النشر هو عملية دفع إنتاج الكاتب أو الشاعر إلى السوق الثقافي وعرض ذلك النتاج الفكري بين يدي القارئ 0
والنشر الورقي حق مشروع للمبدعين ليشاركهم القارئ في تذوق جماليات إبداعهم وتنمية الذائقة الأدبية لديهم 0
ويعمد الناشرون إلى انتقاء مواضيعهم وقصائدهم و بعناية فائقة جداً ليحظى هذا المولود بالرضا والقبول من لدن القارئ 0
وفي شبكة الإنترنت وجد بعض الكتّاب مساحة بيضاء لممارسة نشرهم السريع لكسر حواجز صعوبات النشر الورقي 0
فـ مارسوا على الشبكة التعبير بشتى أشكاله وألوانه دون التقيد بضوابط النقد الفني والمعياري في كتابة النصوص ونشرها
فخفتت كثيراً الموهبة الأدبية والشعرية 0 وظهرت قصائد وكتابات تموت ساعة ميلادها 0
و إذ كانت وسائل النشر الورقية قد جعلت التميّز والإتقان شروطاً منطقية في النشر الورقي فإن أنصاف الشعراء والكتّاب
قد وجدوا في فضاء الشبكة العنكبوتية أبواباً مشرعة لنشر كل ما يرغبون نشره من النصوص الأدبية العارية من الحس الأدبي
والشروط الفنية التي ينبغي توافرها في النص الأدبي ، ففتحت تلك المواقع صفحاتها لنشرجميع ما يردها دون تمحيص وتدقيق 00
تغييب النقد الأدبي أدى إلى غياب القيمة الأدبية والفنية للنصوص مما شجّع الكثير لركوب قطار الشعر والخواطر والقصص
فنقرأ شعراُ ليس بشعر وخواطر أشبه بحديث المجالس 0
،فلا يكلف الكاتب أو الشاعر نفسه بمراجعة النص قبل نشره. ، بل يقذف بالنص في سديم المجهولبعد أن قَدِم من ارتباك فني واضح
وخلل في مفهوم الموهبة الإبداعية وتخبط في شروط النشرالثقافي أدى إلى انفلات في دفع مزيد من الكتابات، بوصفها نصوصاً شعرية وأدبية.
ولقد ساهمت سهولة النشر على الشبكة العنكبوتية وانعدام الشروط الفنية وانخفاض تكاليف النشر إلى انتشار ظاهرة النصّ المرتبك
فنياً فكانت نصوص النطيحة والمتردية السهام التي أضعفت المشهد الأدبي وقوضت أركانه
وزاد الطين بِلة تصفيق العامة لتلك النصوص مما أوحى لكاتبها بجمال ما يكتب 0فسار في ركب الأدباء بعد أن خلع رداء الموهبة والمهارة الفنية 00