أجلّ وأقدّر أصحابَ الفكْرالرآقي عندما تداعبُ أناملُهم حروفَ الأبجدية لتتحفنا بنسيج زآهي من القيم والمبادي الرائعة
سطور من نور تنقشها أكفُ الإبداع لتضفي نسيماً عليلاً على الأفئدة المتعطشة لحسن القول وصفاء النوايا ونبل المقاصد
ويبقى أثرُ الكلمة الطيّبة والحرف المتزن والعبارة الجامعة ديدن الكبار علماً وثقافة وخلقاً فنزداد بحروفهم ألقاً وبأبجديتهم
حكمةً وعبرةً . قومٌ هذبوا أخلاقهم فتهذبت أقلامهم وحسن خلقهم فحسنت أبجديتهم . هم كالمطر حيثُ ما حلّ حلّ الرخاء
وعلى الضفة النائية الأخرى تقف أقلامٌ بسوداوية الفكر والقصد والمنبع ترتوي بكل حرفِ نتنِ يستوطن سوء النية
وخبث المقصد فتكون عباراتهم سموماً تفضي إلى كل داء وتنقل كل أثم وتنتشر كالوحل في أديم الملّ .. فلا تدع بياضاً
إلا شوهته . ولا فضاءً إلا لوثته . ولا جميلاً إلا قبحته بئس هي تلك الأقلم من أقلام ..