[align=center]ايام ذكر وشكــــر
ايام التشريق ايــــام ( ذكـــر الله و شــكره )
وان كان الحق ان يذكر الله تعالى
ويشكر في كل وقت وحين ،لكن يتأكد ذلك في هذه الايام روى نبيشه الهذلي
ان النبي صلـــ الله عليه وسلم ـــ قال :
(( ايام التشريق ايام اكل وشرب وذكر الله تعالى ))
اخرجه مسلم ، وفي روايه للامام احمد (( من كان صائما فليفطر فإنها ايام اكل
وشرب )) صحيح مسلم 1141 والمسنده 5\224}
وهي الايام المعدودات التي قال الله _ عز وجل _ فيها
(( واذكـــــروا الله في ايــــــام معدودات )) . البقره :3 . 2}
ولما كانت هذه الايام هي اخر ايام موسم فاضل ، فالحجاج فيها يكملون حجهم
وغير الحجاج يختمونها بالتقرب لله تعالى بالضحايا بعد عمل صالح في ايام
التشريق ، اُستحب ان يختم هذا الموسم بذكر الله تعالى للحجاج وغيرهم .
فتلك سنه سنها الله تعالى عقب انتهاء بعض العبادات
ففي الذكر عقب الحج امر تعالى بذلك في قوله تعالى :
((فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم اّبائكـــم او اشد ذكرا ))
وينبغي للذاكر ان يتدبر مايقوله، ويفهم معناه فذلك ادعى للخشوع والتأثر به ،
ومن ثم صلاح القلب .
قال ابن القيــم رحمه الله تعالى : وافضل الذكر وانفعه ما واّطأفيه القلب اللسان
وكان من الاذكار النبويه ، وشهد الذاكر معانيه ومقاصده اهـ { فوائد الفوائد 309}.
الذكر المتأكد في ايــــــــــام التشريق :
يتأكد في هذه الايام المباركه التكبير المقيد بأدبار الصلوات المكتوبات ،والتكبير
المطلق في كل وقت الى غروب شمس اليوم الثالث عشر للحجاج وغيرهم .
وقد كان عمر رضي الله عنه يكبر في قبته بمنى فيسمعه اهل المسجد فيكبرون ،
ويكبر اهل الاسواق حتى ترتج ( منى ) تكبيراً .
اجتماع نعيم القلوب ونعيم الابدان :
ايام التشريق يجتمع فيها للمؤمنين نعيم ابدانهم بالاكل والشرب ، ونعيم قلوبهم
بالذكر والشكر ، وبذلك تتم النعمه .
وكلما احدثوا شكرا على النعمه كان شكرهم نعمه اخرى ، فيحتاج الى شكر
أّخر ولا ينتهي الشكر ابداً .
الاستعانه بالنعمه على الطاعه:
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى : (وفي قوله صلــ الله عليه وسلم ـــ(( انها ايام
اكل وشرب وذكر لله عز وجل )) اشاره الى ان الاكل والشرب في ايام الاعياد إنما
يستعان به على ذكر الله تعالى وطاعته ، وذلك من تمام شكر النعمه ان يستعان
بها على الطاعات ، وقد امر الله تعالى في كتابه بالاكل من الطيبات والشكر له ،
فمن استعان بنعم الله على معاصيه فقد كفر نعمة الله وبدلها كفرا وهو جدير ان
يسلبها كما قيل :
إذا كنت في نعمه فارعهــــــــــا
فإن المعاصي تزيل النعــــــــــــــم
وداوم عليها بشكــــر الالــــــــــه
فشكر الاله يـــــــــــزيل النقـــــــــم
بين ايـــــــام التشريق ونعيم الجنه :
في النهي عن صيام ايام التشريق بعد العمل الصالح في عشر ذي الحجه
لمن لم يحج ، في هذا النهي والامر بالتمتع بما احل الله من الطيبات اشاره
الى حال المؤمن في الدنيا .
فان الدنيا كلها ايام سفر كأيام الحج ، وهي زمان احرام المؤمن عما حرم الله
عليه من الشهوات ، فمن صبر في مدة سفره على احرامه ، وغلب الهوى ،
فاذا انتهى سفر عمره ، ووصل الى منى فقد قضى تفثه ووفى نذره ، فصارت
ايامه كلها كأيام منى ايام اكل وشرب وذكر لله عز وجــــــــــــل ،
وصار في ضيافة الله عز وجل في جواره ابد الابــــد
قال تعالى (( كلوا واشربوا هنيئا بما اسلفتم في الايام الخاليه )) الحاقه
* هدايه ..
من صام اليوم عن شهواته افطر عليها غدا بعد وفاته .
ومن تعجل ماحرم عليه من لذاته عوقب بحرمان نصيبه من الجنه وفواته .
وفقنا الله تعالى لهداه
وجعل عملنا في رضاه
والحمد للـــــــــــــــــــه رب العالمين
وصلى الـــــه على نبينا محمــــــــــــــدواله وصحبه اجمعين [/align]