تركي الفيصل: على إسرائيل أن تفكر بين السلام وسرقة الأراضي
أوقات - المنامة :
أكدت المملكة أنها تولي أمن منطقة الخليج أهمية قصوى لما له من أثر كبير في تحقيق الأمن والاستقرار الدوليين. وترى المملكة أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والعراق واليمن وإيران معنية أكثر من غيرها بأمن واستقرار المنطقة إضافة إلى أن البعد الدولي للإطار الأمني للمنطقة يقتضي المشاركة الإيجابية للدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والدول المهمة على الساحة الدولية من منطلق أن الضمانات الدولية لا يمكن توفرها على أساس منفرد.
ووفقا لصحيفة "الوطن" قال وكيل وزارة الخارجية للعلاقات متعددة الأطراف الأمير الدكتور تركي بن محمد بن سعود الكبير في كلمة المملكة أمام الدورة السابعة لمنتدى "حوار المنامة" في العاصمة البحرينية أمس: إن جهود المملكة في دعم أمن واستقرار منطقة الخليج تندرج في عدد من المحاور والأدوار من خلال الإسهام في حل القضايا والأزمات الدولية الشائكة التي لها تأثير على المنطقة والعالم. وأوضح الأمير تركي بن محمد أن المملكة بذلت ولا زالت جهوداً كبيرة لدعم استقرار وأمن هذه المنطقة في عدد من القضايا والأزمات الإقليمية، فقد أكدت المملكة دوما على أهمية أمن واستقرار العراق ودعم وحدته الوطنية وسلامته الإقليمية والحفاظ على استقلاله وسيادته وعدم التدخل في شؤونه الداخلية بأي شكل كان. وأضاف: "نحن في المملكة ننظر إلى العراق بوصفه بلدا شقيقا وجارا عزيزا وجزءا أساسيا وأصيلا من أمتيه العربية والإسلامية وننظر إلى جميع أبناء شعبه دون تصنيف طائفي أو مذهبي أو عرقي ونقف على مسافة واحدة من جميع مكوناته وتياراته السياسية".
وتابع: أن المملكة تهتم أيضا بأمن واستقرار اليمن وذلك لأهمية اليمن في المنطقة بوصف ذلك امتدادا للأمن القومي لدول المنطقة ومنها المملكة.. وأشار في كلمته إلى أن المملكة تعد من الدول الداعية إلى نزع أسلحة الدمار الشامل بجميع أنواعه وأشكاله، وبناء على ذلك فقد اتخذت موقفا واضحا في سياستها الخارجية يتمثل في تأييد ودعم كل الجهود الدولية الرامية إلى الحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل على الصعيد العالمي والإقليمي. وقال: إن المملكة تؤيد حق جميع الدول في الحصول على التقنية وبرامج الطاقة النووية للأغراض السلمية، وعليه فقد أضحى الملف النووي الإيراني يشكل عبئا إضافيا لما نواجهه من تحديات ومخاطر ما يستدعي منا جميعا التعامل مع هذا التحدي بكل مسؤولية وعقلانية وانتهاج الحلول الدبلوماسية وعلى النحو الذي يضمن حق الدول في امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية وفق معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأن لا يشكل ذلك أي خطر أو تهديد لأمن وسلامة الدول المجاورة والمنطقة. وتابع: "في إطار تحقيق الأمن في المنطقة فإن إسرائيل التي تشكل قدرتها النووية خطرا جسيما على أمن واستقرار المنطقة مطالبة بإخضاع جميع منشآتها وترسانتها النووية للتفتيش من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
ومن جهته حذر رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للأبحاث والدراسات الإسلامية الأمير تركي الفيصل إسرائيل من ضياع فرصة السلام المتوفرة حاليا.وقال للصحفيين على هامش "حوار المنامة" إن "على إسرائيل أن تفكر جيدا بين السلام أو الاستمرار في سرقة الأراضي العربية نحو تغيير الواقع على الأرض من خلال بناء المستوطنات".
وأضاف "تواجه المنطقة معطيات قد تتيح السلام ولكن قد لا تبقى هذه المعطيات مستقبلاً".
وفي الجلسة الرئيسة لحوار المنامة، قال ملك الأردن عبدالله الثاني باعتباره المتحدث الرئيس بالقمة الأمنية إن قوى التطرف في المنطقة تستمد ذريعتها من حالة اليأس التي تحيط بعملية السلام.
وأشار الملك عبدالله إلى أن بلاده تتمتع بعلاقات عسكرية ثنائية مع دول مجلس التعاون الخليجي، مشددا على استعداد بلاده للنهوض بهذه العلاقات نحو مجالات التدريب العسكري المختلفة.
وأضاف "العالم العربي يتمتع بامكانيات هائلة بالإضافة إلى تاريخ طويل من الانفتاح على العالم لبناء الشرق الأوسط إذا تم توحيد جهودنا فالمنطقة لم تنعم بالاستقرار إذا لم نحقق حلا للصراع العربي الإسرائيلي ونحن ملتزمون بتحقيق ذلك وفق مبادره السلام العربية التي لا تطرح دولة للفلسطينين فقط وإنما تفتح المجال مع إسرائيل لتتمتع بعلاقات مع 57 دولة عربية وإسلامية".