الحمامة والغراب ومالك بن دينار - رحمه الله -
" كان مالك بن دينار يقول : لا يتفق اثنان في عشرة إلا وفي أحدهما وصف من الآخر، وإن أجناس الناس كأجناس الطير ولا يتفق نوعان من الطير في الطيران إلا وبينهما مناسبة، قال فرأى يوما غراباً مع حمامة فعجب من ذلك فقال : اتفقا وليسا من شكل واحد، ثم طارا فإذا هما أعرجان فقال : من ههنا اتفقا، ولذلك قال بعض الحكماء : كل إنسان يأنس إلى شكله كما أن كل طير يطير مع جنسه، وإذا اصطحب اثنان برهة من زمان ولم يتشاكلا في الحال فلا بدّ أن يتفرقا، وهذا معنى خفي تفطن له الشعراء حتى قال قائلهم :
وقائلٍ كيف تفارقتما ،،، فقلت قولاً فيه إنصافُ
لم يكُ من شكلي ففارقته ،،، والنَّاس أشكال وأُلّافُ "
إحياء علوم الدين: 487