أذكر أنني مضيت وتركتُ الأرجوحةُ للهواء
مددتُ بصري للوراء لأرى النوافذُ والأبوابُ تُشرِعُ يديها لا إلى جدوى
والمساءُ على غيرِ العاده يجتاحهُ صمتٌ مريب ويغتالهُ جرحٌ عتيد
و عناقيدُ الكرزِ لاتزالُ مُعلقةٌ على رأسِ الشجرةِ العجوز
لم أنزعهاْ لِأُقدِمُها كهديةٍ ربيعيةٍ لِسلتي التي لم تلقِفُ منذ أيامٍ معدودات شيئاً
فارغه لامعنى لهاْ
هاهو طائرُ الغراب يتقدَم أسمعُ صوتهُ من بعيد حالاً سيلتصِقُ بِقامةِ المنزل وينعقْ
ياإلاهي أريدُ من ينتشِلُني من عاصفةٍ قادمه ستبتلِعُ إليهاْ أشيائي الجميله
ستأخِذُ أليها يمامتي الحُرَه التي آمنتْ لاشيء سِوى السلام وأن الحربَ خُدعه
والصواريخُ تمثالٌ يطيرُ في السماء يُهدي للأرضِ سنابلٌ وقرنفُل
والدماءُ ماءُ الورد الأحمـَر يجري على جسدِ الأطفال ويُطبطِب
خشيتُ الصدق يقتِلُها خوفاً ولم تُدارِ كذبتي الكبيره
هرِعتْ لِتلتقي التمثالُ الطائر الذي غرسَ على صدرِها القرنفُل وغسلهاْ بماءِ الوردِ الأحمر
وقدمهاْ للجنة
إغماءه
وقعتُ على الأرض
ألتقيتُها وجهاً لِوجه
وجهٌ يُخبِيءُ تحت جلدته غيظٌ وحنقٌ كبير
أرضٌ هامدةٌ لم تتمكن من حملِ الآمالِ على كاهِلُها
أرضٌ أوأدت بي ولم تعتلِ هماً ولا رنقاْ
لِتبدوا اليوم وكل يوم في عيني عاريةٌ من كل شيء
كل شيء
كل شيء
قتيلتِي ..
أ تعلمينَ يمامتي لو كانَ بيدِي حملُكِ للسماء لأخذتُكِ إليها
أغسُلكِ بمائها الطاهرالذي لم يمسهُ أحدٌ من البشر لم تمسهُ لوثةَ ذنوبهم وعتوِ خطاياهم
ولا سُكناكِ في بطنٍ فارغةِ النعيم تُقدمُكِ لشهيةِ الديدانِ للفحِ الترابِ ولسعِ الظلام
مضيت دونَ أن أُقبِلُكِ وأعقِدُ في معصمكِ شريطةٌ بيضاء
مكتوبٌ بِهاْ قتلتني كذبةُ الطيف الأبيض وأستدارت عني خجلاً من فعلتها
*