عجايبْ هالزمن كلّـه عجايـبْ
كذوبٍ ظافـرٍ ومحـبّ خايـبْ
ومن جرّب عرف مثلي الليالـي
وخبّر بالذي قـد كـان غايـبْ
وعندي من علوم الوقت واجـد
مواردهـا بحـورٍ م الغرايـبْ
ولو فكّـرت أجمعهـا تلاشـتْ
كمثل الملح لى في البحر ذايبْ
كتبت اليوم من همّـي قصيـده
تصوّر حيرتي والراس شايـبْ
اتاني الشيب فـي أوّل شبابـي
من همـومٍ ثقيـلاتٍ صعايـبْ
وما في الشيب من عيبٍ اذمـه
إذا بعّدنيـه عـن كـلّ عايـبْ
ويا كم شايبٍ والعقـل جاهـل
سريعٍ في طريق أهل المعايـبْ
ويا كم من صغيرِ السـنِّ عالـم
ويحيا مثل يحيى فـي النوايـبْ
وأنا من صغر سنّي في عبالـه
لأهل العلـم حثّيـت الركايـبْ
طلبته وصار حظّي في كتابـي
وحظّ الناس فأمـوال وطلايـبْ
ومرّت هالسنيـن وكـل ظنّـي
بأني مدركٍ بعـض الرغايـبْ
ولكـنّ الفتـى ان كـان عالـم
بـلاه الله بأربـعـةٍ نشـايـبْ
حسودٍ مبغضٍ وعـدو شامـت
وقلّة حظ وتصغيـر القرايـبْ
وما ضـرّ الحسـود الا فـواده
وبات بهمّ في صـدره لهايـبْ
وما ترك الحسود الحقـد يومـا
ولو شاهدت ماء البحر رايـبْ
وما عاديت أحـدٍ فـي حياتـي
أشوف الناس أرحـام ونسايـبْ
ومن عادى البشر من غير حاجه
جـزاه الله بأنـواع المصايـبْ
نصيبك لـو جهلتـه واصلنّـكْ
مكمّـل لـو تـردّه بالكتـايـبْ
وحظّك في اجتهادك والمعالـي
تجيك وقدرها ما كنـت جايـبْ
وراعي العلـم مفتـونٍ بأهلـه
مخطّا بينهم لـو كـان صايـبْ
نشا فيهم صغير ومـا دروا بـه
إلى إن صار قدره في السحايبْ
وعلمي لو سترته لـزم يظهـر
قديـمٍ مـا يزعـزعْ بالهبايـبْ
كؤوسي الحبر ونديمي كتابـي
وفيٍّ لو تجاهلنـي الصحايـبْ
وما لومي لمن يجهـل علومـي
وما للنور لو حاولـت حايـبْ
سيأتـي بعدهـم قـومٍ أراهـم
تردّ حقوق علمـي والسلايـبْ
وسلامتكم