الحمد ُ لله سابغ النعـم , الحمد لله مُطعم النَـّعَمْ , الحمد لله دائمـًا و أبدًا على أنْ جعلنـا مسلمين موحِّدين , بـه آمنيـن قانتيـن , ونسأله أن نكون في شكرنا له صادقين , وهو أول العارفيـن .
الموت لا يعرفُ زمـانًا و لا مكانـًا , خلق الله إنسًـا و جنـًا , كلهم مُحاسبون ولعبادته مُطالـَبـون , مُقلب الليل و النـّهار , المحيي و المميت , ذو العرش المجيد , إنه هو يُبدئ و يُعيد .
ما همـّنا في حياتنـا يومـًا , إلا أن نحقق التوحيد و العبادة لله , في أن يرضى علينا , في أن نُطيع أوامره , ونجتنب نواهيه في كل شيء , وكما هو حليم , هو شديد العقاب .
ذهبنـا في بداية شهْر شعبان , إلى مدينـة النبي صاحب رسالة السلام و الأمان , ذهبـْنا لمُراجعـة أقواله و حديثه وكلامه , رسول الصدق و الحنان , رضي الله علينا المنان .
مع إخوتـي و زميل كريم , وقائد ضرغام جريم على أعداء السنـة و الإسلام , فما ضرّ هذه الأمة المُعاصِرة إلا مُحادثات السلام , على نبينا الكريم أزكى و أطْيب َ سلام .
كان المِضياف حرم مدينة المُختار , في دورة مُسمّاة بـ : دورة حفاظ الذكر العالمية , وتُذكر العارفين بـ : دورة حفاظ الوحيين السلفية , وكان لنـا في كلاهمــا وجود و تفاعل ٌ و نصيب .
يرأسهـا شيخ ٌ من غطفان , كريم الحسب و النسب , له كـُل حُسبان , تكفـّل بإقامة عشرات الدورات عبر كُل الأقطار و البُلدان , اسمه :عبد المحسن بن زَبن كريمُ المِطران .
خاوانا شُبـّان أفاضلٌ من كل مكان , قطر ٌ و كويتٌ , وكذا بريطانيا بحرينٌ وعُمان , من أنبل الشباب و أفضلهم في هذا العصر , وكذا ما مرَّ من الزمان , من حفظة السُنة و القرآن .
لم نعرف طعن , ولا تبديع ٌ , ولا إسقاط ٌ , ولا فُحش في قول ٍ أو أفعال , بيئـة ٌ ملؤهـا الطاعة و الإحسان و الإيمان , أغرق الله أمريكا و إسرائيل بالبراكين والطُوفان .
دورة حفاظ الذكر عالميـة , بأعمالها شامخة ساديـة , منهجها عملية علمية , أبناؤُها شبابُ عطف ٍ و إحسان , لا يُدانون مرجئة ولا جامية , ولا أصحاب قلوب دامية وأفعال جُرمية .
مدير عامهـا ابن طيء الكريمة , مـُشعل شَمّـر , كريم مُكرّم , ومدراء لجانهـا , فهد ُ بنُ ماني , صاحب الآمال و الأماني , وابن حسن المُرهف المِـثالي .
ومشرفـون كرام عزيزون , محترِمون مُحترَمون , على النـِّظام ماشُون , لا لفـة ولا دُورة , لا هُونة ولا هُونة , قلوبهم رهيفة , ولكنهم ليسو بهيِّنـون .
البدْريٌّ فهد , يتلألا وجههُ كالبـدْر , لا نفاق ولا غدر , والزعبي عبد الرحمن , طوُل مقام و قِوام , والعُوسج الكريم , تشعر بقربـه الأمان , والمحيميد الدينمو الصنديد , ومُشرفٌ على المُشرفين لم يَخطر لي اسْمُه وهو من أنبل النبيلين .
وهنـاك من لا أذكر اسمه , وهنـاك من لا أعرفه , ولي على انتهاء الدورة شهران , ولا ينتقص من جهود الدورة إلا أحمق حيران ٌ جبــان .
شهر ٌ ( إلا ) مضَتْ كأنهـا يومان , وهذه من علامات نهاية الزمان , فتنبـه أيها الفتـّان , ولكنهـا من أسْعد الأيام و الليالي , لا تشعر فيها إلا بعفة الفعل و اللسان .
في يوم الثالث و العشرين للدورة , توجهت أنا واثنين من إخواني أشقائي , ومعنـا إخوانٌ في الإسلام و الدم و العروبة , من دولة الكويت الحبيبه .
اسمهمـا : أحمد ُ بن خالد ٍ بن صعب بن علي الهاجري فاضل ٌ , قلبـُه طيّب زكي , والثاني : سعود بن زيد بن فرّاج العازمي حبيب ٌ , زاك ٍ بشوشٌ حفي .
توجهنـا للعُمرة إلى مكة المُكرّمة , قبل غياب الشفق الأحمر , بدابة يُقال لهـا : كامري , ولم نقل لهـا إلا : آمري يا كامري , موديل 2009 ميلادي .
جلس معنا الطريق ثلاث ساعات , فيها إحرام وبُعد ٌ عن حرام , يتخللها أحلى كلام , وسماعُ شريط للقرني بليغ الزمان , شفى الله كلّ تعبان .
إقترح الفقير عبر الطريق , في أن نستريح عند الوصول في شقة نظيفة , فلم يكن هنالك القبول , وكان إخواننا في ( الإسلام ) قد شبعُوا قبل الانطلاق نوما .
ولكن الأشقاء يسعون للراحة دوما , كان سائقنـا المتواضع ( الهاجري ) , بجانبه : مالك ٌ أبو طلحة العتيبي , وخلفنا معاذٌ و معاوية و العازمي صاحب الدابة الخفي .
مضى بنا الطريق ثلاث ساعات , وعند الوصول تجهزنا , للعمرة و العبادة , ولم يكن منا أحد ٌ تعنـّى , اعْتمرنا تقبّل الله منا , وتروشنا أنعم الله علينا .
وبقينـا إلى الفجْر , وبعد الفجر سبّحنـا و ذكرنـا , وسلمنا على أصدقاء ٍ , جمعنا الله بهم في الجنـة , ثم انطلقنا فورا إلى ديارنــا , ولم يكن لطلب الراحة حتّـى وقتا ومكانا !!! .
انطلقنا , وطُول الطريق الشباب نائمون , حالمون , وأنا نائم مستريح البال , والتعب طاغ ٍ من قبلـه بيوم ٍ فكيف الحال وقتـه , والسائق يسوق وليتـَه اسْتراح .
قبل الانطلاق مزح أبو طلحة وقال : تشهّدُوا , لعل الله يلطف بنا في طريقنـا , والشباب نائمـون , فاق أبو طلحة قبل وصول المدينة بعشرين كيلو .
والسائق المُجاهد يُثابر , لنيْل الأجر , جزاه الله خيرًا , ولكن صفار الوجه بادي , اقتربنا من مقطورة شاحنة كبيرة , ومُستغرِبٌ من الاقتراب منها .
فما هو إلا السائق غاف ٍ نائِم _ سامحه الله , وجزاه الله خيرا _ , والسرعة تسعين و مئـة , فما استفاق إلا أن لف ّ الدركسون ( الستيرنج ) , لفة طويلة و طويلة هنا و هناك .
في فقد للسيطرة , ولم يكن كالمُسطرة , مع سرعة شديدة مُستعرة , فخبط شمال الدابة بكوبري ( جِسر ) جانبي , والسيارة متوحشة , لا تعرفُ هدوءًا , ولم يكن لها وقتها حسنة .
توجّه السائق الكريم ( دون سيطرة ) , إلى كوبري ليصطدم به من الأمام , فلـّف من بجانب السائق ( الستيرنج ) , وأنقذ بعد الله ِ الكِرام .
والسيارة سريعة , ولم تنفع مُحاولات الشاقي الذي رفض الراحة ذاك الشقي , ثم تم التوجه لحاجز إسْمنتي بطول سيّارة , وبعُرض حِمارَة .
والتوجه لها بسُرعة مميتة , فمَن بجنب السائق , ( لم يُعجبه الوضْع ) , وقبل الاصطدام بالحاجز بمـتر , وضع أبو طلحة ( القيـر ) إلى الهاند بريك (p ) _ فتوقفت _, ومن بداية الحادث إلى نهايته , كان ذلك بخمس مئة متر وما فوق , والتصوير موجود , ورُبع السيارة أُصيب , وتعافت بحمد الله .
فنجـّانا الله , وله الحمد و الشُكران ما عاشت عجوزٌ وصبية , ربُّنـا ربٌّ رحيم رحمن , كريم ٌ منـّان , له خالص العبادة , طامعين في جنته , خائفين من العذاب و النيران .
والقصة طويلة , لو تقرأها امْرأة , وتستشعرها قامت ْ عويلة , والشُكر لمـَن قرأ باهتمام , وهو صاحبُ الفضيلة , فعليكم بالإحسان , والبُعد عن الثوَرَان , فهُناك يوم ٌ لا ينفعك به إنس و لا جان , يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب ٍ سليم , فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتسائلون .
أخوكم : مـالك العتيبي من بلاد الشام ( الأردن الآن ) ليلة الاثنين 12 / 9 / 2011 , اليوم الثاني عشر من شوال .