حين نعتزل الناس لأننا نحس أننا أطهر منهم روحأ ، أو أطيب منهم قلبأ
أو أرحب منهم نفسأ ، أو أذكى منهم عقلأ ، لا نكون قد صنعنا شيئآ كبيرأ
لقد اخترنا لأنفسنا أيسر السبل وأقلها مؤونة !
إن العظمة الحقيقية : أن نخالط هؤلاء الناس مشبعين بروح السماحة والعطف على ضعفهم
ونقصهم وخطئهم ، وروح الرغبة الحقيقية في تطهيرهم وتثقيفهم
ورفعهم إلى مستوانا بقدر ما نستطيع ..
إنه ليس معنى هذا أن نتخلى عن آفاقنا العليا ومثلنا السامية ، أو أن نتملق هؤلاء الناس
ونثنى على رذائلهم ، أو أن نشعرهم أننا أعلى منهم أفقأ ..
إن التوفيق بين هذه المتناقضات ، وسعة الصدر لما يتطلبه هذا التوفيق
من جهد : هو العظمة الحقيقية .!
ك/ فرحة الروح لـ سيد قطب ..ص7