ومنطق النفس السوية وروح الإبداع وينم عن إرادة قوية ومتسلحة بالعلم والمعرفة والمنطق لأنه لا يوجد في دين الإسلام خفايا ولا أعمال سرية بل هو دين الحق ودين الظهور والعلانية واضح كالقمر ومشرق كالشمس وهذا مصداق لقول الحق سبحانه :
( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ) . صدق الله العظيم
إذا لا غموض في ديننا ولا رمزيات موهمة بل وضوح تام كنور الصباح المشرق , وكل حادث أو موقف خاضع للتقييم والنقد والإصلاح .

ولقد تأملت هذا الخطاب ووجدت أن جوهر مشكلاته الأساسية ولبها وسبب تعطله في التأثير على المجتمعات والأفراد يعود إلى تلك الطبقية التي أصبحت معالمها تتشكل على مضمون وشكل هذا الخطاب وأدت إلى شل حركته وإنغلاقه على نفسه وأدواته وأساليبه , وسلبته رونقه ولمعانه وحضوره الدائم والمؤثر .

وحديثي عن الطبقية داخل الخطاب الديني ليست مقصوره على خطاب ديني بعينه وإنما أتحدث عن رؤيتي للخطاب الديني في العموم داخل الوطن العربي والإسلامي وهذه الطبقية تشمل الخطاب الديني وموقفه من الخطابات الأخرى داخل هذه المجتمعات مثل الخطاب السياسي والخطاب الفكري والثقافي والإجتماعي والإقتصادي وموقفه من النظم والقوانين وعلوم الإدارة والعلوم الإنسانية والإجتماعية الأخرى وموقفه من الأفراد والمجتمعات والمؤسسات .

كما أن الطبقية التي أتحدث عنها تشمل الطبقية داخل الخطاب الديني نفسه بتنوعاته ومدارسه الفقهية المختلفة وتياراته وجماعاته ورموزه .

فالحديث عن الطبقية ليس حديث جزئي وإنما حديث عام وشامل لمفهوم هذه الفكرة وخطرها على تنوع النسيج الإجتماعي والفكري والثقافي المشروع لكل أمة ولكل حضارة , فإذا علمنا أنه داخل محيط الدين يوجد تنوعات مذهبية ومدارس فقهية مشروعة ومختلفة , ألا يحق للمجتمع أن يكون له تنوعه الفكري والثقافي المشروع أيضا ؟؟؟؟
إن الطبقية شر عظيم وسرطان خطير ينهش في جسد الأمة العربية والإسلامية ويعطل كل مقدراتها , ولذلك كانت غالب البلدان والدول الغربية والأوربية في العصور الظلامية والوسطى وحتى في العصر النهضوي لها , واقعة تحت ظلاله وتحت سطوته فجاء بظلاله على سلوك الأفراد وعطل قدراتهم وقتل الإرادة وبدد الجهود الوحدوية وقضى على الإبداع والإنتاج الحضاري بل وما زالت هذه الدول إلى الآن تكتوي بنيرانه وجحيمه , رغم ما وصلت إليه من موازنات إجتماعية وسياسية وفكرية وتوافقات حول كثير من النظريات في هذه المجالات , ولن يكون من البذخ والترف الفكري أن نقول أن كل معاهدات ومواثيق وإعلانات حقوق الإنسان العالمية منها والأقليمية الرسمية وغير الرسمية منها , كان الدافع الحقيقي وراء ظهورها هو شرور الطبقية المقيته .

إن الحديث حول الطبقية في الخطاب الديني لا يعني أن الخطابات الأخرى بمعزل من هذا النقد والتقييم , ولكن نظرا لأهمية هذا الخطاب في حياة الأمة والأفراد وتشكيله للتصورات العامة والخاصة عن الحياة وما له من سرعة في التأثير في نفوس الناس بسبب وجود وتغلغل الضمير الديني في نفوسهم ولأن المجتمعات العربية والإسلامية متدينة في الغالب بطبعها وتتوق أرواحها لعبادة خالقها والإيمان به والتعبد له والوقوف عند حدوده وأوامره ونواهيه , كان ذلك مدعاة للحديث عن هذا الخطاب , لأنه كلما كان هذا الخطاب أقرب إلى الصواب وإلى الكمال كانت حياة المجتمع تسير نحو السعادة المنشودة وبخطى ثابته يحدوها الأمل والإشتياق والتسامح والسلام والعدالة والحرية والتطلعات الصادقة والأهداف الجميلة المشتركة لبناء أمة صادقة وأمة قادرة على أن يكون لها شأن بين الأمم والحضارات في جميع مجالات الحياة وفي جميع مجالات العلوم الإنسانية والإجتماعية والصناعية الأخرى , وتستطيع أن تحقق قدرها المكتوب في تبليغ هذا الدين القويم لكل بقاع المعمورة .

وفي نظري أن الطبقية في الخطاب الديني التي أدت إلى تراجع هذا الخطاب عن دوره الريادي المشروع تعود في مجملها إلى أسباب محددة وهي الإغراق في التقليد الفقهي والإغراق غير المبرر في المذهبية وإغلاق باب الإجتهاد والتعصب الديني والتوشح بلباس العصمة والقدسية عن قصد أو دون قصد , والإنفصال الرهيب عن الواقع ومتغيراته ومتطلبات هذه المرحلة من التجديد والتغيير والإنفتاح والسرعة وعدم النظر إلى حراك المجتمعات العربية والإسلامية حول كثير من القضايا الحقوقية والإنسانية على محمل الجد وعدم الإعتقاد بتأثير هذه الثورة الصناعية والتكنلوجية والمعرفية الهائلة في نفوس المجتمعات العربية والإسلامية وأفرادها وعدم الأخذ بعين الإعتبار الأوضاع المعيشية للأفراد والتفاعل مع قضاياهم وهمومهم الشخصية وضعف البحوث العلمية المعاصرة عن دراسة كثير من القضايا والضواهر المستجدة التي تعنى بقضايا الإنسان وحقوقه ومتطلباته وتعنى بالوضع الأقليمي والدولي والعالمي كذلك .

كما أن الطبقية في الخطاب الديني أعمت هذا الخطاب أن يتفاعل بمصداقية مع الصراعات الفكرية التي تشهدها ساحاتنا الإجتماعية وكل ما هنالك هو وقوف وشجب وتعالي مذموم وإستنكار وإتهامات وتصنيفات وتخوين دون تحليل علمي وإستقصاء دقيق لدراسة ما تستعرضه هذه المدراس الفكرية الموجودة من أفكار وتقييمها بميزان العدل والمنطق لأن الحق ليس حكرا على أحد وهذا خلل عظيم وكبير في نظري .

والذي ساهم في تعميق هذه الطبقية داخل الخطاب هو إغلاق نوافذ الحوار والمناقشة الموضوعية ومد جسور التواصل العقلاني والإنساني والحضاري سواء داخل تلك التنوعات والتيارات المتعددة والموجودة داخل الخطاب الديني نفسه أو مع المدارس الفكرية المشاركة في بناء هذه الأمة الكبيرة والعريضة .

وكذلك أدى عدم الإلتفات من قبل الخطاب الديني وأتباعه في الغالب إلى القواسم المشتركة وتفعيلها من وحدة المكان بجغرافيته العريضة وكذلك وحدة المصير والتاريخ واللغة والدين والعادات والأعراف المتقاربة ووجود التحديات المشتركة سواء على صعيد الخارج أو الداخل , إلى تعميق هذه الطبقية بشكل مخيف.

إنّه مهما إنتقدنا هذا الخلل في الخطاب الديني فإنه لا يمكن أن نغفل أبداً وقوف هذا الخطاب بقوة وصمود على علاّّته أمام مد الأفكار التّغريبية والمدارس والنّظريات التي ليس الهدف منها في حقيقة الأمر سوى خلخلة النسيج الإجتماعي لأمّتنا , وزعزعة العقيدة الإسلامية وضرب القيم الإنسانية والأخلاقية والمبادئ العليا لشريعتنا , والقضاء على هويتنا الإسلامية والعربية وإثارة الفتن والإنقسامات وتغذية الصّراعات البينية التي تستهدف الإطاحة بالثوابت والأصول والقطعيات المتفق عليها .

بل ينبغي الإشادة بذلك والكتابة عنه وتدوينه وأن يكون ذلك حاضر بإستمرار في ذاكرة الأجيال القادمة والمتتابعة حتى يكون محفّز على الإستمرارية والعطاء والبذل .


وكما قيل : فإن الضمير مثل قلم الرصاص ينبغي أن نجعله حادا كل حين .


...............................

تحيّة عاطرة وكريمة للجميع ,,
بقلم / شاعر الحرب


آخر تعديل بواسطة سلمان المالكي ، 10-11-2011 الساعة 12:38 PM
سلمان المالكي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع




Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والتعليقات على الأخبار والردود المطروحة لا تعبّر عن رأي ( منتديات قبيلة عتيبه ) بل تعبّر عن رأي كاتبها