إن السرعة المناسبة في القراءة تعتمد على نوع المقروء، وعلى الغرض من القراءة، فقراءة الجرائد مثلاً يمكن الإسراع فيها أكثر من الموضوعات العلمية، وهكذا إذا كان الغرض الفهم، ليس الحفظ، أو التصفّح لتكوين فكرة عامة، ليس البحث عن معلومة سبق له قراءتها، وينبغي أن تعلم أن العبرة بالفهم والاستيعاب، لا بكثرة الصفحات وإنهاء المجلدات، وسوء الفهم عند فئام من الناس كثير، سببه السرعة المفرطة في قراءتهم، فافهم ذلك جيداً، ومن الأمور المعينة على إنجاز أكبر قدر من الكتب قراءة أو ضبطاً:
1- الجد والاجتهاد، والصبر والمصابرة، والتأني للفهم والهضم، وعدم استعجال الثمرة.
2- اتباع القراءة بالعمل، فالمردود السريع يشعر القارئ بفائدة قراءته.
3- التواضع وترك الغرور، مثل قول بعضهم: أنا لا يهمني إن كان الكتاب كبيراً أو صغيراً، صعباً أم بسيطاً، فأنا أفهم كل شيء.
4- التدرج في القراءة، كالبدء بالكتب السهلة قبل الصعبة، وبالصغيرة قبل الكبيرة، وبالميسرة في الفن قبل المتقدمة فيه.
5- التنويع في القراءة والمطالعة، واشتمالها على عدة فنون.
6- القراءة على الشيوخ أو طلبة العلم المتمكنين.
7- العناية بقراءة مقدمات الكتب، وعدم القراءة مباشرة في صلب الموضوع.
8- اللجوء إلى الله _تعالى_ إذا استغلق الفهم وسؤال التيسير.
9- تجاوز ما لا يُفهم، حتى لا يضيع الوقت، ويحصل الملل، والعودة إليه فيما بعد، أو السؤال عنه، أو قراءة مثله في كتب ميسرة.
10- التغلب على مشكلة الشرود وعدم التركيز، وإيجاد الحلول المناسبة لها.
والله أسأل لك التوفيق والسداد، وصلى الله وسلم على نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين.