السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
وبعد
نقلت لكم حديث شريف روي في سنن الترمذي وشرحه الامام الاحوذي رحمهما الله تعالى
وهذاء الحديث عن الكذب لتضحيك الناس ففيه وعيد نسأل الله العافيه وانتم تعلمون انا في الغالب من كلام الناس المضحك كذب وهو لايراء فيه بأس وهم ايضا لا يرون فيه بأس بل يعدونه من الطرائف ويعتبرونها من فاكهة المجلس ولربما إذا تفرقوا من هذاء المجلس يتذكرونه ويقولون بأسلوبنا( شف لنا لليله مثل ذاك الجلسة وخل فلان يجي) وفلان يضحك الناس وهو كذاب مع كذبه ربما اغتاب وهو الاغلب. الله المستعان
بتحفة الأحوذي، الإصدار 1.09 - للمباركفوري
35 ـ كتاب الزهد عن رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم >> 1524 ـ باب ما جاءَ مَنْ تَكَلّمَ بالْكلمَةِ يُضْحِكَ بها النّاس
2352 ـ حدّثنا محمد بن بشار، حدثنا يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ، حدثنا بَهْزُ بنُ حَكِيمٍ، حدثني أَبِي عن جَدّي قال: "سَمِعْتُ النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: وَيْلٌ لِلّذِي يُحَدّثُ بِالْحَدِيثِ لِيُضْحِكَ بِهِ الْقَوْمَ فَيَكْذِبُ، وَيْلٌ لَهُ وَيْلٌ لَهُ".
قال وفي البابِ عن أَبِي هُرَيْرَةَ. قال: هذا حديثٌ حسنٌ.
قوله: (إن الرجل) يعني الإنسان (بالكلمة) أي الواحدة (لا يرى بهما بأساً) أي سوءاً، يعني لا يظن أنها ذنب يؤاخذ به (يهوي بها) أي يسقط بسبب تلك الكلمة يقال هوى يهوي كرمى يرمي هوياً بالفتح سقط إلى أسفل، كذا في مختار الصحاح (سبعين خريفاً في النار) لما فيها من الأوزار التي غفل عنها، والمراد أنه يكون دائماً في صعود وهوي، فالسبعين للتكثير لا للتحديد.
قوله: (هذا حديث حسن غريب) وأخرجه ابن ماجة والحاكم.
قوله: (ويل) أي هلاك عظيم أو واد عميق (ليضحك) بضم أوله وكسر الحاء من الإضحاك (به) أي بسبب تحديثه أو الكذب (القوم) بالنصب على أنه مفعول ثان ويجوز فتح الياء والحاء ورفع القوم ثم المفهوم منه أنه إذا حدث بحديث صدق ليضحك القوم فلا بأس به كما صدر مثل ذلك من عمر رضي الله تعالى عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم حين غضب على بعض أمهات المؤمنين. قال الغزالي: وحينئذ ينبغي أن يكون من قبيل مزاح رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يكون إلا حقاً ولا يؤذي قلباً ولا يفرط فيه. فإن كنت أيها السامع تقتصر عليه أحياناً وعلى الندور فلا حرج عليك. ولكن من الغلط العظيم أن يتخذ الإنسان المزاح حرفة، ويواظب عليه ويفرط فيه ثم يتمسك بفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو كمن يدور مع الزنوج أبداً لينظر إلى رقصهم، ويتمسك بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن لعائشة رضي الله عنها في النظر إليهم وهم يلعبون (ويل له ويل له) كرّره إيذاناً بشدة هلكته، وذلك لأن الكذب وحده رأس كل مذموم وجماع كل شر.
قوله: (وفي الباب عن أبي هريرة) أخرجه البخار ي ومسلم والنسائي عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن العبد ليتكلم ما يتبين ما فيها يزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب. ولأبي هريرة حديث آخر عند البيهقي ذكره صاحب المشكاة في باب حفظ اللسان.
قوله: (هذا حديث حسن) وأخرجه أحمد، وأبو داود، والنسائي، والحاكم والدارمي)).. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
منقـــــــــــــــــــول من ملتقى اهل الاسلام