[align=center]
ــــــــــــــــ ـ ـ ..... ــــــــــــــــــ ـ ـ . .
هذه مصارحة تنص على مصالحة مع المفاهيم التي نفترشها ونلتحفها
ونغطي بها ما نريد مما حولنا أو نجعلها وقاء بيننا وبينهم ..
الخواطر أو شوارد الروح أو معزوفة الوجدان أو الأحاسيس الماطرة
كلها استيقاظ وجداني بكل صوره المتألمة والمحلقة والمحبطة والمتأوهة
والسعيدة , والراجية , والعابثة , والمقلدة , و ........
ــــــــــــــــ ـ ـ ..... ــــــــــــــــــ ـ ـ . .
وليس كل ما نلاعب وتره منها حقيقي له وجود ... بل قد يكون أقواها وأصدقها
ما لا حقيقة له ... وعلى قدر تمكن الكاتب , وقدرته على استدرج الحرف , وليّه
وتجميده ثم صهره وتحريكه يتسنى له خلق ما يريد من فكرة وإحساس يجعل به الجماد في نظر القارئ ياهتز ويطرب ويحيل فيه الحجر كجرح يحن ويتألم ...
وعلى قدر تطلعات الكاتب واتساع افقه الأدبي واللغوي , يستطيع ملاعبة
المستمع والمصغي بوتر له ألف صوت , وإلفٌ يتودد التقرب , ويستشعر بشغف
إحساس الكاتب حتى يخال له أنه يكتب له , ويعنيه , ويرمز إليه .
وينعت ما بداخله من ذكريات يحبها أو يخافها أو يرجوا انبعاثها بما كانت عليه.
ويلقي بظلال مستقبله أمامه فيماشيه ويسابقه ويلقي بنفسه عليه حتى يحتضن المجهول بداخله , ويمازج ظلمته بنور ما راءاه في ساعة انبلاج الفجر البكر الذي لم يتنفسه أحد بعد ولم ينفث به أنفاسه ..
ــــــــــــــــ ـ ـ ..... ــــــــــــــــــ ـ ـ . .
سنتحول الآن قليلا للخواطر الجريئة التي تصف بدقة لقاء الحب
وتجسد رؤيته لمشاهدة ومعاينة لأدق تفاصيله بل ومعايشة ما يحصل وتر بوتر
وخطوة بخطوة ....
وأكثر ما يكتب من الخواطر هو ما يتعلق بالحب والأحاسيس الإنسانية الوجدانية
وهنا مفرقين بين ما يكتبه الرجل وما تكتبه الأنثى ....
فحين نقرأ لرجل وهو يصف ما يدور بينه وبين عشيقته من أحداث في مكان اللقاء
المنبلج في كليهما بالشوق , والعابث في فكريهما لحد الثمالة فلا يستطيعان مغالبة المحذور فيه , فيصف بجرأة تتنطط وتبغي الإثارة الفاضحة حتى يضرب بها عصفور أنثاه الهائمة , ويضرب بها عصفور القارئ المتعطش , والمستمتع
من وراء الستار بجرأة غيره ولو أنتقدها إلا أنه قد نال وحاز على لذة ذلك الوصف
فناله ما نال الكاتب منه من غير محظور , وهو يرى أن على الكاتب وزرها ووزر من عمل بها, وليس من قرأها .
وبين ما تكتبه الأنثى من خاطرة بها استحياء التي جاءت تبغي حاجة في النفس,
ومبيتة لنية من وراءها قصد من وراءه حياة ...
فهي هادئة الأنفاس حذرة الوقوع في شراك الفظ , متوجسة الخوض الغير مقصود في تفاصيل عارية قد تفسر بكذا وكذا ... فلا تريد أن ينالها من وراءها أذى من لسان سليط , أو نية عاطلة , أو من جاهل أو متصيد ....
أو بوح أنثى جريئة في قرع كعب حذائها , ململمة عن ساعديها
صارخة الحمرة على شفتيها ... متبرجة بصوت خلخال ساقيها
لا تخاف أن تكون في حساب أحد صفرا , ولا أن تكون في نظرة احد رمادا
فهي لا تبغي أجر أن يقال يالها من ... ولا أن تنعت بالثناء على ....
وإنما هي وجودية المشاعر قوية الهوى غير ملتفتة وراءها لنيل وسام سوى وسام الحب الذي تراه على هذه الصورة .
ولكن كل هذا قد لا يكون له حقيقة غير حقيقة الوهم الذي يماشي السراب
على أمل أن يكون ثمة واحة في مكان ماء يوشك الركب المتعطش بكل ما حمل
من روح وجسد وأحاسيس مهلكة متعبة أن يستلقي بظلاله ويغترف غرفة بفمه
ويلامس بيديه جسد الحقيقة ويستشعر بذراته نشوة تسجد اللقاء .
فالخواطر هي شبيهة بأكذوبة الأساطير , وهي حقيقة ملقاة على عاتق صاحبها
وهي فزعة الروح من الجسد حين تجد أنه قد استحوذ عليها , وهي أنفاس الفجر البكر الذي لم يفز به سوى من قام وترك متعة الفراش واستلهم سعادة أن يكون أول من يتنفس ويسمع ويرى .
وهي آلام الحياة ومثخنات الجروح وتوجس المصير , وضياع المنى
وهي فرحة العيد ولعبة الطفل , وزهرة الندى ..
هي نحن إن صدقناها أو كذبناها .
كل عام وأنتم إلى الله اقرب ... [/align]