لو شيك احدهم بشوكة في اينوفيك نهاية العالم قال السعودية
لقد صدع رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله صلى الله عليه و سلم بالدعوة من مكة المكرمة التي تقع في شبه الجزيرة العربية فآمن به من آمن من اهالي هذه البلاد الطاهرة و نصروه و حملوا تلك الدعوة الى مشارق الارض و مغاربها بهمة تنوء بها الجبال الراسيات و امتنا اليوم تستظل في ظل العز الذي حققوه لها
و الرسول صلوات الله عليه هو خير من يعرف الفضل لأهله و هو خير من يرد الجميل فقد اوصى امته بآل بيته الاطهار و صحابته الكرام تقديرا لجهودهم
و الارض التي انطلقت منها هذه الدعوة و التي تدعى اليوم السعودية هي نفس الارض و الشعب الذين يعيشون عليها هم احفاد هؤلاء الابطال
و حكومة و شعب هذه الاراضي الطاهرة هذه الايام هم خير من يقوم برعاية الكتاب و السنة و المقدسات و الدعوة و دعم الدعاة و المؤسسات و الهيئات الاسلامية و مساعدة المتضررين و المنكوبين
حتى ان ملوكها خلعوا تيجان الملوك و لبسوا لباس الخدم لبيت الله الحرام و مسجد و مثوى سيد الانام و اعطوا الخدمة حقها
و لكن عذرا رسول الله فالبعض من امتك هذه الايام لم يرد الجميل لخدام مسجدك و لاحفاد صحابتك بل اساء
و البعض منهم لا هم له سوى الطعن فيهم و البحث في قمامة الانترنت من اجل العثور على ما يطعن فيهم و لو كانت من مخلفات اعداء الاسلام الانترنيتية و الغريب ان البعض منهم يقوم بذلك باسم الاسلام و التقرب الى الرحمن
فلو اصيب احدهم بمصيبة نتيجة بعده عن دين الله قال السعودية
و لو تعرضوا لاحتلال او تدخل خارجي نتيجة حماقاتهم و تفرقهم و كثرة المظالم و الفساد بينهم و تطبيقهم مناهج و دساتير مستوردة بعيدة عن شرع الله قالوا السعودية و على السعودية تحريرهم
و لو افتقروا و حلت بهم ازمة اقتصادية نتيجة كثرة الذنوب و المعاصي و الفساد و تطبيق دساتير لا تنسجم مع شريعتنا الغراء قالوا السعودية
و لو تفرقوا و اقتتلوا نتيجة سيطرة الهوى و الانانية و ضعف الوازع الديني و الاخلاقي بينهم قالوا السعودية
و لو ظلمهم الآخرون و تعاملوا معهم بازدواجية و عدم احترام نتيجة ظلمهم لبعضهم و تعاملهم بازدواجية و عدم احترام فيما بينهم قالوا السعودية
و لو استاجرت السعودية قوات اجنبية للدفاع عن اراضيها التي تضم مقدساتهم نتيجة ضعف الامة و تفرقها و بعدها عن دين الله ضد اي اعتداء خارجي تعالت الاصوات و ارتفع الصراخ وثارت الغيرة بينما اذا استعان بعضهم بتلك القوات ضد خصومهم من ابناء شعبهم خفتت او خرست تلك الاصوات و ربما هللت و باركت بل ربما وصلت الوقاحة ببعضهم لتحميل السعودية المسؤولية عن ذلك
و لو فشلوا في مشاريعهم نتيجة اخطاء في مناهجهم و خططهم قالوا السعودية
و لو تسلط عليهم الطغاة نتيجة تصفيقهم و هتافهم و خنوعهم قالوا السعودية
و لو فشلوا في ازالة هؤلاء الطغاة نتيجة تفرقهم و بقاء الاكثرية خانعة قالوا السعودية
و لو بغى عليهم الاعداء نتيجة تهور البعض منهم و عملهم لمصلحة جهات خارجية قالوا السعودية
و لو اغاثت السعودية الملهوف و اجارت المستجير و عفت عمن كان يحقد عليها طعنوا و شككوا فيها رغم انهم يعلمون ان هذه الاعمال من صلب قيمنا الاسلامية و العربية الأصيلة
و لو ان السعودية فعلت جميع المكرمات قالوا هذا بامر امريكا و لا فضل لها
و لو انها عثرت عثرة او خيل اليهم انها عثرت قالوا هذا بفعلها و هتكوا عرضها
و خلاصة الكلام لو ان احدهم شيك بشوكة في مدينة اينوفيك نهاية العالم قالوا السعودية اما المسجد الذي بني فيها فهو بامر امريكا
فكرت كثيرا في السبب فتوصلت الى الآتي قديما خرج من هذه البقعة المباركة منقذ البشرية صلوات الله عليه و منها خرج صحابته الكرام رضوان الله عليهم الذين قادوا امتنا الى المجد و العلياء
و امتنا اليوم تئن من الظلم و الذل و الهوان و الفرقة و الازمات و المشاكل فذاكرة الامة و عقلها الباطن تنظر الى تلك البقعة التي خرج منها تلكم القادة قديما و يقول ان الذي انتشلها قديما لهو القادر على انتشالها حديثا
و لكن نتيجة انقلاب المفاهيم و طمس المعايير و اضطراب الفكر و قلب الحقائق الذي تعاني منه امتنا اليوم
فبدل ان تلتف الامة حول هذه البقعة المباركة و تاخذ بحكمة و راي قادتها
فيتم تحميلهم كامل المسؤولية عما يجري للامة ظلما و عدوانا فالمسؤول يسال عمن يقع تحت حكمه و سلطته و من يدين له بالطاعة و لا يحاسب عما سوى ذلك
فيتم تحميل المسؤولية لغير المسؤول و يتم اتهام غير المفروض به ان يتهم و يتم وضع اسباب للفشل غير الاسباب الحقيقية
فماذا يستطيع ان يقدم قائد لرعية غير ملتفة حوله و لا تاخذ برايه و متمردة عليه ؟؟؟
و هل من العقل و المنطق و الانصاف تحميل هذا القائد مسؤولية ما يحصل لهذه الرعية التائهة ؟؟؟
فالصحيح ان تلتف الرعية حول هذا القائد و تطيعه و تاخذ بحكمته و رايه و بعد ذلك يتم تحميله المسؤولية عما يجري لهم