[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين
و على آله و صحبه و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
نحن قوم أعزّ نا الله بالأسلام ومهما أبتغينا العزّه بغيره ...
أذلنا الله .. اللهم استخدمنا ولا تستبدلنا يا رب العالمين
أدرك القافلة . . !
هبَّ أهل الإيمان على بريد التوفيق مجيبين بلال العزم في سحر الأيام ،
فأما قلوبهم فمطمئنة بذكر ربهم ، وأما ألسنتهم ففي زجل بمدح ربهم ،
وأما عيونهم فجارية بماء الحب ، باعوا دماءهم من أجل الله ،
فهم ينتظرون الذبح في سبيله ، وأرخصوا أنفسهم في خدمته ،
فكل تعب في مرضاته راحة ، وكل سهر في عبادته أنس ،
وكل جوع لأجله غنيمة .
إذا رأيت خدام الدنيا يلوحون بالدنانير الملس ،
ويتهافتون كالذئاب العلس ،فراجع نفسك .
وإذا دعاك الناكثون في السهرات ، الغافلون في الخلوات ،
المتثاقلون عن الطاعات،المتفلتون عن صلاة الجماعة ،فراجع نفسك .!
إذا سمعت نغمة الوتر ، وصولة أهل البطر ، وجموح المترفين ،
واستفزاز المرجفين فالتوبةَ التوبةَ .
عندنا خير مما عندهم ، حياتنا جد ، وحياتهم هزل ،ولايتهم في اضطراب ،
وولايتنا لا تقبل العزل ، كلما كدنا نرضخ ،صاح النذير : توبوا إلى الله .
أيها الأحبة ، هل شممتم مسكاً أزكى من أنفاس التائبين ؟
هل سمعتم بماء أعذب من دموع النادمين ؟
هل رأيتم لباساً أجمل من لباس المحرومين ؟
هل رأيتم زحفاً أقدس من زحف الطائفين ؟
يا ساري البرق خذ بالله من خلدي دمـع المحبـة مجتـازاً إلى أضمِ
فالعين ساكبـة والطرف مكـتمل من السهاد وذو الأشواق لم ينم
يامسلماً هل من ركعتين ودمعتين ؟ فالحياة بلا ركوع دمار،
والعمر بلا دموع خسار. الحق الركب . . أدرك القافلة . .
اركب معنا في سفينة النجاة ..،
حث الخطى ، أسرع في السير علَّك أن تنجو من الهلاك .
منذ أن تستيقظ من النوم وأنت في مصارعة مع الشيطان ،
ومطاردة مع قرناء السوء من الدنيا ، والهوى ،والأمل الكاذب ، والخيال المجنح .
افتح دفترك بعد الفجر ، ونظم ساعات يومك
الزم الصف الأول فهو رمز العهد والميثاق
احفظ آية من القرآن أو آيتين أو ثلاث أوأكثرفذلك دليل الحب والرغبة،
جدد التوبة والاستغفار فهما بريد القبول والدخول ،
واطلب علماً نافعاً تهتدي به إلى عمل صالح فذلك علامة الحظ السعيد ،
وصدقةُ لمسكينٍ ،وركعتان في السحر ،وركعتان
في الضحى زلفى إلى علام الغيوب ، والزهد في الحطام الفاني ،
وطلب الباقي ، شاهد على علو الهمة
( أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب )
د . عائض القرني[/align]