منتدى الصور والرسومات لعجائب الصور بأنواعها و كل مايتعلق بالرسم بجميع اشكاله |
كاتب الموضوع | سُقياْ جُنونْ | مشاركات | 2 | المشاهدات | 1306 | | | | انشر الموضوع |
08-24-2010, 11:17 AM | #1 | ||||||||
|
بابلو بيكاســو
[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]إذا كان هناك فنان جسد الفن الحديث في نظر الإنسان العادي فهو بلا شك بابلو بيكاسو (1881-1973) وحتى أولئك الذين لم تقع أبصارهم على نسخة من أعماله المصورة، صاروا يرددون اسمه شاهداً على كل ما يتصف بالجرأة والتحدي و"الإسراف" في فن العصر الحديث. غير أن بيكاسو، في الواقع ، لم يكن اكثر الرسامين ثورية في القرن العشرين، فقد سبق أن وقف كاندتسكى وموندريان موقفاً معارضاً للتقليد اشد منه واقوى، وادارا ظهريهما له تماماً وتجاهلاه كلياً، بينما اكتفى بيكاسو باستهجانه وازدرائه. هل يعود سبب ذلك إلى أن فنه يقدم تنويعا أعظم؟ انه لايقدم حتما تنويعاً اكثر مما قدمه بول كلي. مع ذلك، ففي الإمكان تعليل الحقيقة الماثلة التي جعلت منه رمزاً لكل ظاهرة فنية جريئة، وليس هناك فنان سواه قلب المفاهيم السائدة رأساً على عقب بهذا العنف وهذا الاستخفاف المكابر. ليس من أحد غيره حير الجمهور بهذا التغيير المفاجئ المثير في الأسلوب مرة بعد أخرى عندما اقبل على باريس أول مرة في عام 1900. رسم في المونمارتر، باسلوب متأنق نوعاً ما، أعمالا أظهرت تأثير تولوز- لوتريك وفويلار عليه. وفي السنة التي تلتها بدأ الأزرق البارد يطغى على ملونته، فرسم نساءً باردات حزينات واطفالاً مرضى ومتسولين مهزولين مسنين. ثم انتقل، بعد ثلاث سنوات، من هذه الفترة الزرقاء الى الفترة الوردية ليصور لنا فيها المهرجين والبهلوانيين والسركس الى المآسي البشرية إلا قليلاً، على الرغم من أننا نجد هنا وهناك وجوها خانعة وأسارير لا تعرف الابتسامة إليها طريقاً. وقد حل بيكاسو، بعد ان ترك أسبانيا نهائيا، في نزل في "باتو لافوار" المعروف في شارع رافنيان في المونمارتر، وشرع بعدها بقليل تطوير التكعيبية، وألزم نفسه بتحديد نهجه واضحاً في هذا السياق، حتى بدأ كأنه لن يستطيع الحياد عنه أبداً. لكنه في عام 1917 بدأ يرسم صوراً شخصية على غرار أسلوب أنكر التقليدي، فهل كان ذلك يؤشر إلي إنكار تام للإنجازات التكعيبية ؟ كلا، لقد تنقل سنوات عديدة بين نمطين من التعبير، حتى حل عام 1921 فشرع يصور الأشكال الإنسانية بالأسلوب الكلاسيكي الجديد، نافخاً أجسامها أحياناً بشيء من الوقاحة، ومعيداً في الصور الأخرى بناءها من جديد مستعيناً على ذلك بأشكال من اختراعه. بعد ذلك حين نبذ "الكلاسيكية الجديدة" ثانية لينصرف إلى أسلوب ذاتي اكثر فأكثر، كان ما يزال يتبنى اشد النزعات تناقضاً، فهو يتوالي متزناً وممزقا، كيساً ومتوحشاً، ودوداً وشرياً، لكنه يبقى هو نفسه دائماً. هذا التنوع غالياً ما يفسر لدى الفنان المغمور بأنه دليل نقص في قناعته وموقفه، لكن لدى بيكاسو كان دليلاً على الاتساع والغنى والعبقرية، بفضل حيويته المتجددة والنضارة المستمرة والقلق المتواصل. |
||||||||
|
|||||||||
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|