عندما تولد الفكرة في ذهن الكاتب ، تبدأ معاناته فيدخل في شرود ذهني .. ويغوص في بحر عميق من المتاهات المتشعبة والتشتت ..
يمارس معها كل كاتب طقوساً خاصة , يقلب أفكاره ويلملمها.. علّه يجد ومضة ضوء سانحة لنفاذ فكرته. وتربعها على بياض الورق .
فالفكرة أشبه بالكائن الحي , تنمو وتنمو حتى تصبح فكرة متكاملة .. يراقب الكاتب كلّ شاردة وواردة لعله يقتنص منها فكرة ما 0
و كان الله في عون من أمتهن الكتابة الإحترافية اليومية .. فالعمود يحتاج إلى نزف حرفي يومي وأفكار متجددة ..
لا مجال فيها للتأخير , أو إطالة التفكير وإلا أتهم بالتقصير .. إن هذا العمود ينتظر مايسد رمقه اليومي .. ويُشبعُ نهمه المتزايد0
وحتى لاتفقد تلك الاعمده بريق نكهتها وقوة تأثيرها على القارئ 0 ينبغي على الكاتب أن يستشعر أنّ الأعمدة ليست مشاريع اعلامية فردية
وجدت للتعبير فقط عن الرأي الفردي ولا أنْ تكونَ سرداً قصصياً عن سيرة الكاتب الشخصية
وانما هي منابر للتعبير عن هموم وآمال المجتمع 0, ورصدٌ لظواهرهِ الإجتماعية 00