نُونْ وَ مَا يَسْطُرُون فصحى, حر, خواطر, نثر, قصة,أمثال وحكم, مقالة

 
كاتب الموضوع سُقياْ جُنونْ مشاركات 2 المشاهدات 1116  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
قديم 08-13-2010, 06:14 PM   #1
معلومات العضو

لجنة التطوير

رقم العضوية : 21747
تاريخ التسجيل: Aug 2010
مجموع المشاركات : 4,342
الإقامة : RYIADH
قوة التقييم : 65
سُقياْ جُنونْ has a reputation beyond reputeسُقياْ جُنونْ has a reputation beyond reputeسُقياْ جُنونْ has a reputation beyond reputeسُقياْ جُنونْ has a reputation beyond reputeسُقياْ جُنونْ has a reputation beyond reputeسُقياْ جُنونْ has a reputation beyond reputeسُقياْ جُنونْ has a reputation beyond reputeسُقياْ جُنونْ has a reputation beyond reputeسُقياْ جُنونْ has a reputation beyond reputeسُقياْ جُنونْ has a reputation beyond reputeسُقياْ جُنونْ has a reputation beyond repute
الأمس الذي لن يعــــــــــود!

إلى نصفي الأخر مع خالص حبي:

ربما لن تصلك هذه الكلمات يوما ما ولكنني سأكتب
..وسأظل اتمنى ان تصلك هذه المشاعر مخطوطه على رسالة من الذكرى .. أوراقاً تحملها الأيام
عندما ينتظر الانسان مستقبلاً بفارغ الصبر .. ظناً منه بأنه سيتخلص من حياة قديمة باردة .. ثم يبدل الزمن صفحاته ويجده أصبح حاضراً لم يعلم بقدومه .. تصبح الحياة القديمة في ناضره صفحة من الماضي يتمنى عودتها يوماً ما .. برغم أن كل شيء كان يبدو رائعاً.. ومتكاملاً..إلا أن صوتا كان يتردد في داخلي بأنه لايزال مختلفاً.. وأن قلبي لم يكن قد أعتاده بعد ..ربما لأنه عاش في ذكريات الماضي كثيراً..لدرجة أنه ظن بأنه بأنه ينتمي إلى هناك .. في كل مرة أحاول أن أقتلعه وأعيده إلى الحاضر تغرقني الذكريات ويصيبني الاشتيلق فأنكب جاثيه على ركبتي .. وأجد نفسي وقد عدت مره أخرى إلى الماضي .. وهكذا..
كل شيء في مازال كما عهدته.. ولكن تلك الأبتسامة التي كانت تنبع من أعماق قلبي سابقاً.. أصبحت الآن مجرد أبتسامة جامدة أرسمها كل صباح..
كنت عندما أجر قد في ممرات المدرسه .. أحس بأن كل شيء حولي بارد .. وأرى هامة من السواد تغطيه.. فالشمس لا تبدو مشرقة كما كانت في السابق .. والمكان يخيم عليه الهدوء والصمت أكثر المعتاد .. والفصل .. يبدو قاتماً مظلماً أكثر فأكثر .. في كل يوم أخو فيه.. حقيبتي تبدو ثقيلة على كتفي أكثر من السابق .. ربما بسبب تغير عدد الكتب داخلها بتغير صفي الدراسي .. أورما لأني أصبحت أنتبه لهذه المنغصات كما لم أكن أفعل من قبل .. يحيط بي العديد ممن أعدهم صديقات .. ولكن يبقى ذلك الشعور بالأغتراب وربما الاختلاف يساورني في كل مره يتحدثون فيها عما حدث سنوات ماضيه .. وأجد نفسي لا أعي مما يقولون شيئاً.. لأنني وبكل بساطة
.. جديـــــــــــــــــــده..
ومن طالبات هذه السنه .. ربما لم أعد أستحق ذلك المسمى الذي أعتدت أن تطلقيه علي .. وردة تجيد العيش في اي بيئة تغرس فيها .. أو ربما تلك الوردة قد أقتلعت من بين دفء من تحب .. لترمى على جبين الصحراء محاولة التكيف .. ولكن دون جدوه..
وبكل بساطة أيضاً لاتنتمي إلى هناك .. عندما التصق بذلك الكرسي .. كلمات مخطوطة في ذلك اللوح أمامي .. أصوات عديدة حولي لا أستطيع تمييزها .. ولكن صوت المعلمة وحده يتردد بين جدران الفصل .. في لحظة .. ينتابني شعور لا أعلم بما يسمى .. ربما مزيج من الغربة والملل .. تنخفض الأصوات حولي .. أغمض عيني لثانيه .. فإذا بكل شي يتبدل .. وتبدأ مخيلتي بنسج صورة مكان آخر يظل قلبي مردداً بأنه يفترض أن يكون فيه.. ملامح يألفها قلبي .. تبتسم لها شفتي .. نعم .. مكان أعرف فيه كل من حولي .. وكل من حولي يعرفني .. أتلمس الكرسي ..ذات الملمس القديم الذي عهدته .. ذات الخطوط والكلمات التي رسمتها على ذات الطاولة التي أمتلكها والأهم من ذلك كله .. ذات ((الطالبه التي أعتدت وجودها جانبي)).. تضحكني على كل تعليق على تلك وذاك مما يجود بلساني أويخطه قلمي خفية..وإن كان تافهاً.. وعندما أصمت .. تلوحين بيدك أمام عيني .. لتعيديني إلى الفصل من مكان خيالي آخر أرحل إليه..
ينسج أشتياقي نسيجاً رائعاً ليغطي عيني فلا أرى ولا أسمع إلا ماكنت أريده..حتى أؤمن أن كل ما كان سوى حلم مزعج راودني ليبين لي قيمة ما أملك.. ولكن صوت المعلمة ذاك كان كفيلاً في كل مرة بأن يمزق نسيجي الجميل.."أنت ياللي هنا!!..قومي جاوبي.." اقف منتصبة يهزني الخمول .. وأخلع ذلك النسيج عن عيني محاولة أستراق النظر ألى ماخط على ذلك اللوح .. مدعية بأنني مستوعبه لكل ماكانت تقول..ولكن ماتسأله قد استصعب علي ".. أنت وش أسمك؟!.." ترتسم على شفاي أبتسامة الدهشه..وينحني حاجبي إلى أسفل "هاه؟!.." يتسأل داخلي "..أ،نا.."أ لا تعلم أسمي أنا؟!.. غريبة!!.. أنا من كان صيتها وصيت من كن معها ذائعاً في كل مكان وصدى أسمائهن يتردد على مسامع القريب والغريب .. أنا..؟؟ ألا تعلم ماأسمي..؟! وقبل أن أنطق بحرف يرد صدى صوت داخلي متردداً في جوفي .. بأنني لم أعد من أعتدت أن أكون ..كنت أحاول إقناع نفسي دائما بأن ما أعيشه الآن اصبح مايعد مدرستي .. وأن أياماً أنطوت تحمل حياة سابقة .. وأيام فرشت تحمل حياة أخرى سأعيشها في كل يوم تشرق فيه شمس مكتوب في عمري على فناء هذه المدرسة.. "مدرستي" كما يجب لها أن تكون
ولكن الحقية تظهر دائماً عندما كنت أتحدث مع إحدى الصديقات " مدرستكم نظامها غريب..كنا في مدرستي غير "وكأن أسمي لا يندرج بينهم .. أوحينما تثقل أذني بكثرة أحاديثهم المشوقه ولكنها تظل أحاديث أردف قائلة .. "في مدرستكم تتكلمون كثير .. في مدرستي نجلس" أتعلمين أوقفتني عبارة أحداهم يوماً "يبدو أن كل يوم في مدرستكم يبدو مختلفاً عن سابقه"..جرفني الحنين بعباراتها وأيقظ معانٍ داخلي لم أكن أعلم بوجودها .. نعن.. أتذكرين كم كنت أمقت التغيب .. ليقيني بأن صفحة اليوم دائماً ماتكون أحرفها مختلفة عن حروف الأمس .. كل يوم كان يعني بيومه في حياتنا
كل شي كان رائعاً لحظات ولحظات تنقش على قلبي بذكراها .. دون أن أحس بها ..أو أحس بقيمتها ..ربما بسبب الأعتيادية التي تلونت لي فيها.. وتهيأت أمام ناظري .. وأصبحت أريد شيئاً واحداً.. تغيرها لعيش لحظات جديده وحياة جديدة بكل معانيها .. أوربما بسبب ذلك الطمع الذي كان يكبر داخلي باحثاً عن الأفضل مما هو فيه ..دون ان يعلم أويتقين بأن ما لديه هو الأفضل .. دائماًكنت أنادي قلبي الذي سكن الماضي .. طالبة منه عيش الحاضر ولو للحظه .. عله يجيد التأقلم فيه يألف قلوب تجري البهجة بين أوردته .. مرة أخرى فيرد علي سارداً ذكريات تلك الأيام التي كانت لحظتها ترمى خلف ظهورنا.. محسوبة من أعمارنا .. فيمتع أذني بها ولكن أشتياقي يظل واخزاً في داخلي ..ينغص علي تلك المتعة ألا تزالين تذكرين تلك الأيام جيداً؟!.. كم أتمنى أن تكون تلك الجدران لاتزال تردد أصوات أحاديثنا وتلك الزوايا.. لا تزال تحفظ صورتنا بين تصدعات جدرانها .. نعم .. لن أتمنى أن أعود الآن لأحضانها لأنني أعلم أن كل شيء لم يعود كما كان .. منذ تركته لأخر مره .. ولكن أتمنى أن اعيد عقارب الساعة الى الوراء إلى تلك اللحظات ذاتها لأعيشها مرة أخرى.. كنت أعلم أن الحياة صعبة ولكنني الآن أيقنت أنها صعبة متى ما واجهتها (( وحيـــــــــــــــدة)) نعم لا أزال أذكر ذلك اليوم جيداً بمـــــــــــــــــــرارة أخر يوم دراسي من أيام ذلك العام أتذكرين تلك الضحكة التي ظلت مرسومة على شفتاي منذ بدايته بحجة أنني لم أكن أريد أن أملأ اليوم دموعاً تعيدني إلى منزلي خائبة تثقلني الهموم ليس كنهاية كل عام .. أريد قضائه بسعاده ليظل مشرق في كتاب ذكرياتي قد يكون ذلك صحيح ولكن كنت أعلم في داخلي أن ذلك مجرد سعادة مصطنعه ربما لتوهمي بأنني وأخيراً سأتخلص من أثقل أيامي .. وسأحصل على ذلك المستقبل بحلته الجديده .. أوربما سعادة أختلقتها بمرور الأيام لأغطي بوادر جرح بدأ ينشـــــــــــق في دااااااااخلي .. وضعف من مواجهة ذلك الجديد والفشل فيه .. جرح لم أظن أنه سيختفي يوماً ما لا أزال أتذكر كيف طلبت منك عدم البكاء لتتبعي سياستي الجديدة التي أتخذتها نهاية ذلك العام .. وكعادتك.. أجبتي بالأنصياع لما كنتي تعتقدين بأنه صحيحاً .. ومنطقياً.. ولكن اظن بأن قلبك يكترث بذلك المنطق وظل يذكرك ولآخر لحظة بأن مايمر من حياتك الآن لحظات .. هي آخر اللحظات .. وأن الأسطر التي يسجلها التاريخ والذكرى الآن هي أخر الأسطر الذب سيردف فيها (( أسمي مع أسمك)) بجانب بعضهما البعض
نعم في نهاية ذلك اليوم .. لم أجدك .. أخذت ألتف يميناً وشمالاً .. ولكنني لم أجدك .. كانت لحظات معدودة من البحث .. لاتزال صورتك مطبوعة في داخلي ..كنت قد اختبأت عن ناظري في أحد الممرات وأنطويت ترسلين دموعاً لم تعد عينيك على أخفائها طوال اليوم ..وأسقطت تلك الضحكة التي فرضتها عليك .. بعد أن أصبحت ثقيلة على شفتيك ..كم كنت صغيرة حينها .. صغيرة الإحساس والعقل في تلك اللحظة .. برغم تظاهري أنني لم أكن كذلك..إلا أن الأيام والتفكير كانت كفيلة بأن توقفني على تلك الحقيقة .. كنت تعلمين بأن كل شيء لن يبقى كما كان .. كل شي سيختلف ويتبدل بعد ذلك اليوم .. ولكنني لم أكن أعي ذلك .. ببساطة بأنه وككل صيف سيعود كل شي كما كان.. وكان ذلك الشعور بالطمأنينة.. يغطي ذلك الخوف والضعف طوال تلك الأيام..
حتى خطوت في هذه المدرسة ولأول مرة .. أنقبض صدري .. أحسست بأن نبضات ذلك القلب أخذت تتسارع ..وانفاسي أخذت تقل شيئاً فشيئاً .. أحسست بأن كل ماحولي توقف ..الزمن .. الناس.. وحتى عمري .. أو هكذا بدا لي..
لا زلت أذكر كيف ظللت أيام اخادع نفسي .. بأنه هذا هو المستقبل الذي كنت أنتظره ..وأن ما أحس به مجرد أوهام .. ولكن الأقنعة كانت ثقيلة لدرجة أنها سقطت ولم يعد هناك مايحول بيني وبين الواقع الذي بت أعيشه ..نعم .. يظل الأنسان يحقر مالديه .. ويطمع بالمزبد لأن مخيلته تبقى تنسج له عالم أفضل وأكمل .. فيصغر مالديه .. ولا يحس بقيمته ما يملك حتى يفقدة ..
ربما يصيبك التعجب من صيغة الماضي التي سبقت بها عباراتي ولكنني أردت أن أخبرك .. بأن الأيام اخذت تسجل ذكريات رائعة في صفحات كتابي رغماً عني ..أردت أن أخبرك بأن قلبي قرر وأخيراً أن يجرب حياة الحاضر .. وقد أجاد التأقلم فيها نوعاً ما ... فقد ترك الماضي مكاناً دافئاً يلجأ إليه متى ماحل شتاء الحنين والأشتياق ..
نعم.. لم أعتقد يوماً أن يتلاشى ذلك السواد الذي كان مخيماً على جميع أرجاء ماحولي .. فقد عرفت أنه لم يكن سوى دموع تجلدت في عيني .. وزالت مع مرور الأيام ..
أردت فقط أن أخبرك بأنك لاتزالين ذلك المعنى الجميل في حياتي .. ذلك المعنى الذي يخالط أحلامي وواقعي في كل يوم من أيام عمري .. وأتمنى أن أعود لأعيش لحظة من تلك اللحظات .. لأبين لك عندها كم تعنين لي..
وستظلين ياحبيبتي نصفي الأخر وكل ما خادعني أشتياقي بأنبأن صورتك بدأت تختفي من داخلي .. أغمض عيني وأرحل حالمة إلى مكان حيث أعلم أنك ستكونين فيه .. دائماً
أردت أن اخبرك بأني لا أزال تلك الورة التي تجيد العيش في أية بيئة .. وإنما لم يكن علي سوى أن أمد جذوري قليلاً لأن المياه لا تبعد عني سوى أشبار معدودة .. ومهما سجلت الأيام من ذكر ومهما كانت رائعة .. فستسجلها في صفحات أخرى تحت عنوان أخر .. كل هذا ليس لأنني وصلت إلى الأفضل الذي كنت أبحث عنه.. إنما لأني خشيت أن أمقت الحاضر وأعيش الماضي .. أخشى أن أظل أتمنى الأمس أن يكون غداً متجاهلة اليوم وما يحمله من معاني .. متناسية بأنه بعد كل أربع وعشرين ساعة .. يكون اليوم أمساً .. سأتمنى كونه غداً يوماً ما

مع خالص محبتي:
نصفك الأخر

التوقيع : سُقياْ جُنونْ


لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
سُقياْ جُنونْ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع




Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والتعليقات على الأخبار والردود المطروحة لا تعبّر عن رأي ( منتديات قبيلة عتيبه ) بل تعبّر عن رأي كاتبها