الحمد لله وكفى والصلاة والسلا م على المبعوث رحمة للعالمين المصطفى.
أما بعد: يقول العلامة السعدي عليه رحمة الله في تفسير قوله جل في علاه من سورة الانفال :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) .
امتثال العبد لتقوى ربه عنوان السعادة، وعلامة الفلاح،
وقد رتب اللّه على التقوى من خير الدنيا والآخرة شيئا كثيرا،
فذكر هنا أن من اتقى اللّه حصل له أربعة أشياء، كل واحد منها خير من الدنيا وما فيها:
الأول: الفرقان: وهو العلم والهدى الذي يفرق به صاحبه بين الهدى والضلال، والحق والباطل، والحلال والحرام، وأهل السعادة من أهل الشقاوة.
الثاني والثالث: تكفير السيئات، ومغفرة الذنوب ،وكل واحد منهما داخل في الآخر عند الإطلاق وعند الاجتماع يفسر تكفير السيئات بالذنوب الصغائر، ومغفرة الذنوب بتكفير الكبائر.
الرابع: الأجر العظيم والثواب الجزيل لمن اتقاه وآثر رضاه على هوى نفسه. وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ
هذا والعاقبة للمتقين والمحد لله رب العالمين.