وصف وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة الموسم الحالي بـ «موسم الإنجازات الثقافية السعودية»، بعد تحقيق الروائية رجاء عالم البوكر العربية في الرواية.
وعبر خوجة في افتتاحه ملتقى النص الـ 11 «اللغة والإنسان» البارحة، الذي ينظمه نادي جدة الأدبي الثقافي عن سعادته بالدعم الذي تلقته الأندية من خادم الحرمين الشريفين بتخصيص 10 ملايين ريال لكل نادٍ، مما سيشكل دعما لها في إقامة المزيد من المناشط.
ونعت وزير الثقافة والإعلام الروائية رجاء عالم بـ «المبدعة» التي استحقت الفوز لأنه تقدير مهم وعميق لهذه الروائية الجادة، مضيفا: «لعله من الطريف جدا أن يتواكب حصول الروائية رجاء عالم على هذه الجائزة القيمة مع موضوع الندوة «الإنسان واللغة»، موضحا أنها تتعامل مع اللغة بطريقة متفردة، وتقشع عن الكلمات ما استقر في ضمير الناس، وتروم بلوغ سدرة المعنى ذلك المعنى العصي الوعر الصعب الذي يكابد من أجل بلوغه قارئ روايتها ونقادها، فهي روائية لا تستسلم طواعية للسهل واليسير ولكنها تربك علاقات اللغة.
واستحضر خوجة كلمات «البلطجية والنظام القديم والتجديد» التي سادت الثورات العربية الأخيرة، عندما تحدث عن تأثير اللغة في تشكيل الوعي، وإضفاء ألوان من الحجب والتلوين والتقييم، وانقسام العالم حيالها إلى كتل ومعسكرات وتيارات، والتحول إلى حرب الكلمات.
وأثنى على منظمي الملتقى في اختيارهم للموضوع وللشخصية المحتفى بها، معتبرا أن موضوع «اللغة والإنسان» يجمع بين الطرافة والجدية، مبينا أنه قد أخذ اهتماما كبير من كافة الأوساط الثقافية والأدبية طيلة القرون الماضية، ولم يستطع أحد أن يقول فيه القول الفصل، مشيرا إلى أن اللغة مجلى إنسانية الإنسان متسائلا: هل أصبح الإنسان إنسانا بغير هذه الهبة العجيبة التي نسيمها «اللغة»؟.
وأضاف خوجة: «لطالما اتهمنا اللغة في تحريف مقاصدنا وما نخلعه من أحكام ولكننا نعرف قدر اللغة ودورها الخطير في إضفاء الشرعية أو خلعها على فكرة ما أوجهة ما».
وطالب خوجة المشاركين بالخروج من ندوتهم بمزيد من المعرفة بالإنسان واللغة معا، وأن يجد رواد الندوة المتعة والفائدة، شاكرا جميع الباحثين والباحثات.
من جانبه، شكر العقيد الطيار هيثم أحمد عطار (ابن المحتفى به) النادي الأدبي على تكريم والده، قائلا: «إنني أعبر عن مشاعر ابن تجاه والده، إنها مشاعر العرفان والفضل»، وقدم في نهاية حديثه قصيدة كتبها لوالده بعنوان فارس الضاد .
وتحدثت زوجة أحمد عبدالغفور عطار مزين خالد حقي عن بعض أوصاف الراحل وحرصه على العلم والمثابرة، ليسلم الروح لباريها تاركا خلفه أكثر من 80 مؤلفا 20 محققا ومترجما.
وكان النادي الأدبي في جدة قد كرم الدكتور عبدالعزيز خوجة بدرع تذكارية، سلمه إياها رئيس النادي الدكتور عبدالمحسن القحطاني.