اَعْطِّنِي النايَّ وَ اتْرُكنِي
وضَعْ أصابعك في آذنك حذرَ عزفِي
فلا أُجيد أن أُضحكَ قلبك ولا أن أُرقِصَ نبضه
أصابعِي احترقت حُزناً يومَ مسها وداعك
وانسابت في حريرِ دمعك
كيف لا يهزمُني الحُزن وهو يأخذُ عينيك عن وجهي
ويُغرقهما في بركةِ الدموع حتى غصتا بِ الدمع؟
كيف لا يهزمُني الحُزن وهو يشنقُ صوتُك بِ النحيب
نحيباً صرَّمَ أوردتِي ، عجننِي دماً وَ هم؟
بعدَ ماذا عُدتْ؟
ألا تراني أُشبِهُ الحُطام بلا لِطام تصفعُني الريح
انتثرُ ، اُبعثَر
أشبِهُ الخيبة بِ السوادِ مُعبئة
لا أحوِّي ثغره ينغمسُ فيها بؤبؤ نور
ألا ترى جسدي مغزوًّ بِ آثارِ رحيلك،
بِ جيشِ دموعك
مثقوبٌ بِرصاصِ قُبلاتك وأنتَ تنسحب وتُطلِقها بعيداً
لم يكن فقدُك*
دموعٌ ، خيبةٌ ، يأسٌ وقنوط
كان تِكرارً لسكرةِ موتٍ لم تزُرنِي بعد
وزارتني بعدُك
لم يكُن بعد سكرتِي صحوه
ولم يكن للصحوةِ أن تُجابه سكراتي
حتى بعد أن أتيت لم اصحو
ولم يزل الناي موشومٌ بِلحنِ رحيلك