[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
فمن نحو اسبوع تقريبا .. والحال غير .. الحال غير الى احسن والله الحمد والمنه ، لم نعد نرى القترة والغبرة التي تعلو سما ارضنا في الجزيرة العربية بل بدأت سماؤنا تتلبد بالغيوم ، وتكتسي حللا روايا .. رأينا البرق ، سمعنا الرعد ، بدأ المطر في النزول .. اشرورقت المحايا ، ابتسمت الوجوه ، طربت الارواح .. تفاءل المسلمون خيرا .. تناقل الناس اتساع الخير ، وانتشار الرزق . رأينا لمعان البرق ،وسمعنا قعقعة الرعود ..
اثر عن بعض السلف انه اذا سمع الرعد قال : " سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكته من خيفته "
وعن ابن عباس مرفوعا وفيه ضعف " اذا سمعتم صوت الرعد فاذكروا الله فانه لا يصيب ذاكرا "
لا ادري ما أين اتى العامة بقولهم :" سبحان منشيك عالم ما فيك " .. الا أنه من حيث المعنى صحيحا ، فالله جل وعلا هو الذي انشأه ، وهو يعلم ما فيه سبحانه ،، غير أني لا اعلم أن السنة وردت به أو اثر عن بعض السلف. ولهذا لو ذكر العبد ربه بأي نوع من الذكر من غير تخصيص كأن سبح او كبر ، كان جميلا والله تعالى اعلم .
انهمر الماء ،، ثم انهمر .. ولا يزال ينهمر .. جرت الاودية ، وسالت الشعاب. مطرنا بفضل الله ورحمته ، آمن بالله من آمن وكفر به من كفر . فأما من اسند نعمة المطر الى فضل الله ورحمته فهو مؤمن ، واما من عزاها الى ظهور نجم او كوكب سواء اعتقد ان ذلك النجم والكوكب مؤثر فيها بذاته او مسبب لها فهو كافر اما كفرا اكبرفي الاول او اصغر في الثاني، بحسب اعتقاد كل شخص .
احبتي : دعونا فالنتامل في روايا الارض ، وذلك السحاب اللطيف ؛ كيف يخلقه الله متى شاء وإذا شاء ، ثم يرسل بين يديه نوعا من الريح تبشر به ، وهي المبشرات ، ثم يرسل له انواعا من الريح تصلحه ، فتبدأ المثيرة تثيره من البحار او مما شاء الله تعالى . ثم المؤلفة التي تؤلف بين قطعه واجزائه ، ثم الحاملة التي تحمله على ظهرها وتسوقه الى حيث اراد الله أن يفرغه ، ثم الناشرة ، وهي التي تنشر السحاب في الافاق .. ومع كونه سحابا لينا لطيفا الا انه يحمل الماء الثقيل بين السماء والأرض بعد التلاقح حيث يرسل له نوعا من الريح من شانها تلقحه وهي اللواقح ، ولولا الملحقه لكان جهاما لا ماء فيه ، ثم يرسل ربه له نوعا آخر من الرياح تسمى الذاريات وهي التي تذروه لئلا ينزل جملة واحده فيهلك البلاد والعباد والحرث والنسل ، بل ينزل رشا مفصلا ، وقطرة قطرة ، لاتختلط قطرة منها باخرى، ولا يتقدم متأخرها ،ولا يتأخر متقدمها ،ولا تدرك القطرة صاحبتها فتمتزج بها ، بل تنزل كل واحدة في الطريق الذي رسمه ربها لها لا تعدل عنه حتى تصيب الارض قطرة قطرة قد عينت كل قطرة منها لجزء من الارض لا تتعداه إلى غيره ؛ فلو اجتمع الخلق كلهم على ان يخلقوا منها قطرة واحدة او يحصوا عدد القطر في لحظة واحدة لعجزوا عنه .
ثم انظروا – وفقني الله واياكم - كيف يسوقه سبحانه رزقا للعباد والدواب والطير والذر والنمل ، يسوقه رزقا للحيوان الفلاني في الارض الفلانية بجانب الجبل الفلاني فيصل اليه على شدة من الحاجة والعطش في وقت كذا وكذا ، ثم كيف اودعه في الارض ثم اخرج به انواع الاغذية والادوية والاقوات فهذا النبات يغذي وهذا يصلح الغذاء وهذا سم قاتل ، وهذا شفاء من السم ، وهذا يمرض ، وهذا دواء من المرض ، وهذا بارد لطيف على المعده ، وذلك حار ساخن عليها فيا سبحان اللطيف بعباده .
(وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ ").
فواعجا كيف يعصى الاله ....... ام كيف يجحده الجاحــد
وفي كل شيء لـه آيـــة ...... تدل على انـــه واحـــــــد
اللهم ارزقنا النظر في ملكوتك ، والاستبصار في مخلوقاتك ، واحي قلوبنا بالايمان انك جواد كريم .
دمتم بحفظ رب جبرائيل وميكال [/align]