شبابنا و ثقافة العمل

[أميرة الورد]

السلام عليكم
مساكم طهر وجنة في قلوبكم

في خضم الزيادة في الأسعار وكثرة تبعات الحياة ومطالب الدنيا
ومع كثرة الخريجين والخريجات بلا وظائف أو عمل يزداد الإلحاح لأيجاد
فرص العمل وتمكين هؤلاء من مزاولة المهنة المناسبة لهم .
وإن كانت الدولة تحمل جزءآ من هذا العبئ بتوظيف البعض
إلا أن عتبنا على أصحاب رؤس الأموال وهوامير السوق الذين لايشاركون
في توفير العمل لهؤلاء بل اكتفوا بالتغني بالسعودة التي لم تتحقق على أرض
الواقع بالشكل الصحيح - وللأمانة - الأخطاء من كلا الطرفين .
وبرأيي المتواضع بأن يُلزم أصحاب الأموال والشركات وبقوة
النظام بتوفير فرص العمل للشباب في شركاتهم ومؤسساتهم
لا تفضلآ ولاتكرمآ بل إلزامآ وقانونآ يفرض عليهم .
كحقّ مكتسب للدولة التي أتاحت لهم مزاولة التجارة والتكسب
بكل أريحية على على ارضها .

وبغض النظر عن الموقف السلبي لبعض هؤلاء التجار في دعم
شباب وفتيات الوطن بالوظيفة المناسبة .

أعتب على بعض فتياتنا و شبابنا بــ محدودية تفكيرهم وتصورهم
للعمل بأنه مكتب مريح ومكيف أو حصره على وظيفة المعلم أو المعلمة
أو الطبيب والطبيبة .

لابد من تغيير نمط تفكيرهم نحو العمل المناسب ونشر ثقافة العمل بشكله الصحيح
فما العيب لو عمل شابآ في مكتبة أو مطعم أو ميكانيكي أو مندوب مبيعات ..الخ
وما العيب لو عملت الفتاة مندوبة مبيعات لبعض الماركات من عطور وأدوات تجميل
في المحلات النسائية المغلقه مثل : نعومي وبدي شوب وغيرها .
أعرف إحدى الأخوات تقاعدت من وظيفتها الحكومية للتفرغ للعمل الذي أنشأته في بيتها وهو تلبية حاجة الأفراح والمناسبات بالطعام الذي يُطبخ بمنزلها وبشكل متقن وراقي .
كما أعرف فتيات يعرضن أشغالهنّ اليدوية من مفارش أسرة وغرف النوم وغيرها
وتتراوح أسعار مفارش غرفة النوم بــ 5 إلى 6 الاف ريال ..
وكنتُ في إحدى الملتقيات فرأيتُ فتيات يوزعن برشورات لمنتجات إحدى شركات العطور
وحين تحدثُت إلى إحداهنّ أخبرتني أنها مندوبة لمبيعات شركة أورفليم وهي تدير العمل
من منزلها من خلال الأتصال بالمعارف ولاتخرج إلا قليلآ في مثل هذه المناسبات لنشر
المنتج ولها نسبة تزيد كلما زادت حصيلة البيع .

أيها الشاب أيتها الفتاة :
لاتقصر بكم الهمة في إنتظار الوظيفة , التي ربما لن تأتي إلا بعد سنوات
ولكن اجعلوا لكم أهدافآ صغيرة ستحقق لكم فيما بعد الإنجاز الكبير بإذن الله

لاتجعلوا كلمة ( عيب ) عائقآ لطموحكم , فالبعض يُقـيّم الأعمال ومناسبتها له
من خلال هذه الكلمة وأنها تقدح في كرامته أو كمالها ...!!!
فطالما أن العمل مشروع ومناسب ولا يُخالف الدين و العرف فما المانع ...؟؟

أعتذر إن كان في كلامي بعض القسوة ولكن مادعاني للكتابة
هو هذا الخبر الذي آلمني بحق ..

خريج جامعي عاطل يسرق اسطوانة غاز لشراء حليب لأخته

http://www.otaiby.com/vb/showthread.php?t=58301&page=8


أسأل الله الكريم المنان أن يرزق شباب وفتيات وطني المعطاء
بالرزق الحلال الذي يغنيهم ويكفيهم ... اللهم آآآمين

دمتم في غنى وسعادة


بقلمي : أميرة الورد